محمد سيف

قرار الأهلي .. باطل!

لم تصبني الدهشة من قرار الأهلي برفض المشاركة في النسخة الثالثة من بطولة دوري أبطال العرب مثلما أصابتني من جراء ردود فعل جماهير الأهلي المؤيدة للقرار.. ورغم الحملة الشرسة ضد الزميل خالد طلعت ، إلا أنني قررت أن أقولها بكل صراحة وحيادية ، قرار الأهلي بالغياب عن البطولة .. باطل.
الخميس، 02 يونيو 2005 - 01:44
لم تصبني الدهشة من قرار الأهلي برفض المشاركة في النسخة الثالثة من بطولة دوري أبطال العرب مثلما أصابتني من جراء ردود فعل جماهير الأهلي المؤيدة للقرار.. ورغم الحملة الشرسة ضد الزميل خالد طلعت ، إلا أنني قررت أن أقولها بكل صراحة وحيادية ، قرار الأهلي بالغياب عن البطولة .. باطل.

وما زاد من شعوري بالصدمة أن القرار لم يكن مبررا كما كان في الماضي ، ففي المرة الأولى كان للأهلي مبرراته المنطقية في ذلك الوقت ، والمرة الثانية كان القرار صادرا من الطرفين الأهلي والاتحاد العربي بسبب التوتر الذي نتج عن انسحاب الأهلي من النسخة الأولى.

فدوري أبطال العرب ، وإن لم يخل من السلبيات ، ظهر في شكل أفضل كثيرا في نسخته الثانية عن نسخته الأولى ، وخاصة بعد أن تخلت اللجنة المنظمة عن الكثير من قراراتها المتزمتة وأبدت ليونة في التعامل مع متطلبات الأندية المشاركة مثل تعديل القوائم خلال فترة الانتقالات وكذلك تعديل مواعيد المباريات بما يتناسب مع مواعيد البطولات المحلية لتلك الأندية.

كما أنه من الظلم ألا يشارك الأهلي في البطولة ، وهو أفضل أندية كرة القدم المصرية في الوقت الحالي من الناحية الفنية والاستعدادية ، لأن الأهلي هو الفريق المصري الوحيد في الفترة الحالية القادر على مناطحة أقوى الأندية العربية والتغلب عليه ، وهو الفريق الوحيد حاليا الذي يمكنه الظفر بكأس البطولة وإعلاء سمعة الكرة المصرية بين العرب في وقت امتنع فيه المنتخب المصري من المشاركة في كأس العرب ، هذا مع وافر احترامي لإنبي وحرس الحدود والزمالك ، أقوى المرشحين للمشاركة من الجانب المصري في البطولة.

فالأهلي هو الفريق المصري الوحيد المكتمل الصفوف ، ويملك عددا من البدلاء لا يقلون كفاءة وإمكانية عن الأساسيين ، وهو ما يعني أنه يستطيع المنافسة على دوري أبطال أفريقيا ودوري أبطال العرب في نفس الوقت ، لاسيما وأن دوري أبطال أفريقيا سينتهي مبكرا هذا العام ، وهو ما كان سيتيح للأهلي الفرصة للتركيز في البطولة العربية التي كنت اعتبرها فرصة كبيرة للأهلي ليروي ظمأ جماهيره المتعطشة دائما للبطولة.

في حين لن يستطيع إنبي المفتقد للخبرة الخارجية التركيز في بطولة أفريقية وأخرى عربية في نفس الوقت ، وهو ما ينطبق أيضا على حرس الحدود. أما بالنسبة للزمالك ، فمع هذا الكم من اللاعبين الذين انضموا إلى صفوفه حتى الآن ، فإنه لم يقم بضم لاعب واحد ذو خبرة تسعفه في مثل هذا البطولة ، وسيحتاج الزمالك لفترة من الوقت حتى تنسجم المجموعة سويا وتحصل على الخبرة المطلوبة ، وهو ما لن يكون في صالح الفريق في مشاركته العربية.

ومن يقولون إن الأهلي اعتذر عن عدم المشاركة في البطولة ردا على تعنت الاتحاد العربي ضده ، فإنني أؤكد أن الأهلي كأكبر القلاع الرياضية في مصر كان يجب عليه أن يتعامل مع الموقف من هذا المنطلق ويفتح صفحة جديدة مع الاتحاد العربي ، خاصة وأنه يعلم أن الظروف التي منعت مشاركته في النسخة الحالية هو المسئول المباشر عنها بانسحابه في النسخة السابقة ، وكان عليه تقبل عقوبات الاتحاد العربي طالما أنه وافق على المشاركة في البطولة منذ البداية وتحت لائحة الاتحاد التي طبقت على جميع الأندية وليست عليه فقط ، خاصة وأنه مسئول كواحد من زعماء الكرة العربية في الحفاظ على هيبة الاتحاد وقراراته.

أنا لا أريد الخوض في تفاصيل الماضي ، لكن إذا كانت هذه هي مبررات مسئولي الأهلي عند اتخاذ هذا القرار ، فإن هذا يعني أن الأهلي لن يشارك في البطولة على الدوام ، لأن مبرراتهم ليست وقتية بل مبدئية ، ومع يقيني بأن الأهلي سيشارك يوما ما في هذه البطولة ، فإنني انتظر معرفة مبررات الموافقة على المشاركة في ذلك الوقت وأراقب من سيهللون لها ، مع علمي أنهم سيكونون هم أنفسهم من هللوا للاعتذار عن عدم المشاركة.

الغريب في الموضوع هو موافقة جماهير الأهلي على هذا القرار ، رغم معرفتها بأن خسائر الأهلي من الغياب عن البطولة فادحة ، فمن ما يقرب من مليون دولار مكاسب مالية إلى مكاسب معنوية بالمجد الذي سيحققه بالفوز بالبطولة للمرة الأولى في تاريخ الكرة المصرية إلى مكاسب زيادة شعبية الأهلي في العالم العربي ، أم أن مسئولي الأهلي لا يرغبون في زيادة شعبية الأهلي على صعيد الوطن العربي مثلما حدث مع الصفاقسي واتحاد جدة؟

لكن ما أتفهمه من الجماهير رغبتها في دعم مجلس الإدارة وقراراته مهما كانت سعيا وراء الاستقرار ، وهي رغبة مدفوعة بحبها الشديد للأهلي كفريق لكرة القدم ورمز في حياتهم أيضا ، خاصة مع ثقتي في أنها أيدت قرار المجلس ظنا منها أنها تشارك في إرساء المبادئ التي كان يسير عليها الأهلي تحت قيادة صالح سليم رحمه الله.

ما أتذكره جيدا هو أنه خلال بطولة النخبة العربية عام 1995 بالسعودية ، تعرض الأهلي لظلم تحكيمي شديد