كعادته دائما ، خرج إبراهيم يوسف يشكو ظلم الحكم في احتساب الهدف الأول للأهلي ، الذي فتح له الطريق للفوز بالمباراة على حد قول مدير الكرة بالزمالك ، ويتهمه بعدم ايقاف اللعب ، مثلما حدث مع الأهلي في الشوط الأول.
الأمر المؤسف حقا هو أن انفعال يوسف وأحمد رمزي مدرب الفريق بعد هدف عماد متعب تسبب في طردهما من الملعب ، وهو انفعال غير مبرر على الاطلاق ولا أدري له سببا ، فالهدف صحيح ولا توجد شبهة في بطلانه ، وبالطبع تأثر لاعبو الزمالك بانفعال أفراد الجهاز الفني ، وكان الانهيار الكبير بعد هدف الأهلي.
الاعتراف بتفوق المنافس ليس عيبا أو جرما سوف يرتكبه مسئولي الزمالك ، بل أن الاعتراف بالتراجع الرهيب في مستوى بطل الدوري في الموسمين ، هو أول خطوة في رحلة الاصلاح واعادة مكانة الفريق وهيبته التي فقدها هذا الموسم.
تصريحات الثنائي يوسف ورمزي ، النارية العجيبة الغريبة ، التي دأبا على ترديدها بمناسبة وبدون مناسبة ، كانت أحد أسباب المستوى المتردي الذي شاهدناه في الشوط الأول من الفريقين ، فالشحن المعنوي الزائد جعل المباراة في غاية العصبية ، والمدرجات في حالة غليان ، رغم أن المباراة "تحصيل حاصل" ، والأهلي فاز بالدوري ، والمفترض أن نرى مباراة جيدة بعيدا عن الشد العصبي.
لقد أوحت لي تصريحات رمزي ، قبل المباراة ، بأن كل همه في الحياة هي التقليل من فوز الأهلي بالدوري ، والأرقام القياسية التي حققها ، وكان عند سؤاله عن أحوال الزمالك ، يرد بالهجوم على الأهلي ، وهذا حدث بالفعل في احدى اللقاءات التليفزيونية التي أجراها قبل واحدة من مباريات الزمالك هذا الموسم.
الأهلي كان الأفضل هذا الموسم من الجميع ، ليس من الزمالك فقط ، واستحق لاعبوه وجهازه الفني وإدارته الانجازات الكبيرة التي تحققت هذا الموسم ، بدءا من الفوز بالدوري قبل نهايته بسبعة مراحل ، مرورا بتحقيقه رقما قياسيا في عدد مرات الفوز المتتالي ، والفوز على الزمالك ذهابا إيابا في مشهد لم يتحقق منذ زمن بعيد ، وكل هذا تحقق لأن مجلس إدارة النادي أدرك أن الفريق يمر بمحنة في الأربعة مواسم الماضية ، رغم فوزه بعدة ألقاب أخرى ، وقام بالبحث عن النواقص في الفريق ، وتعاقد مع اللاعبين الأكفأ ، وأعاد البرتغالي مانويل جوزيه ، وأعطى استقرارا شديدا للفريق حتى أثناء الانتخابات ، وكل هذا تحقق في صمت ، دون التقليل من حجم انجازات الزمالك في الأربعة مواسم الماضية ، ولم أر أي مسئولا أهلاويا خرج ليهاجم الزمالك هكذا بدون مناسبة ، لأنه كان بالفعل الفريق الأفضل والأقوى في المواسم الماضية.
الأهلي ليس مسئولا عن تعاقد الزمالك مع أبوخنجر واليماني وزينهم وإمبواه وبكري وسدير ، ثم استبعادهم ، وهو ليس مسئولا ايضا عن الاستغناء عن التوءم حسن ، ولا عن سوء فترة الاعداد ، التي كان لا وجود لها من الأساس ، وكان نتيجتها هذا المستوى المتدني للياقة الفريق بأكمله.
مجلس إدارة الفريق الأبيض هو أحد المسئولين في هذا الانهيار الكبير ، بل وهو يعتبر صاحب المسئولية الكبرى ، بعد تفرغ أفراده للهجوم على بعضهم البعض ، وانشغال المرشحين باعلان قوائمهم الانتخابية قبل مباراة القمة بأيام قليلة ، والتجاهل الشديد للفريق ، وهذا ما تجلى واضحا في عدم اكتراث أحد من أعضاء المجلس إلا اثنين بحضور المباراة.
يجب أن يتخلى مسئولو الزمالك عن نغمة مهاجمة الأهلي والتقليل من انجازاته وانتصاراته هذا الموسم ، فهو أولا سيذكي نار التعصب بين جماهير الفريقين ، والعملية مش ناقصة اصلا ، وثانيا لن يكون في هذا اصلاحا الفريق ، بل أعتقد أن الأمور ستزداد سوءا ، خاصة وأن الفريق أمامه مهمة صعبة جدا في دوري أبطال العرب.
هل سيتخلى أعضاء المجلس الموقر عن خلافاتهم الشخصية وينظروا بعين الاعتبار لفريقهم المنهار وجماهيرهم الحزينة ، هل سيتخلى يوسف ورمزي عن تصريحاتهم المضحكة ، التي لن تعيد الزمالك الى طريق الانتصارات ، والتي لا يوجد هدف منها سوى خداع الجماهير الغلبانة ، وايهامهم بأن "كله تمام" و"المشكلة في الحكام"؟!
قولوا يارب!!