أحمد سعيد

دولة الأهلي!

أثار القرار الأخير للنادي الأهلي برفض انتداب محرم الراغب للعمل في اللجنة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية تساؤلات هامة حول العلاقة بين الأندية والدولة ومن منهما سابق على الآخر ولمن تكون الأولوية في حال تضارب المصالح بينهما.<br>
الأحد، 20 نوفمبر 2005 - 11:24
أثار القرار الأخير للنادي الأهلي برفض انتداب محرم الراغب للعمل في اللجنة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية تساؤلات هامة حول العلاقة بين الأندية والدولة ومن منهما سابق على الآخر ولمن تكون الأولوية في حال تضارب المصالح بينهما.

وطلب اللجنة المنظمة للراغب بالاسم ليترأس لجنة التنظيم والتذاكر للبطولة يحمل اعترافا صريحا بقدرات الرجل وخبراته والتي نجح من خلالها في شغل منصب مدير عام النادي الأهلي والناطق الرسمي له بامتياز في الفترة الماضية. ليس ذلك فسحب ، بل والحاجة إليه تحديدا للقيام بتلك المهمة وإلا ما كان الطلب من الأصل.

ولكن الأهلي أبلغ اللجنة اعتذاره عن عدم قبول ذلك الطلب معللا الرفض بـ"حاجة النادي إلى جهوده في المرحلة المقبلة التي يقوم فيها الراغب برئاسة لجنة استقبال وفد الفيفا الذي سيحضر لزيارة النادي في نهاية نوفمبر إضافة إلى مهام أخرى مكلف بها من الإدارة".

إن هذا التبرير قد يكون مقبولا من ناد صغير يعتمد بشكل كامل في إدارة شئونه على فرد واحد وهو ما قد يؤدي إلى حال من التخبط عند غياب ذلك الفرد ، ولكنه يتنافى شكلا وموضوعا مع ناد مثل الأهلي يعزو الجميع انتصاراته وإنجازاته إلى إدارة علمية قوية.

فمن المعروف أن أي مؤسسة ناجحة تعتمد على نظام متكامل يقوم فيه كل فرد بعمل محدد ، ويوفر هذا النظام دائما البديل والصف الثاني لتفادي حدوث هزة عند غياب أي عنصر أساسي.

إلا أن ما أعلنه الأهلي من أسباب للرفض يجعلنا نتساءل عن حقيقة المقولة الشهيرة التي يرددها مسئولو الأندية الكبيرة في مصر ومنها النادي الأحمر وهي أن "مسيرة النادي لا تتوقف على فرد مهما كان" ولكن هؤلاء المسئولون أنفسهم يخشون توقفها على فرد بعينه ، طلب منه المساعدة في تنظيم بطولة تستضيفها مصر.

وإذا كان هذا هو الحال في الأهلي ، يجب علينا رفع القبعة احتراما لمسئولي نادي المقاولون العرب الذين وافقوا على الاستغناء عن حسن شحاتة لتدريب المنتخب الوطني بعدما صنع لناديهم فريقا يشار له بالبنان ، نجح في انتزاع كأس مصر من الأهلي ، والسوبر المحلي من الزمالك ، وتأهل للعب في كأس الكونفيدرالية الأفريقية.

الغريب أن هذا الرفض ليس الأول من نوعه ، ولكنه صورة كربونية مما حدث قبل نحو عامين عندما طلب محسن صالح المدير الفني الأسبق لمصر من الأهلي والزمالك ضم مدربيهما حسام البدري وأشرف قاسم للجهاز الفني للمنتخب ، ووافق الزمالك على انتقال قاسم ، فيما رفض الأهلي بسبب "حاجة الفريق إلى جهود البدري" .. أيضا!

ولا أدري كيف يمكننا أن نطلب من الجمهور الوقوف صفا واحدا خلف علم مصر ، وتشجيع جميع اللاعبين في مباريات المنتخب بغض النظر عن أنديتهم في الوقت الذي ترى فيه بعض هذه الأندية نفسها دولة داخل الدولة ناسيين أن الأولوية لمصر عندما تكون "في حاجة لجهود ابن من أبنائها".