ويبدو أن يوسف نسي ، أو تناسى ، أن فريقه هو الأكثر استفادة من الأخطاء التحكيمية هذا الموسم ، وأن الزمالك هو أكثر فريق احتسبت له ركلات جزاء منذ بداية الموسم ، وللأسف معظمها غير صحيح ، وأثرت بشكل مباشر في نتائج مبارياته أمام منافسيه لصالحه ، والأمثلة كثيرة منها ركلة الجزاء التي احتسبت لمصلحة حمزة في مباراة الجيش ، وأخرى احتسبت للاعب نفسه في مباراة المقاولون العرب في كأس السوبر ، وركلة الجزاء التي احتسبت لمصلحة وليد عبد اللطيف في مباراة الإسماعيلي ، والتي احتسبت لطارق السيد في مباراة غزل المحلة ، وغيرها ، والطريف أن الزمالك كان دائما ما يكون متأخرا بهدف عندما تحتسب له ركلة جزاء ، أى أن تأثيرها على نتيجة المباراة يكون مباشرا ، حتى وان انتهت المباراة بفوز الزمالك بفارق كبير من الأهداف.
والطريف أن اللعبة التي طالب فيها يوسف باحتساب ركلة جزاء للزمالك في مباراة المصري كانت احتيالا واضحا ، ومعتادا ، من حمزة للحصول على ركلة جزاء ، إلا أنه يبدو أن فطنة الحكم لحركات اللاعب التمثيلية وانذاره لم تعجب يوسف ، الذي أراد أن يحصل على ركلة جزاء "ماركة مسجلة" باسم الزمالك.
وليست هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها يوسف التحكيم بهذه الطريقة ، وعلى عكس جميع من يشاهدون مباريات فريقه ، إذ أنه اتهم الحكم التركي مصطفى شولجو الذي أدار لقاء القمة أمام الأهلي بالتسبب في هزيمة الزمالك ، بالرغم من أن هذا الحكم احتسب لفريقه ركلتي جزاء ، لم يشاهدهما غيره ، إحداهما خطأ واضح لمصلحة الأهلي!
ولا أدري ما هو سر الانتقاد الدائم للتحكيم من قبل مسئولي الزمالك خاصة ، ومسئولي جميع الفرق عامة ، حيث أن أخطاء الحكام معتادة في جميع أنحاء العالم ، وفي مصر تحديدا ، وأنا شاهدت بعيني العديد من ركلات الجزاء المضحكة في مباريات الدوري المصري ، فأخطاء الحكام أمر واقع في العالم كله ، إلا أن مسئولي الزمالك لا يعترفون بذلك غالبا!
الأسبوع الماضي ، قامت الدنيا بسبب احتساب ركلة جزاء غير صحيحة للأهلي في الدقيقة الأخيرة لمباراته أمام حرس الحدود في الدوري الممتاز ، وقال حلمي طولان مدرب الحدود بعد المباراة إنه يريد أن يرى الأهلي يفوز ببطولة دون مساعدة التحكيم . هكذا وفي جملة واحدة ، قرر طولان أن نحو 90 بطولة حصل عليها الأهلي طوال تاريخه بمساعدات تحكيمية ، وتقدم الفريق السكندري ، ومعه الزمالك ، باحتجاج الى لجنة المسابقات على الحكم ، ولا أدري ما علاقة الزمالك بالأمر؟!
وبعد مباراة الأهلي مع الإسماعيلي يوم الأحد الماضي ، صرح أحد أعضاء مجلس إدارة الإسماعيلي أن السبب الرئيسي في هزيمة فريقه كان الحكم سمير محمود عثمان ، الذي قيد لاعبي فريقه باشهاره البطاقة الصفراء ست مرات في وجه لاعبي الإسماعيلي! بدلا من أن يبحث مسئول الدراويش عن أسباب انهيار فريقه بهذا الشكل ، وهو حامل لقب الدوري منذ عامين فقط ، خرج ليحمل مسئولية الهزيمة للتحكيم ، في مباراة لم تشهد أي اعتراضات على الحكم من اللاعبين أنفسهم.
ركلة الجزاء التي احتسبت للأهلي كانت غير صحيحة ، والتي احتسبت للحدود أمام الإسماعيلي في الدقيقة الأخيرة ايضا كانت غير صحيحة ، وغيرها وغيرها ، وهي أمور تحدث في جميع ملاعب العالم ، وتحدث اعتراضات بالطبع ، إلا أن نظرية المؤامرة المسيطرة على الجميع هنا ، لا تجدها إلا في مصر وملاعبها.
أعتقد أنه من المستحيل أن تجد أحدا في مصر يخرج عقب هزيمة فريقه ليعلن مسئوليته عنها ، أو يبحث عن أسبابها ، الجميع ينطلق لمهاجمة التحكيم ، والتحدث عن ركلات الجزاء التي لم تحتسب ، والأخطاء التحكيمية الرهيبة ، وكأن جميع أندية مصر تستحق الفوز في جميع مبارياتها.
إمتى حنشوف الكرة اللي بيلعبوها برة ؟؟ يا ترى ممكن؟