كل شيء مباح .. وكل القرارات نابعة من المزاج والاتفاقات الجانبية .. وما نبنيه اليوم نهدمه غدا ولا حسيب ولا رقيب .. حتى أصبحنا نشك في أن كل قرار نابع من مصلحة شخصية أو اتفاقات جانبية لأن الشواهد تقول ذلك .. وعلى سبيل المثال قضية إبراهيم سعيد التي اعتبرها مثالا صارخا على المزاج الشخصي الذي يحكم الكرة المصرية .. ولا فرق بين زيد أو عبيد .. الكل في الهم سواء.
إبراهيم سعيد تعامل في الأهلي بمزاجه وعلى هواه وفي ظل غياب لوائح وقوانين عادلة ومنظمة تنظم الاحتراف وعلاقة اللاعب بناديه وفي ظل التعامل مع اللاعبين والنجوم حسب علاقة اللاعب بالمسئول أو استلطافه وقبوله أصبح إبراهيم سعيد منبوذا من إدارة الأهلي وبدلا من علاجه زادت مشاكله .. صحيح أنه تعامل بمزاجه وعلى كيفه ولم يهتم بأحد اعتقادا منه أن نجوميته وموهبته ستشفعان له ولكن الأهلي ركيه العناد وأيضا بالمزاج وليس اعتمادا على اللوائح والقوانين.
وبعد شد وجذب تدخل مسئول كبير في الزمالك لإقناع اللاعب بالإنتقال للقبيلة البيضاء مما زاد من اشتعال الفتنة بين اللاعب وناديه ووصلت العلاقة إلى طريق مسدود .. وفي ظل هيمنة المزاج على العلاقة بين اللاعب ـ أي لاعب ـ وناديه .. أحيلت أوراق اللاعب إلى المحكمة الكروية "لجنة التظلمات" .. وصدرت أحكام اللجنة وهي أحكام مشددة وصارمة وقلنا أخيرا أصبح لدينا مرجعية محترمة وبغض النظر عن اختلاف الآراء حول العقوبة إلا أنه كان هناك راحة نسبية لأننا وجدنا أخيرا مرجعية محترمة خاصة أن أعضاء اللجنة أشخاص محترمون وتاريخهم مشرف.
قالوا أن رئيس الاتحاد " الأهلاوي " تدخل وأوحى للجنة بالقرارات المشددة وأنه خدم ناديه بهذه القرارات .. خاصة أن هذه الأحكام جاءت متزامنة مع قرارات أخري لصالح النادي الأهلي مثل زيادة قائمة لاعبي فرق الدوري إلى 30 لاعبا بدلا من 25 وهذا القرار خدم الأهلي بالذات كما خدم غيره .. وكذلك قرار ضم إسلام الشاطر للأهلي وقرار حق لاعب الشرقية أحمد جلال في الانتقال الذي يريده حسما للخلاف بين الأهلي والإسماعيلي عليه وهوما اعتبره البعض انتصارا للأهلي في هذه القضية .. وقد يكون الأهلي صاحب حق أصيل في بعض أو كل هذه القضايا لكن نظرية المؤامرة التي تستهوينا دفعت البعض للإيحاء بأن القرارات صدرت بالمزاج وعلى هوى رئيس الاتحاد.
وفجأة تحرك الزمالك ورضي بأحكام اللجنة ودفع الغرامة المالية التي ظل يحتج عليها طويلا .. ورضي بالأمر الواقع في قضية إسلام الشاطر.. وأعلن أمين صندوق النادي وهو في نفس الوقت مهندس العملية مع رئيس الاتحاد أن العفو عن إبراهيم سيصدر بعد دفع الغرامي بـ 48 ساعة واجتمعت اللجنة في نفس التوقيت فعلا لكنها لم تصدر قرار العفو لغياب عضو ثم أعلن مسئولو الزمالك أن القرار سيصدر لكنه لم يصدر وهنا أسقط في يد رئيس الاتحاد الذي يبدو أنه فعلا وعد الزمالك بقرار العفو.
وتحدد يوم 5 يناير لاجتماع اللجنة وإصدار القرار ولكن رئيس الاتحاد ــ فيما يبدو ــ خشي أن يتأجل القرار لأي سبب فأصدر قرار العفو عن إبراهيم سعيد يوم 4 يناير ولم ينتظر قرار اللجنة الموقرة التي لم يهتز لها جفن ولم تغضب لكرامتها إلا داخل الجدران المغلقة.
صدر قرار رئيس الاتحاد يوم 4 يناير ولعب إبراهيم أمام انبي وسجل هدفا يوم 5 يناير وأصيب ولم يكمل المباراة واجتمعت اللجنة وأصدرت هي الأخرى قرارا بالعفو عن اللاعب وكأنها تتجاهل قرار رئيس الاتحاد الذي نفى على مسئولية المتحدث الرسمي للاتحاد مدحت شلبي أن يكون قد أرسل خطابا للزمالك بالعفو عن اللاعب والغريب والمريب أن اللجنة اقتنعت أو تظاهرت بالاقتناع بأن رئيس الاتحاد لم يرسل للزمالك خطاب العفو بينما رئيس اللجنة المستشار الزند يصرح في الصحف أنه وافق شفويا على القرار وعلى هذا الأساس أصدر رئيس الاتحاد خطابه للزمالك .. أرايتم قمة التناقض الناتج عن المزاج الذي يحكم قراراتنا المهمة.
هذا السيناريو الهابط لمسلسل إبراهيم سعيد ليس مختلفا عن سيناريو آخر أكثر هبوطا عن المدير الفني للمنتخب : تعاقدنا مع تارديللي ويالمزاج تركنا له الحبل على الغارب وكأنه متعاقد معنا بالقطعة .. يلعب ثم يسافر لمصالحه بإيطاليا وبعد أن خربها تعاقدنا مع حسن شحاته مؤقتا ثم بدأنا لعبة البحث عن مدرب أجنبي وشكلنا لجنة محترمة .. كل واحد طرح ما يريد بالمزاج واستقرت اللجنة الموقرة على اثنين اتضح أنهما بعبين عن الصورة وهما كاسبرزاك وكويليو واتضح فيما بعد أن رئيس الاتحاد ــ وبناء على نصيحة الجوهري متفق مع بوكير المطرود من الإسماعيلي ــ ولكن اللجنة رفضت بوكير وقالت إذا لم يكن من المدرب الو