هاني عسل

اللعب القذر

.. "إدي الحكم 100 يحكم لك الماتش بحنية .. وإدي الحكم 200 يفتح لك طريق الونجين .. وإدي الحكم 300 يغلب لك الأهلاوية والزملكاوية"!
الأحد، 10 يوليه 2005 - 23:44
.. "إدي الحكم 100 يحكم لك الماتش بحنية .. وإدي الحكم 200 يفتح لك طريق الونجين .. وإدي الحكم 300 يغلب لك الأهلاوية والزملكاوية"!

تذكرت هذه العبارة "البليغة" ليونس شلبي وأنا أشاهد مستوى الحكمين اللذين أدارا مباراتي إنيمبا مع الأهلي والزمالك مع النجم الساحلي في بطولة دوري أبطال أفريقيا .. ولكن شتان الفارق .. وشتان النتيجة!

الفارق أن الأهلي لعب بجدية كاملة وبرغبة كاملة في تحقيق الفوز ، ونسي تماما كل العقبات التي تعرض لها ، وعلى رأسها سوء الإقامة في مدينة أبا النيجيرية ، وعدم نزاهة طاقم التحكيم الموريشيوسي الذي قاد المباراة بقيادة ليم كي تشونج ، إضافة إلى أرض الملعب الذي أقيمت عليه المباراة ، والتي تذكرني بحاجة اسمها "أرض طه" كنا نلعب عليها مباريات الكرة الشراب زمان في الظاهر ، وكانت أصلا مستودعا للتين الشوكي ، بل إنني أكاد أجزم بأن مستوى أرضية "أرض طه" كانت أرحم بكثير من "أرض أبا"!

المهم أني لاحظت من خلال مستوى ليم كي تشونج في مباراة الأهلي أن الرجل نزل إلى أرض الملعب وكأنه أقسم "يمين طلاق" على هزيمة الأهلي وخروج جميع لاعبيه على "النقالة" ، فقد جامل لاعبي إنيمبا كثيرا ، وخاصة في الكرات المشتركة التي بدا فيها لاعبو إنيمبا وكأنهم ينفذون عمليات انتحارية ضد لاعبي الأهلي ، لدرجة أنني ظننت أن أكوتي منساه لاعب الأهلي ربما يكون قد لقي مصرعه في "العملية" التي استهدفته في منتصف الملعب ، والحمد لله إنها جت على قد رباط صليبي!

وبصراحة فريق إنيمبا هذا "مش نازللي من زور" من ساعة اليوم الأسود إللي فاز فيه ببطولة أفريقيا في العام قبل الماضي على حساب الإسماعيلي بعد مباراة عنيفة قدم فيها لاعبو إنيمبا عرضا في فنون حرب الشوارع أو اللعب القذر ، ضاربين يومها بشعار اللعب النظيف عرض الحائط ، ولا أعرف حتى الآن كيف سيمثل هذا الفريق القارة الأفريقية في بطولة العالم للأندية؟!

المهم أن الحكم المحترم كان يطلق صافرته على أي لمسة من لاعبي الأهلي للاعبي إنيمبا ، ومن بين ذلك بعض الفاولات غير المنطقية ، مثل هذا الفاول الذي زعم الحكم أن "العصفور" حسن مصطفى ارتكبه ضد أحد "فتوات" إنيمبا ، وعندما وقع لاعب إنيمبا العملاق على أرض الملعب وبدت على شاشاة التليفزيون في لقطة "كلوز" عضلاته في منطقة السمانة والفخذين تذكرت قول عادل إمام في شاهد ما شافش حاجة "ضربني بوشه على إيدي يا سعادة البيه"!

الأسوأ من ذلك أن إنيمبا لعب في الشوط الثاني بطريقة جميلة جدا وجديدة في عالم الكرة ، حيث اعتمد على وجود مهاجم "متسلل" دائما يقف في أحضان عصام الحضري ، باعتبار أن الحكم ألغى قانون التسلل خلال المباراة أيضا ، وكانت تمريرات لاعبي إنيمبا في الشوط الثاني كلها تقريبا تصل إلى هذا اللاعب المتسلل بفارق عشر ياردات على الأقل عن أقرب مدافع من الأهلي ، فيشكل خطورة كبيرة على مرمى الأهلي ، ولكن الحضري بصراحة كان قدر المسئولية!

ومع كل هذه الأشياء ، لعب الأهلي برجولة وهدوء أعصاب ، ولم يتعمد أي منهم إسقاط نفسه على الأرض مدعيا الإصابة ، كان اللاعبون "رجالا" في الالتحامات ، وكانوا عاقلين في التعامل مع قرارات الحكم المريبة ، ولعبوا للفوز ، بل كادوا يسجلون هدفين في آخر دقيقتين ، وأثبتوا لنا جميعا أن التحكيم هو دائما "حجة البليد" ، وأنه إذا أراد فريق ما أن يفوز في وجود حكم متحيز فسوف ينجح في ذلك مهما حاول الحكم أن يفعل!

وفي مباراة الزمالك والنجم الساحلي حدث العكس تماما ، ففريق الزمالك لعب باستهتار غير عادي رغم أن خصمه ليس هو الفريق الذي كان منذ سنوات أفضل من ذلك بكثير ، فعبد الحليم علي تعامل مع الفرص التي لاحت له بمنطق "الجايات أكتر من الرايحات" ، فأهدر عدة أهداف محققة بصورة مستفزة لا يمكن أن نشاهدها ولا حتى في مباريات الاعتزال ، وحازم إمام ظهر بمستوى لا يؤهله إطلاقا للعب في دوري المدارس ، أنانية وفردية وبطء ، ولا أعرف لماذا يشارك في فريق الزمالك الأول بهذا المستوى الرديء؟!

أما وائل القباني فكان رقيقا ومسالما في كل الالتحامات ، وكأنه حالف إنه "ما يوسخش" الشورت والفانلة بتوعه طوال التسعين دقيقة!

المهم أن حكم المباراة الجنوب أفريقي كان مجاملا للزمالك بصورة استفزت جماهيره أنفسهم ، فاحتسب عدة قرارات غريبة للغاية أكدت لكل من شاهد المباراة أن الرجل لا يختلف كثيرا في نوعيته عن ليم كي تشونج ، ولكن للأسف لصالحنا نحن ، ومع ذلك ، ولأن لاعبي الزمالك لم يلعبوا للفوز أصلا ، ولم يكونوا يستحقون الفوز أصلا ، بل ولعبوا على الفاولات والارتماء على الأرض أمام الحكم ، فقد دخل مرماهم هدف قاتل في الشوط الثاني ، وحتى هدف التعادل جاء في وقت كان فيه الوقت المحتسب بدل الضائع قد انتهى بالفعل ، وجاء من لعبة مشكوك في أنها تسلل ، وأثارت اعتراض لاعبي النج