.. "ولماذا لا يتعاقد الأهلي مع عبد الحميد بسيوني"؟! .. سؤال طرحته على نفسي عقب مباراة الاهلي مع المصري الأخيرة في الدوري والتي أهدر مهاجمو الأهلي خلالها أسهل الهجمات أمام المرمى وأإضاعوا الفرصة تلو الاخرى لتمديد رقمهم القياسي في الانتصارات المتتالية.

وتبدو فكرة التعاقد مع مهاجم يبلغ من العمر 34 عاما صعبة بالنسبة لفريق بطولات مثل الاهلي ، ولكنها تبدو منطقية ولا ارى فيها عيبا اذا ما قارناها بما يفعله المدربون في أوروبا رغم فارق التشبيه.

فالأرسنال جدد التعاقد مع بيرجكامب ليلعب بجوار رييس وهنري حسب حاجة الفريق إليه ، وتيدي شيرنجهام لعب في نصف فرق إنجلترا بعد بلوغه سن الثلاثين ، وكان يتعاقد مع كل فريق لمدة عام واحد ويسجل له عدة اهداف ثم ينتقل لغيره ، بينما بسيوني لاعب هداف وصاحب خبرة كبيرة ويمتلك رباطة جأش في مواجهة الفرق الكبيرة ويملك ستة أهداف في رصيده هذا الموسم.

والأهم أن التعاقد مع بسيوني من عدمه هو امر لا يعنيني بقدر ما كشفت هذه المباراة حاجة الاهلي لمهاجم مخضرم يحفظ جيدا طريقة الانقضاض على الكرات العالية ويجيد توجيه رقبته نحو الشباك وليس كعماد متعب الذي انقض على الكرة والمرمى مفتوح ليطيح بها بعيدا.

باختصار ، لو تابعنا كل مهاجمي الأهلي حاليا : متعب وبلال وحسني وحتى أبو تريكة و"المرحوم" بيبو ، سنجد أن جميعهم لا يتمتعون بميزة طول القامة ، فلماذا لا يضم الاهلي مهاجما جديدا يتمتع بطول القامة بشرط أن لا تكون قدماه مربوطتان في الارض مثل ماكي.

وقد يغضب بعض مشجعو الاهلي ويقولون إن "كله تمام" في القلعة الحمراء وأن كل ما هنالك أن الاهلي فقد نقطتين للمرة الاولي خلال 18 مباراة ، لكني أعتقد أن "فريق الأحلام" الحالي ليس مطلوبا منه مجرد الفوز بدرع الدوري ، لكن هناك الكثير من الانجازات التي تنتظره ، أبسطها كسر الرقم القياسي لعدم الخسارة في مباريات الدوري ، والفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا التي تنطلق في مارس ويكون الفوز بها هو أبسط إنجاز يحققه هذا الجيل من اللاعبين ، وفرصة الجمع بين بطولتين أو ثلاثة خلال الموسم المقبل.

وأخشى أن ينخدع الأهلاوية من ضعف المنافسين في الدوري ، وأتساءل : ماذا سيفعل هجوم عقيم كهذا عندما يصطدم الأهلي باتحاد العاصمة الجزائري في دور الستة عشر من بطولة أفريقيا؟ وهل سيكون علينا أن نستسلم لحرقة الدم وإضاعة الفرص السهلة أمام فرق مثل النجم الساحلي أو أنيمبا أو كوتوكو؟

وإذا كنت أعلن تأييدي لصفقة بسيوني ، فإنني أعتقد أن فكرة استغناء الأهلي عن سيد عبد الحفيظ أو وائل رياض مرفوضة تماما نظرا لحاجة الاهلي لبدلاء بنفس كفاءة الأساسيين خاصة في الموسم المقبل الذي سيكون مناسبا لتحقيق الأرقام القياسية ، وأدعو مانويل جوزيه ليرشح لنا لاعبا بديلا لبركات في قيادة الجبهة اليمنى أفضل من سيد عبد الحفيظ ، وأن يتذكر جيدا أن الموسم المقبل سيشهد إصابات وإيقافات عديدة.

وإذا كان هناك من يرغب في اللعب أساسيا فهناك شىء في كرة القدم اسمه الإعارة لمدة محدودة ، حتى لا يصدأ بدلاء "الشياطين الحمر" حتى نهاية الموسم الحالي الذي لا يتعرض الأهلي خلاله لضغط مباريات بسبب مشاركته في بطولة الدوري فقط.