اتحاد كرة اليد المصري كان قد أصدر قرارا بايقاف منصور عن حضور مباريات الزمالك في كأس مصر ، وذلك عقب تفوهه بألفاظ غير لائقة في حق مسئولي الاتحاد ، على حد قولهم ، في مباراة نهائي الدوري بين الأهلي والزمالك ، والتي انتهت بفوز الزمالك وتتويجه بطلا لدرع الدوري هذا الموسم (مع ايقاف التنفيذ) بعد أن قرر الاتحاد تجميد فوز الزمالك بالدوري لتجاوزات منصور.
ورغم ذلك ، ضرب منصور بهذه القرارات عرض الحائط وتوجه الى صالة استاد القاهرة لمشاهدة مباراة نهائي الكأس بين الأهلي والزمالك ايضا ، مما اضطر حكم المباراة الى الغائها فورا واحتساب نتيجة المباراة لمصلحة الأهلي ، واعتباره بطلا لكأس مصر هذا الموسم ، وهو القرار الذي رفضه منصور ، ونزل الى أرض الملعب معلنا فوز الزمالك بالبطولة ، ومنح لاعبيه كأسا "وهميا" ليحتفلوا بالتتويج ببطولة لم يحصلوا عليها.
البعض يرى أن ما فعله سيادة المستشار هو خطأ فادح لأنه حرم فريقه من التتويج بطلا لكأس مصر في حالة فوزه بالمباراة ، كما أنه من الممكن أن يتسبب في اعطاء المزيد من العقوبات للفريق وللنادي ككل ، أما البعض الأخر فيرى أن ما فعله منصور هو أفضل رد فعل يمكن أن يحدث ، لأنه صرخة في وجه الظلم ، ولأنه يعيد كرامة الزمالك المهدرة منذ فترة خاصة في عهد رئيسه السابق ، وأن ما فعله رئيس النادي هو أنه صرخ في وجه الجميع أن لا أحد يستطيع أن يتجنى على حقوق الزمالك مهما كان.
أما رأيي الشخصي ، فأعتقد أنه لا يمكن الحكم الآن على تصرف سيادة النائب ، واذا ما كان تصرفا صائبا أم خاطئا ، فالأكيد أن ما حدث في مباراة نهائي الكأس لن تنتهي أحداثه في يوم أو اثنين أو حتى شهر ، ولكننا سنعيش في "مسلسل عربي" جديد للرياضة المصرية لن تقل حلقاته عن عدة أشهر ، ولن تقل أحداثه سخونة عن مسلسلات إسلام الشاطر وإبراهيم سعيد التي شاهدناها في الموسم الماضي ، وسيكون أبطال المسلسل الجديد هما المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك ، والدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحادين المصري والدولي لكرة اليد ، بالاشتراك مع الدكتور ممدوح البلتاجي وزير الشباب ، بل في رأيي أنه ربما يشارك الدكتور أحمد نظيف بنفسه في أحداث هذا المسلسل كضيف شرف.
فبكل تأكيد لن يقف مرتضى مكتوف الأيدي أمام قرارات اتحاد كرة اليد ، وسيبذل قصارى جهده لاعطاء الحق للزمالك واثبات أنه على صواب وأن ينتصر في نهاية المسلسل ، وبالطبع سيتطرق الى رفع العديد من الدعاوي القضائية ضد اتحاد كرة اليد ، وتلك القضايا بالطبع سوف تأخذ الكثير من الوقت ، وعلى الجانب الأخر سيحاول الدكتور حسن مصطفى فرض سطوته على أطراف لعبة كرة اليد في مصر ، واثبات ان الاتحاد أقوى من أي ناد ، حتى ولو كان الزمالك نفسه.
وحتى نستطيع الحكم بصورة جيدة على ما فعله المستشار مرتضى والدكتور حسن ، فيجب علينا أن ننتظر ما ستسفر عنه أخر حلقات المسلسل بينهما لنعرف من منهما سينتصر على الآخر في النهاية ، ولنعرف وقتها فقط هل كان رئيس نادي الزمالك على خطأ ام على صواب فيما فعله.
ملحوظة أخيرة : بعض رؤساء الأندية يشترون لاعبين لفرقهم بمقابل مادي ، والبعض يشتري لاعبين بمبادلة لاعبين آخرين ، ولكن مرتضى منصور أمر مختلف ، فهو يشتري اللاعبين بنفوذه وعلاقاته ، فيقف بجانب الأندية الصغيرة ، وعلى رأسها الثلاثي الهابط الترسانة والبلدية والمنصورة ، لزيادة عدد أندية الدوري الممتاز حتى يضمنوا البقاء فيه ، وفي مقابل ذلك يمنحوه بعضا من لاعبيهم ، مثلما تعاقد الزمالك مع مصطفى جعفر من البلدية ، وهو بصدد التعاقد الآن مع عمرو سماكة من الترسانة ، وفرج شلبي من البلدية ، ومحمد فوزي من المنصورة ، فعلا منتهى الذكاء من سيادة المستشار.