أخيرا ، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) حقيقة الأرقام القياسية الوهمية للأهلي التى تحدث عنها البعض ممن يدعون أنهمم يفهمون ويقرأون إلا أنهم في الحقيقة لا يزيدون عن كونهم مشجعين متعصبين للنادي الأهلي ومروجين للشائعات ، وهم مثال سيء لإثراء ظاهرة التعصب الأعمى وانتشار الأخبار الخاطئة.

وحقيقة ، فإن موضوع إعلان تحقيق الأهلي لرقم قياسي "وهمي" بدأت تتناقله العديد من وسائل الاعلام المصرية بناء على أخبار خاطئة لست أدري مصدرها ، وذكرت أن الرقم القياسي العالمي تحقق على يد فريق رينجرز الأسكتلندي في الستينيات بتحقيق الفوز في 20 مباراة متتالية وأن الأهلي لو فاز في 21 مباراة سوف يحقق رقما قياسيا عالميا ، وعلى الفور قررت أن أبحث في مواقع الانترنت العالمية لأجد ، وبسهولة ، أن فريق جلاسجو سلتيك الأسكتلندي هو الذي حقق رقما قياسيا بفوزه في 25 مباراة متتالية في الموسم الماضي فقط في الدوري الأسكتلندي (موسم 2003-2004) ، ووقتها لم أنشر هذا الكلام انتظارا لما سيحدث وما ستحمله لنا الأيام.

بعد ذلك ، فوجئت بالصديق طارق الأدور المعلق الرياضي المعروف يعلنها بكل ثقة في مباراة الأهلي أمام الاتحاد بأن الأهلي حقق رقما قياسيا عالميا بفوزه في 21 مباراة متتالية ، وعلى الفور ، وعقب انتهاء المباراة ، أجريت اتصالا مع المعلق ، بحكم معرفتي الشخصية به ، لأصحح له المعلومة ، إلا أنه أكد لي أن المصادر التى استقى منها معلوماته غير محدثة ومتوقفة عند نهاية عام 2002 بالفعل ، ووقتها عرفت سبب هذا الالتباس ، وأكدت له أن الرقم السليم هو 25 مباراة وأنه مسجل باسم سلتيك ، فقال لي إنه سوف يتأكد من ذلك بنفسه.

بعدها قمت بإعداد موضوع كامل عن تحقيق سلتيك لرقمه القياسي العالمي وشاركني فيه الزميل أسامه خيري ، وبعد مراجعة دقيقة للموضوع من مسئولي الموقع ، تم نشر هذا التقرير بتاريخ يوم الأحد 16 يناير 2005 ، وكان أول تقرير في مصر والعالم العربي يعلن عن الرقم القياسي الحقيقي لسلتيك الأسكتلندي وأن الأهلي لم يحقق الرقم بعد ، وهذا هو الرابط لهذا التقرير :

www.filgoal.com/news.asp?NewsID=13164

إلا أنه بعد نشر هذا التقرير فوجئت بهجوم شديد على موقع Filgoal بصفة عامة وعلى شخصي بصفة خاصة وجاء هذا الهجوم من أغلب مشجعي الأهلي على الموقع ومن بعض المواقع الرياضية التي تنتمي للأهلي والتي لا ترى أمامها إلا اللون الأحمر فقط واتهموني بالحقد وبأنني زملكاوي ومنحاز للزمالك وأريد تضليل الاعلام والتشكيك في رقم الأهلي القياسي الرهيب ، بل واتهمني الكثير من مشجعي الأهلي على الموقع بأننى أتقاضى رشوة من مسئولين في الزمالك بغرض كتابة مقالات مغرضة عن الأهلي للتقليل من إنجازاته!

بعد ذلك ، وفي أثناء حوار لي مع الكابتن أحمد شوبير في برنامجه "الكورة مع دريم" تحدثنا عن موضوع الأرقام القياسية للأهلي ، وأعلنت له حقيقة ما توصلت له من أرقام ، فاندهش بشدة وطلب مني أن نوضح للجمهور الحقيقة الكاملة في هذا الموضوع.

بعد ذلك اخترع أحد المواقع دعابة غريبة تقول إن الدوري الاسكتلندي غير معترف به في عمل الاحصاءات لأنه يتكون من ثلاث مراحل ، وهي مغالطة كبيرة ، فكيف لا يعترف الفيفا بالدوري الأسكتلندي القوي بينما يعترف بالدوري المصري "الغلبان" ، كما أن هناك العديد من بطولات الدوري لا تلعب من دورين بل من ثلاثة مثل الدوري السويسري والدوري الدنماركي ، بل والأدهى من ذلك أن بطولات الدوري في الدول العربية تقام من انظمة غريبة مثل "المربع الذهبي" و"المثلث الفضي" و"المسدس البرونزي" ، ومع ذلك فكلها معتمدة من الفيفا ويؤخذ بها في تحديد الأرقام القياسية.

والغريب في الأمر أن أغلب مشجعي الأهلي اقتنعوا بهذه الدعابة الجميلة وصدقوها ، وفوجئت باتصال تليفوني من طارق الأدور يؤكد لي أيضا هذا الكلام وأن الدوري الاسكتلندي غير معترف به في تحديد الأرقام القياسية ، بل فوجئت باتصال أخر من الكابتن شوبير دعاني فيه إلى التأكد من هذا الرقم وإرسال الدليل على كلامي له شخصيا بالفاكس ، وذلك بعد أن تلقى عدة اتصالات من مسئولي الأهلي وبعض النقاد والجماهير تؤكد له أن رقم الأهلي سليم وأن كلام خالد طلعت كلام مغرض وحاقد ومقصود به التقليل من انجازات الأهلي ، وبالفعل بعثت له ما يؤكد كلامي من العديد من مواقع الانترنت.

بعد ذلك قررت ألا أستسلم أمام هذه الادعاءات ، فقررت ، وأمري على الله ، أن أرسل للفيفا للاستفسار عن الرقم الصحيح ، وأنا أعلم بالطبع الرد مسبقا ، ولكن ليكون هذا هو الرد المفحم على كل المشككين ، وبالفعل أرسلت للفيفا عبر موقعه الرسمي للاستفسار عن صاحب الرقم القياسي ، وكنت أتوقع أن يرسل لي الفيفا الرد على بريدي الإليكتروني ، ولكن حدث ما هو أفضل من ذلك حيث قام الفيفا بعمل تقرير كامل عن هذ