والسبب الأول هدفه "الاستسهال" وعدم الرغبة في بذل الجهد أو إتقان الصنعة ، أما السبب الثاني - التعصب - فيؤدي إلى أن بعضا من هؤلاء يظهر وكأنه يحب الفريق الذي يشجعه أكثر من حبه لعمله وقرائه ، فهم الذين يقدمون للقراء معلومات خاطئة ، مش مشكلة ، المهم أنها تصب في مصلحة النادي الذي يساندونه.
وأنا أرى صراحة أن معظم هذه الأخطاء تصب في مصلحة الأهلي ، وهو ما جعل كثيرين يطلقون عليهم مسمى "الإعلام الأحمر" ، ويحدث ذلك لأن جماهير الأهلي هي الأغلبية في مصر ، وبالتالي تجدهم أغلبية أيضا وسط النقاد الرياضيين الذين يصبحون سعداء عندما ينجحون في إرضاء الأغلبية من الجماهير.
حدث ذلك من قبل عندما قيل إن الأهلي حقق رقما قياسيا عالميا في عدد مباريات الفوز المتتالي في الدوري برصيد 21 مباراة ، ولكن بعد البحث وجدت أن سيلتيك الأسكتلندي قد حقق الفوز في 25 مباراة متتالية ، وبعدما كتبت عن هذا الموضوع في هذا الموقع ، فوجئت وقتها بهجوم شديد من الجماهير الأهلاوية ، بل ومن بعض رجال الإعلام الأهلوية ، ليشككوا في هذا الكلام ويشيروا إلى أنني أقلل من إنجازات الأهلي باعتبار أني زملكاوي ، بل وشكك الكثير منهم في الدوري الأسكتلندي نفسه رغم أنه أقوى من المصري بمراحل ، وقالوا إن أرقامه لا يعتد بها لأنه دوري من ثلاث مراحل وليس من مرحلتين!
والطريف أنني بعد هذا الموضوع بفترة طويلة ، علمت أن الفيصلي الأردني يحمل رقما أعلى من الأهلي ومن سيلتيك نفسه ، وهو الفوز في 32 مباراة متتالية ، علما بأن الدوري الأردني مكون من مرحلتين فقط مثل المصري تماما ، والغريب أنني عندما واجهت صحفيا "أهلاويا" متعصبا من الذين هاجموني بشدة وقتها وأبلغته برقم الفيصلي ، فوجئت به يبلغني أنه هو الآخر علم به ، ولكنه احتفظ به لنفسه ولم ينشره حتى لا يجعل نفسه مخطئا ، وبالتالي ، قررت أنا نفسي عدم نشره خوفا من هجوم الجماهير الأهلاوية ، أو بالتحديد المتعصبين منهم.
أما حكاية نقل الأخبار بصورة حرفية من موقعنا FilGoal في معظم الصحف القومية والخاصة أصبح أمرا مقززا ، والغريب أنهم حتى عندما ينقلون الأخبار منا بالنص ، لا يشيروا إلى مصدر الخبر ، وأذكر أنني أثناء تواجدي في السعودية منذ ثلاث سنوات لتغطية الدوري السعودي ، وبعد إجرائي لحوار مطول مع محمد بركات الذي كان يلعب وقتها في أهلي جدة ، فوجئت بالحوار منشورا بالكامل في إحدى الصحف المصرية ، وعندما سألت بركات أجابني بأنه لم يجر أي حوار مع أي صحفي في هذه الجريدة ، وقال إنه مستعد للشهادة معي ضد هذا الصحفي إذا أردت منه ذلك ، ولكني "كبرت دماغي"!
ولكن الأمور أصبح لا يمكن السكوت عنها الآن ، وأعتقد أن إدارة "في الجول" في طريقها بالفعل لاتخاذ إجراءات للحفاظ على حقوق الموقع ، من بينها على الأقل الكشف صراحة إلى أسماء الصحف والمواقع الأخرى التي يتم نقلها بالحرف من موقعنا دون أدنى خجل ، ودون الإشارة حتى إلى اسم الموقع حتى نقوم بكشف الحقائق للقراء الاعزاء.
المهم أنني فوجئت في اليومين الأخيرين بمن نشر في الصحف المصرية ما يفيد بأن عماد متعب ومحمد بركات قد تساويا في لقب هداف البطولة الأفريقية الأخيرة التي فاز بها الأهلي ، وأن رصيد كل منهما ستة أهداف ، بينما الحقيقة هي أن الهداف هو الغاني جوتيكس فريمبونج مهاجم إنيمبا النيجيري ، ورصيده ثمانية أهداف.
وقد قررت ألا أشير إلى مصدر هذه المعلومات حتى لا أسهل الأمور على من سينقل هذا الخبر ، فعليهم أن يتعبوا نفسهم شوية ، وعليهم البحث عن المعلومة الصحيحة ، فسيجدونها على الإنترنت ، بل إنهم سيصلون إليها بسهولة لو رفعوا سماعة التليفون وسألوا أي فراش في الاتحاد الأفريقي اللي موجود جوة مصر.
بل إن عددا من زائري موقع "في الجول" تحدثوا عن بعض المعلومات الخاصة بهذه الموضوع مؤخرا في صفحات الحوارات.
أخيرا ، فإن كتابة هذه المقالة ليس للعكننة على جمهور الأهلي ، ولا هي بمثابة "كرسي في كلوب" فرحة الأهلوية باللقب القاري ، فلقب الهداف لن يزيد أو ينقص من عظمة الأهلي ، ولن يزيد أو ينقص من عظمة الثنائي متعب وبركات ، ولكن فقط لأن الحق يجب أن يعود لأصحابه ، ولا يمكن أن نقبل بلقب مزيف ومبني على أكتاف الآخرين.
ملحوظة أخيرة :
* مع انطلاق مباريات دور الثمانية في دوري الأبطال الأفريقي كنت قد كتبت مقالة بعنوان "التوقعات المرئية لموسم 2005-2006"