على الرغم من مرور أربع سنوات كاملة على نهاية القرن العشرين ، فإن الجدل ما زال دائرا بين مسئولى وجماهير قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك حول أحقية كل فريق منهما فى حسم لقب نادى القرن الأفريقى لمصلحته ، ويأتى ذلك بعد أن اختلفت الأراء والتصنيفات سواء الأفريقية أوالعالمية فى منح اللقب لأحد الفريقين.

ففى نهاية القرن الماضى منح الاتحاد الأفريقى لكرة القدم (الكاف) اللقب لمصلحة النادى الأهلى المصرى برصيد 40 نقطة متفوقا على غريمه الزمالك بثلاث نقاط ، ولكن بعد ذلك بأيام منح المركز الدولى لتأريخ وإحصاء كرة القدم (IFFHS) اللقب لنادى الزمالك نسبة إلى عدد البطولات التى يتفوق فيها الزمالك ببطولتين ، ثم أخيرا ومنذ أيام قليلة فقط منح مركز أرقام وإحصاءات كرة القدم (RSSSF) اللقب نفسه لمصلحة نادى الزمالك للمرة الثانية نسبة إلى عدد البطولات أيضا ، ليحصل الزمالك على اللقب مرتين مقابل مرة واحدة فقط للأهلي.

ومع اختلاف الآراء حول اختيار نادى القرن الأفريقى ، فإن هناك بعض الحقائق التى لا تقبل الجدل والتى أردت أن أوضحها لجمهور الناديين حتى يعرف الجميع أين الحقيقة فى هذا الموضوع.

أولا : موضوع اختيار نادى القرن الأفريقى هو لقب شرفى ، وعملية منح اللقب تعتمد على بعض الأرقام والإحصائيات التى تختلف من جهة إلى أخرى ، ولذلك فإن هذا اللقب هو لقب معنوى ولا يمكن أن يكون محددا لناد واحد بسهولة ، فعندما نسأل شخصا بعد نهاية الموسم عن هداف الدورى فى بلد ما فبالتأكيد ستكون الإجابة واحدة لدى الجميع لا غبار عليها لأنها تعتمد على أكثر لاعب سجل أهدافا ، أما اذا سألت عن أفضل لاعب فى الدورى فإنك ستجد إجابات مختلفة ، لأن عملية أفضل لاعب تتعرض لمقاييس مختلفة ، وعند عمل العديد من الاستفتاءات فى وسائل الاعلام المختلفة ستجد أن أفضل لاعب فى كل استفتاء مختلف عن غيره ، فأفضل ناد لا يمكن تحديده بسهولة ، ولكن سيختلف مع باختلاف المعايير لكل جهة.

ثانيا : الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لم يصدر أي تصنيف لأندية أفريقيا فى القرن الماضي ، وهذا ما يجب أن يعلمه الجميع ، فبعض جماهير الأهلى تقول إن الفيفا اختار الأهلى كناد للقرن ، وهذا خطأ لأن الفيفا لم يعلن ذلك ، ولكن الأهلى جاء الأفضل فى تصنيف (الكاف) فقط ، أما جماهير الزمالك فتقول إن المنظمتين الدوليتين (IFFHS و RSSSF) تابعتين للفيفا ، ولذلك فإن الزمالك هو نادى القرن الرسمي ، وهذا أيضا كلام عار من الصحة لأن هاتين المنظمتين معتمدتان بالفعل من الفيفا ، ولكنهما ليستا تابعتين له بصورة رسمية ، وهناك فرق كبير بين الحالتين.

ثالثا : اختلاف معايير تصنيف الأندية فى (الكاف) عنها فى المنظمتين الدوليتين كان هو السبب فى اختلاف اسم نادى القرن فى التصنيفات الثلاثة ، وبكل أمانة فإننى شخصيا ، وأعلم أن رأيى هذا سيغضب الكثير من الناس ، أجد أن التصنيفات الثلاثة خاطئة وعارية تماما من الصحة ، فتصنيف (الكاف) ساوى بين بطولتى دورى أبطال أفريقيا وأبطال الكأس بنفس النقاط ، وهذا غير منطقى بالمرة ، فالمعروف لدى الجميع أن دورى الأبطال أقوى كثيرا من أبطال الكأس ، ولذلك لا يجب المساواة بينهما أبدا ، كما أن (الكاف) ارتكب خطأ أكبر وهو أنه منح لبطولة دورى الأبطال التى أقيمت بعد عام 97 نقاطا أعلى من البطولات التى أقيمت قبل هذا التاريخ من البطولة نفسها وهذا خطأ رهيب وغير مقبول اطلاقا ، فالبطولة الواحدة يجب أن تتساوى فى النقاط فى أى تاريخ لها.

الأخطاء التى وقع فيها رجال الاتحاد الافريقى جعل البعض يقول إن (الكاف) أجرى هذا التصنيف "تفصيل" على النادي الأهلي حتى يمنحه اللقب ، نظرا لأن سكرتير عام الاتحاد الأفريقى هو "الأهلاوي" مصطفى فهمي ، وكان لهذا الرجل الدور الكبير فى عمل هذا التصنيف.

التصنيفان الآخران العالميان منحا الزمالك اللقب بعد أن احتسبا رصيد البطولات فقط ، وبالطبع تفوق الزمالك بعد إضافة بطولات السوبر الافريقي والأفروآسيوية ، وهذا بالطبع خطأ أكبر ، فإذا كان المنطق يقول إن دوري الأبطال اقوى من أبطال الكأس ولا تتساوى معها ، فكيف سنساويهما ببطولة السوبر مثلا والتى تقام من مباراة واحدة فقط ، وبالتالى فإن العقل والمنطق يقولان أيضا إن هذين التصنيفين خاطئان تماما.

والسؤال الذى أعلم أنه طرأ على ذهن القراء الأعزاء حاليا هو : إذن أين الحقيقة فى هذا الموضوع؟ وأين التصنيف الصحيح لأندية أفريقيا؟ ومن هو نادى القرن الأفريقى؟

حقيقة ، الإجابة على هذه الأسئلة استوقفتنى أنا شخصيا ، وقررت بناء على ذلك أن أبدأ بعمل إحصائية دقيقة وشاملة ومحايدة لكل مشاركات الأهلى والزمالك فى أفريقيا لمعرفة من هو ن