نصري عصمت

.. وعندما يكتئب "المدفعجية"!

تبدلت ابتسامة "المدفعجية" التى اعتادوا اطلاقها اثناء منذ بداية الموسم خلال المباريات وحلت محلها نظرة يائسة ومحبطة تعبرعن حالة اكتئاب شديدة يمر بها الأرسنال هذه الايام.<br>
الثلاثاء، 30 نوفمبر 2004 - 11:50
تبدلت ابتسامة "المدفعجية" التى اعتادوا اطلاقها اثناء منذ بداية الموسم خلال المباريات وحلت محلها نظرة يائسة ومحبطة تعبرعن حالة اكتئاب شديدة يمر بها الأرسنال هذه الايام.

وبدت هذه الحالة واضحة للغاية فى مباراة "المدفعجية" مع ليفربول التى خسروها بهدفين مقابل هدف واحد امام أحد أضعف التشكيلات التى ارتدت قميص ليفربول منذ سنوات عديدة وفى مواجهة فريق لا يملك مهاجمين تقريبا ، وشاهدنا لاعبو الأرسنال فى الملعب تائهين لا يعرفون طريقا لمرمى منافسهم ، حتى إنهم لم يسددوا على مرماه سوى كرة واحدة فقط جاء منها هدفهم الوحيد.

ولم تقتصر الانتكاسة التى أصابت الأرسنال منذ هزيمته امام مانشستر يونايتد على الفشل فى الفوز بخمس مباريات سهلة فى الدورى ، بل امتدت الى دورى ابطال اوروبا حيث تعادل الفريق مع باناثينايكوس مرتين ذهابا وايابا ، مما سمح لأيندهوفن باعتلاء قمة المجموعة ووضع "المدفعجية" فى موقف محرج رغم اعتبارهم أحد الفرق المرشحة للفوز بالبطولة فى بداية الموسم.

واعتقد ان السبب الرئيسى وراء هذه الحالة هو الاجهاد الشديد الذى تعرض له نجوم الفريق وإفتقاد الفريق للعناصر البديلة ، ويكفى أن نعرف ان لاعبين مثل أشلى كول وتييرى هنرى وفريدريك ليونبرج وبيسان لاورين وخوزيه انطونيو رييس وكولو تورى لعب كل منهم ما يقرب من 20 مباراة حتى الان منذ بداية الموسم.

فلقد شاهدنا هؤلاء اللاعبون يخوضون مباراة عصيبة أمام ايندهوفن بتسعة لاعبين بعد طرد فييرا ولاورين ، ثم رأيناهم مرة اخرى يوم الاحد أمام ليفربول ، والمباراتان خارج ملعبهم ، مما تسبب فى ظهور حالة البؤس التى رأيناها على وجوههم.

والمطلوب هو إيجاد بديل كفء لهؤلاء اللاعبين لأنه من غير المقبول ان يكون البديل لقلبى الدفاع الاساسيين وهما سول كامبل وكولو تورى هو لاعب ضعيف مثل الفرنسى باسكال سيان الذى وضح تماما ان مستواه لا يرقى للعب مع الأرسنال.

وبالنظر إلى الفرق الأغنى ماليا فى انجلترا مثل مانشستر يونايتد وتشيلسى سنجد انهما يستخدمان لاعبين فى كل مركز بغرض الحفاظ على اللياقة البدنية للفريق وبالتالى فلا يوجد حل امام الأرسنال صاحب السياسة المالية المتحفظة والمجندة لبناء ملعبه الجديد إلا الاعتماد على ناشئيه المذهلين الذين شاهدناهم فى المباريات الاخيرة من بطولة كأس إنجلترا.

ويتحمل الفرنسى أرسين فينجر جانبا كبيرا من مسئولية تراجع اداء الفريق ، لأننا اذا كنا قد اشدنا بقدراته على إخراج أقصى طاقة لدى لاعبيه وبراعته فى اكتشاف المواهب فى سن صغيرة ، فإن هذه البراعة ليست بنفس القدر فيما يتعلق بتغيير تكتيك الفريق أثناء المباراة وهو ما يجيده البرتغالى خوزيه مورينيو مدرب تشيلسى الذى رغم رفضنا لغروره الواضح ، فإننا نعترف بفنياته العالية.

واذا كان الأرسنال هو احسن فريق فى العالم حاليا ينفذ الهجمات المرتدة ويستطيع اللعب فى ظل ايقاع حركى سريع للغاية ، فمن الطبيعى ان الاسلوب المثالى لايقافه هو تعطيل اللعب واللجوء للخشونة والالتحامات فى الكرات القصيرة لمنع سرعة اللعب من الازدياد ، وهو ما حدث فى مبارتى مانشستر يونايتد وليفربول اللتا شهدتا خسارة "المدفعجية".

وكلنا شاهدنا كيف تعامل هنرى وبيرس وفييرا مع الفرصة التى سنحت لهم وحولاها الى هدف رائع بفضل النقل السريع للكرة والتفاهم المذهل عصبيا وحركيا بينهم.

كما يقع على فينجر دور معنوى واضح لدعم لاعبيه نفسيا والاعتراف ان فريقه يمر بأزمة بدلا من المكابرة والتصريحات المصرية من نوعية " كله تمام" لأن إحساس اللاعبين بالخطر يدفعهم لتقديم أفضل اداء نتيجة للشحن المعنوى تماما كما فعلوا أمام ايندهوفن وانترميلان الموسم الماضى على ملعب سان سيرو للحفاظ على فرصهم فى مواصلة المشوار فى دورى ابطال اوروبا.

ارتكب فينجر خطأ ساذجا قبل مباراة ليفربول وخرج علينا بتصريح يقول فيه أن جيرارد "ما زال مطلوبا من تشيلسى ، وعلى الحمر ان يتخذوا احتياطاتهم" ، ولا أدرى لماذا يصدر تصريحا مثل هذا قبل المباراة بأربع وعشرين ساعة سوى انه محاولة لزعزعة استقرار منافسه وهى حيلة يلجأ إليها مدربو الدورى الانجليزى بإساءة استغلال المؤتمرات الصحفية نظرا للتركيز الاعلامى الشديد من وسائل الاعلام البريطانية على المدربين تماما مثلما قال مورينيو ان مانشستر يونايتد سيفقد فرصه الفوز بالدورى اذا لم يهزم الأرسنال قبل مباراة الفريقين .. وهو بالطبع لم يكن يلعب دور الناصح الامين بحثا عن مصلحة الشياطين لكنه أراد من يوقف قطار الأرسنال المندفع وقتها بأقصى سرعة.