لا أحب التشاؤم والمتشائمين ، ولكن لي ملاحظات خرجت بها من مباراتي : الأهلي وأياكس ، والزمالك والترجي ، وكذلك من مباراة أسيك والنجم ، ومباراة الرجاء وإنيمبا ، أولها أن المنافسة على الفوز بكأس البطولة الكبرى - دوري أبطال أفريقيا - ليست بالسهولة التي يتصورها البعض.
وبالفعل ، كان الأهلي هو أفضل الفرق أداءً ونتائجا حتى الآن في مجموعته ، فيكفي أنه الفريق الوحيد الذي فاز في جميع مبارياته ، والفريق الوحيد الذي فاز خارج ملعبه ، ولكن أداء الأهلي في مباراة أياكس أقلقني ، ولم أكن أتصور أن قلقي في محله لدرجة أن يوبخ جوزيه لاعبيه ويطلب من مدربه العام حسام البدري أن ينقل إلى اللاعبين شعوره بالضيق والغضب من المستوى الذي ظهروا به في المباراة ، بل إنه قال بالحرف الواحد : "إن بعض اللاعبين لا يدركون حتى الآن أنهم يلعبون لفريق إسمه الأهلي"!
إذن فمخاوفي في محلها ، وما قلته من قبل من أن الفوز بالدوري المحلي "ولا حاجة" بالنسبة للفوز ببطولة أفريقيا في محله أيضا ، فالتوفيق خدم الأهلي في المباريات الثلاث ، وربما كان السبب هو أن هناك عددا من اللاعبين لعبوا بإخلاص حقيقي ، ولكن من كان يضمن ألا تفلت مباراة أياكس من بين أيدي لاعبي الأهلي في الدقائق الأخيرة التي تراخوا فيها بصورة مستفزة؟!
ربما كانت ميزة الأهلي أنه قادر على الفوز حتى وهو بعيد عن مستواه ، فهذه هي سمات الفريق البطل ، ولكن تصريحات حسام البدري بعد المباراة لـFilgoal.com أشعرتني بأنني لست وحدي الذي يشعر بالقلق ، فقد قال بالحرف الواحد : "ربما نكون قد ضمنا صدارة المجموعة إلى حد بعيد ، ولكن صدارة المجموعة لا تعني أننا فزنا بالبطولة ، لأن تأهلنا إلى الدور قبل النهائي ، ثم خسارتنا - لا قدر الله - في الدور قبل النهائي أو في المباراة النهائية ستضيع منا كل شيء"!
وأنا أتفق معه تماما ، ولعلنا نذكر البطولة الرائعة التي لعبها الإسماعيلي قبل سنوات ، والتي خسرها في المباراة النهائية أمام فريق إنيمبا لمجرد أنه تراخى في مباراة الذهاب.
من حق البدري أن يحذر ، ومن حق جوزيه أن يوبخ ، ومن حقي أيضا أن أتخوف ، فكمية الفرص الضائعة التي أهدرها أبو تريكة ومتعب وبركات في مباراة أياكس ، وحجم التمريرات الخاطئة ، وبعض الأخطاء الدفاعية ، ربما تكون أمرا "هينا" في مباراة أمام فريق مثل أياكس ، ولكنها ستؤدي إلى "بلاوي" عندما نواجه الرجاء على ملعبه ، أو عندما نواجه إنيمبا بالقاهرة ، أو حتى عندما نواجه الترجي أو أسيك في الدور قبل النهائي أو في النهائي.
مزيد من الحرص والجدية با أهلي .. رجاءً .. فالأمل المعقود عليكم كبير هذا العام بالذات أكثر من أي فريق آخر!
أما الزمالك ، فعلى الرغم من أن مجموعته ما زالت معقدة وكلها تعادلات ، فإنني أرى - وللأسف الشديد - أن فرصة الزمالك باتت الأضعف بين فرق المجموعة ، لعدة أسباب : أولها أنه تعادل مباراتين على أرضه ، وثانيها أنه فرط في فوز كان في متناول يديه في مباراة أسيك الأولى ، وثالثها أن المجاملات في التشكيل والتغيير "على ودنه" ، والدليل على ذلك إشراك حازم إمام وهو بهذه الحالة المزرية ، فنيا وبدنيا ، وإشراك محمد عبد الواحد في مركز الظهير الأيمن رغم أنه "أعسر" ، وإشراك مدحت عبد الهادي وهو بهذا الوزن الزائد وفي هذه الحالة من عدم التركيز .. ولا شك في أنه كان السبب الأول في الهدف الذي دخل مرمى الزمالك!
قبل ذلك أيدت حسن شحاتة لأنه دفع بحازم إمام في مباراة ودية وخرج مصابا ، وقلت إن المدرب يحاول أن يعيد نجما كبيرا إلى "الفورمة" ، ولكن اتضح لي بعد ذلك أن حازم لم يعد يشارك إلا وهو مصاب ، وإنتاجه بات قليلا جدا ، بل وأصبح لزاما على الزمالك أن يتحمل تغييرا مبكرا في كل مباراة بسببه ، طب ليه؟ وما هو العائد؟!
أحد الزملاء سألني : "متى كانت آخر مرة شارك فيها حازم في مباراة كاملة"؟ .. فكرت قليلا وأجبته : "بصراحة ، أنا أذكر أنه حتى في أودينيزي لم يشارك طوال الموسم إلا في ما مجموعه نصف ساعة فقط"!
هذا عن حازم ، الذي أقدر نجوميته تماما ، ولهذا أتحدث عنه بهذا القسوة ، ولكن المشكلة التي تواجه الزمالك ليست مثل مشكلة الأهلي ، فمشكلة الأهلي هي أن عددا محدودا من لاعبيه بعيدون عن الفورمة ، ولكن مشكلة الزمالك أن ثلاثة أو أربعة من لاعبيه لا توجد عندهم فورمة أصلا ، وهم تحديدا : مدحت عبد الهادي وحازم إمام ومحمد عبد الواحد وجمال حمزة ، مشكلة الزمالك أنه مافيش حد بيقول لأي لا