كتب : شادي أمير | الثلاثاء، 25 يناير 2005 - 16:46

أنا حسين زكي .. وحسين زكي أنا!

شاءت الظروف أن يفسد الموهوب حسين زكي فرحتي بفوز المنتخب المصري على نظيره الصربي 24-22 في بطولة العالم لكرة اليد المقامة في تونس.

استضافت قناة الجزيرة اللاعب عقب نهاية المباراة ، وعندما بدأ في الكلام لا أعرف لماذا شعرت بإنني أشاهد إبراهيم سعيد لاعب الزمالك ، فعندما تحدث زكي لم يترك جملة واحدة تمر دون أن يذكر فيها كلمة "أنا" ، على طريقة : "أنا أنطونيو .. وأنطونيو أنا"!

ووجدته يقول "أنا ساعدت زملائي" ، "أنا فعلت كل ما في وسعي" ، "أنا أخدت بإيد زمايلي الصغيرين" ، "أنا لم أكن محظوطا أمام حارسي المرمى" ، "أنا شرحت للمدرب كيفية لعب حراس المرمى" ، وتعدد استخدامه لهذه الكلمة لفظا ومضمونا ، وتحدث بصفة عامة عن نفسه وكأنه أفضل من مارس كرة اليد في العالم ، وكأنه هو الذي فاز بمفرده ، وكأنه لاعب خبير بشئون كرة اليد العالمية ، و"مافيش زيه اتنين" ، ولا أعرف لماذا لم يقول إن الفريق نجح في تحقيق الفوز أو أنه بمساعدته زملائه حققوا الفوز.

ما لا أستطيع أو يستطيع أي مشجع لكرة اليد أن ينكره أن حسين زكي هو أفضل لاعبي مصر في السنوات الخمس الماضية ، نعم ، ولكن مشكلته أنه "حاسس بنفسه" بشكل زائد عن الحد ، وهي خصلة يعرفها للأسف أشخاص عديدون ممن يمكن أن نصفهم بأنهم قريبون منه ، وفي العادة يكون هذا الإحساس هو بداية النهاية لأي لاعب.

في الحقيقة كنت أتمنى أن تكون تصرفات حسين زكي مثل اللاعبين العالميين ، فمثلا في المنتخب الألماني فلوريان كيرمان قائد المنتخب يعتبر الآن هو الأقدم ، بعد إصابة باسكال هنز وفرانك فون بيرن ، ولكنك لن تجده يتحدث عن نفسه بهذه الصورة التي فعلها حسين زكي.

وفي منتخب فرنسا ستجد مثلا جاكسون ريتشادسون ، وهو واحد من أعظم لاعبي كرة اليد في السنوات العشر الأخيرة على الأقل ، ولكنك تجده يتحدث باسم فرنسا وقليل الذكر لنفسه على عكس ما فعله "الكابتن" حسين زكي.

وأود أن أتوجه بسؤال إلى حسين زكي : ماذا كان سيكون تعليقك على المباراة في حالة خسارتنا لها ، هل كنت ستستخدم كلمة "أنا" ، أم أنك في هذه الحالة كنت ستقول "المنتخب لعب وخسر" ، و"حاولنا ولم ننجح".

بداية الانحدار لأي لاعب أو فريق في العالم هو الحديث بكلمة "أنا" ، ولا أريد أن يفهم البعض أن هذا يعني أنني أكره حسين زكي ، بل على العكس ، فأنا أقدر هذا اللاعب ، لأنه موهوب ويمتع من يشاهده ، ولكنه إذا وصل إلى مرحلة إبراهيم سعيد فدعونا "نودع" هذا النجم من الآن!

ثلاث ملاحظات عن مونديال تونس :

- أين التليفزيون المصري من نقل مباريات البطولة على الرغم من أن التليفزيون لن يدفع أي مبالغ طائلة من أجل الحصول على حقوق نقلها.

- ما رأيته في الاستوديو التحليلي لقناة الجزيرة ومن تغطيتها للحدث ، وما رأيته من قناة النيل وتغطيتها لمباراة مصر ، جعلني أشبه بمن يحاول المقارنة بين "أغاني روبي وأخواتها" و"أم كلثوم"!

- أعتقد أن التنظيم الذي رأيناه في البطولة لم يرتق لمستوى التنظيم الذي سبق أن شاهدناه عندما نظمنا البطولة في مصر ، بالإضافة إلى أن الحضور الجماهيري التونسي ليس على مستوى الحدث حتى الآن.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات