وليد الحسيني

ثابت البطل .. شامخا

افزعني نبأ وفاة ثابت البطل مدير الكرة بالنادي الاهلي مساء يوم الاثنين الماضي رغم ان الجميع كان يعلم ان البطل مريض منذ اكثر من عام وان المنية أتية لا ريب فيها خلال شهور قليلة ولم تكن الوفاة مفاجأة.<br> <br>
الأربعاء، 16 فبراير 2005 - 06:01
افزعني نبأ وفاة ثابت البطل مدير الكرة بالنادي الاهلي مساء يوم الاثنين الماضي رغم ان الجميع كان يعلم ان البطل مريض منذ اكثر من عام وان المنية أتية لا ريب فيها خلال شهور قليلة ولم تكن الوفاة مفاجأة.

كان مشهد تشييع جنازة البطل مهيبا ومزدحما بمحبيه ومنهم اشخاص لم يكونوا على علاقة وثيقة به ، وتكرر المشهد ذاته خلال العزاء الذي كان مزدحما للغاية بشكل لم اشهده من قبل ولاشك ان لذلك اسباب لان ما حدث لم يكن وليد الصدفة.

عرفت البطل عن قرب خلال السنوات الماضية وحدثت خلافات عديدة بيني وبينه ، إلا انني لم أملك سوى احترامه الشديد بالرغم من تلك خلافات لانه كان واضحا لا يعرف اللف والدوران الذي يجيده العديد من المتعاملين في الوسط الكروي ، وكان ممن ينطبق عليه قول "لا يخاف في الحق لومة لائم" وكان يدافع عن حقوق ناديه لآخر مدى ويدافع عن لاعبيه رغم غضبه علي بعضهم في بعض الاوقات لانه كان يعلم انه يتعامل مع مجموعة من الشباب الذين تنقصهم خبرة الحياة.

المشهد المهيب الذي حدث في تشييع جنازته وعزائه كان له سبب وحيد وهو أنه كان رجلا عز فيه الرجال في الوسط الكروي كله بدليل انه ظل يؤدي واجبه وعمله لآخر وقت في حياته ورفض التخلي عن واجباته في عز مرضه الفتاك وحضر مباراة الزمالك الاخيرة له وهو في اقسي درجات المرض والتعب الذي ظهر عليه وهو جالس علي مقاعد البدلاء لدرجة انه لم يستطع القيام من علي مقعده.

لعب البطل دورا كبيرا في فوز ناديه ببطولة الدوري العام هذا الموسم بحرصه الدائم علي بث الهدوء داخل الفريق والعمل علي راحة جميع اللاعبين في الوقت الذي كان يحتاج هو فيه للراحة وهو ما طالبه به الكثيرين الا انه كان دائما يرفض الارحة وكان يطلب ان يموت وهو يعمل وواقفا على قدميه وهو ما تحقق له.

سيظل ثابت البطل نموذجا لمدير الكرة الناجح المخلص في عمله وهو ما ظهر في موكب وداعه ليثبت للجمع ان من يعمل بإخلاص يجد كل هذا الحب وهي رسالة للوسط الكروي الذي يعيش أسوأ فتراته بعد أن ساده الفساد واللعب علي جميع الحبال.

هذه ليست كلمات رثاء في شخص توفاه الله كما تعود الجميع ان يقوا أو يسمع في مثل هذه الاوقات ولكنها شهادة حق في شخص اصبح بين يدي المولي.