هاني عسل

قرعة "زفت"!!

... "أنا كدة ، حظي كدة ، مولود كدة" .. عبارة يائسة شهيرة لنجيب الريحاني رددها ملايين المصريين وهم يتابعون حفل قرعة بطولة الأمم الأفريقية والذي أسفر عن وقوع منتخب مصر في مجموعة "زي الزفت" تضم كوت ديفوار والمغرب وليبيا!
الجمعة، 21 أكتوبر 2005 - 00:14
... "أنا كدة ، حظي كدة ، مولود كدة" .. عبارة يائسة شهيرة لنجيب الريحاني رددها ملايين المصريين وهم يتابعون حفل قرعة بطولة الأمم الأفريقية والذي أسفر عن وقوع منتخب مصر في مجموعة "زي الزفت" تضم كوت ديفوار والمغرب وليبيا!

كنت أتحدث قبل القرعة مع عدد من الزملاء عن التوزيع المنتظر للمجموعات ، ودار بيننا حوار طريف حول أساليب التلاعب الشهيرة في القرعة المتبعة في "بعض" البطولات ، وأشهرها طريقة الكرات الساخنة والباردة التي تضمن أن يتم اختيار الفرق الخفيفة دائما في مجموعة أصحاب الأرض ، ولكننا اتفقنا - بالتأكيد - على عدم جواز اللجوء إلى وسائل غير شريفة لتحقيق المكسب في الرياضة ، وإن كان هذا يحدث بالفعل!

واتفقنا جميعا على أن الفرق الرياضية المصرية بمختلف أنواعها تشتهر بأنها "ما بيعيشلهاش قرعة" ، ودايما "بختنا مايل" في موضوع القرعة ده ، ابتداء من كأس العالم 1990 في إيطاليا عندما وقعنا في مجموعة "شوم" تضم إنجلترا وهولندا وآيرلندا ، بفضل لمسة ساحرة من يد صوفيا لورين ، ومرورا بتصفيات كأس العالم أعوام 1994 و1998 و2002 و2006 وبعدد كبير آخر لا يحصى من البطولات القارية والدولية الكبرى في كرة القدم واليد والطائرة وغيرها ، في الوقت الذي كنت أتحسر دائما على فريق محظوظ مثل جنوب أفريقيا "حظه ماشي" دايما ، وعمري ما لقيته في مجموعة صعبة أبدا!

ولكننا مع ذلك ، اتفقنا أيضا في هذا الحوار على أننا لكي نفوز بكأس الأمم الأفريقية فيجب علينا أن نتخطى كل الكبار ، ولكي نتأهل من مجموعتنا فقط علينا أن نتغلب على فريق واحد كبير على الأقل ، ومن أراد أن يكون كبيرا فيجب عليه التغلب على الكبار لا الصغار .. وفي بطولة الأمم الأفريقية لا يوجد صغار وكبار .. الكل كبار .. ولكن بالتأكيد زيمبابوي والسنغال وحتى جنوب أفريقيا حاجة ، وكوت ديفوار والمغرب حاجة تانية ، وحتى ليبيا التي كانت من نصيبنا من فرق المستوى الأول دون غيرها تعتبر أقوى فرق هذه الفئة و"أرزلها" بالنسبة لمصر بالذات!

وانتهى الحوار وانتهت القرعة ، ولكن مع كثير من التركيز والتحليل لنتائجها سنجد أن الكلام عن أننا "لازم نكسب الكبار" و"لازم ما نخافش حد" هو بالنسبة لي من وجهة نظري كلام غير واقعي و"فض مجالس" وتطييب خواطر.

فقد وقعنا بالفعل في ورطة حقيقية ، ومجموعتنا هي كالعادة مجموعة الموت ، ولا تنبيء بأي خير ، واسمحوا لي أن أكون متشائما هذه المرة ، ولا أعتقد أن أحدا سيقنعني بسهولة أننا يجب أن نستعد ونكون أقوياء وغير ذلك ، لأني ما زلت أنظر بكثير من الحقد والغل والحسد لمنتخبات أخرى مثل الكاميرون ونيجيريا وتونس ليس معها في مجموعاتها سوى فريق واحد فقط قوي ، والباقون مستواهم لا يخيف كثيرا!

فمن الناحية الفنية ، المباريات غير متدرجة ، وسيحتاج حسن شحاتة إلى رفع الحمل البدني إلى أقصاه قبل المباراة الأولى من البطولة مع ليبيا ، وستكون مواجهة عصيبة متوترة كالعادة ستستنفد جهدا كبيرا من اللاعبين والجهاز الفني ، ولكن الفوز فيها لن يضمن لنا شيئا للأسف ، لأن المباراتين الثانية والثالثة مع "الأفيال" و"أسود الأطلسي" ستكونان أكثر صعوبة ، ويجب أن نلعب فيهما على الفوز ، وهو ما لم نضمن تحقيقه حتى الآن ، خاصة وأننا لم نقدر على الفوز على أي منهما على أرضنا ولا خارج أرضنا في مناسبات قريبة.

وأذكر أننا أصلا في كأس الأمم الأفريقية التي فزنا بها على أرضنا عام 1986 ، وقعنا في مجموعة ضعيفة جدا مع السنغال وكوت ديفوار وموزمبيق ، ولا أدرى إذا كنا "سخننا" الكرات أيامها وألا لأ ، ولكننا مع ذلك خسرنا المباراة الافتتاحية من السنغال بهدف ، وفي الثانية لحقنا أنفسنا وفزنا على كوت ديفوار بأعجوبة 2-صفر ، وفي المباراة الثالثة فزنا بالنتيجة نفسها على موزمبيق.

ومع تدرج مستوى المنافسين ازدادت الثقة ، وهزمنا المغرب في الدور قبل النهائي ، ثم الكاميرون في النهائي بركلات الترجيح.

ولكن هذه المرة الأمر أكثر لخبطة ، فالنهائي بالنسبة لنا سيأتي في بداية البطولة ، وربما كانت مواجهتنا مع تونس أو أنجولا أو جنوب أفريقيا "مثلا" في الدور الثاني أخف وطأة من مواجهة المغرب وكوت ديفوار ، بمعنى أن البطولة أمامنا "بالشقلوب" .. الأقوى أولا ، وتقريبا أعتقد أننا لو نجحنا في تخطي الدور الأول كأول المجموعة سنتمكن من الفوز بالكأس إن شاء الله.

أما إذا انتقلنا إلى الناحية النفسية ، فأعتقد أن القرعة هذه - رغم أي تصريحات متفائلة تخرج من حسن شحاتة - ستزيد من توتر اللاعبين وجهازهم الفني والإعلام المصري قبل المباراة الافتتاحية ، والمعروف أننا في مصر غير باقي "مخاليق ربنا" ، إذا لعبنا خارج أرضنا نقول : الجمهور المنافس أرهبنا ، وإذا لعبنا على أرضنا نقول إن الضغط الجماهيري والشحن المعنوي زاد من توتر لاعبينا ، ولا أنسى إطل