وحقيقة ، فكرت أكثر من مرة في طرح هذا الموضوع قبل ذلك في مرات عديدة ، ولكن بعد تفكير عميق وجدت أن هذا الوقت بالتحديد هو الأنسب للتحدث في هذا الموضوع ، خاصة وأننا مقبلون على بطولتين من أهم البطولات في تاريخ الكرة المصرية ، وهما كأس العالم للأندية ، وكأس الأمم الأفريقية ، والأشهر الثلاثة القادمة ستكون مؤثرة في مستقبل الكرة المصرية بسبب هاتين البطولتين ، وبالتأكيد فأنا لا أقصد الفوز بأي من البطولتين أو كلاهما معا على الاطلاق ، ولكن المهم هو كيفية استغلال هاذين الحدثين المهمين بشكل جيد يؤدي إلى تطوير الكرة المصرية.
وقبل أن أتحدث في الموضوع بشكل مباشر ، فسأقدم لكم بعض النقاط المهمة ، والتي حدثت في الشهر الماضي تحديدا والتي ستؤكد كلامي ، وستصل بنا في النهاية الى المراد والهدف من تلك المقالة.
* منذ أيام قليلة توج الأهلي بطلا لدوري أبطال أفريقيا ، وحصل الأهلي على البطولة بسهولة تامة وبدون أدنى معاناة ، ففاز على إنيمبا بطل أفريقيا ذهابا وإيابا ، ثم هزم الزمالك "رايح جاي" ، وفي النهائي تعادل مع النجم الساحلي بملعبه ثم اكتسحه في القاهرة بثلاثية مع الرأفة ، وأنهى الأهلي البطولة بدون أن يتلقى هزيمة واحدة.
* فريق إنبي حديث العهد بالبطولات الخارجية حقق نتائج ممتازة في دوري أبطال العرب ، وتعادل بعشرة لاعبين فقط مع الأفريقي في ملعبه ، ثم فاز عليه بسهولة في القاهرة 2-صفر مع الرأفة ، مع ملاحظة أن الأفريقي في الوقت الحالي يعد أقوى من النجم الساحلي ، وفاز عليه في الدوري التونسي منذ أيام قليلة.
* رغم اكتساح الفرق المصرية لفرق تونس وفوز الأهلي على النجم الساحلي وفوز إنبي على الأفريقي وفوز الزمالك من قبل على الترجي بملعبه ، إلا أن منتخب مصر منذ أيام قليلة خسر على أرضه ووسط جماهيره من تونس 1-2 ، فما هو السبب؟ رغم أن لاعبي المنتخب معظمهم من لاعبي الأهلي ، فهل العيب في حسن شحاتة ، وهل لو تولى مانويل جوزيه تدريب منتخب مصر ، كما ينادي البعض ، سيختلف الحال كثيرا؟
وبعد أن انتهيت من سرد النقاط السابقة ، فأعتقد أنني قد وصلت إلى "مربط الفرس" ، وأعتقد أنكم وصلتم إليه أيضا معي ، ألا وهو "الاحتراف" ، فالأهلي حقق النتائج الرائعة في بطولة أفريقيا هذا الموسم بسبب التراجع الرهيب في مستوى الأندية العربية والأفريقية ، والتي بدأت في فتح أبواب الاحتراف للاعبيها ، وهو ما أدى إلى تراجع مستوى الأندية بشكل عام ، بينما ارتفع مستوى منتخباتها مثل منتخبات المغرب وتونس ونيجيريا ، ففريق إنيمبا استغنى عن أربعة من أبرز لاعبيه بعد حصوله على دوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين ، والرجاء المغربي ترك أبرز لاعبيه أمين الرباطي وحميد ناطر وعبد اللطيف جريندو وهشام بوشروان اللذين احترفوا خارجيا جميعا ، والترجي التونسي ترك عصام جمعة وراضي الجعايدي وخوزيه كلايتون ، والصفاقسي ترك طارق التائب وهيكل قمامدية ، والنجم الساحلي ترك عماد المهذبي وقيس الغضبان وزياد الجزيري ، وكل هؤلاء المحترفين يؤثرون بالسلب على مستوى الأندية ، ويؤثرون بالايجاب على منتخباتهم.
وهذا يوضح أيضا سر تفوق إنبي قليل الخبرة ، والذي لا يملك أي نجوم ، على الأفريقي التونسي ، ويوضح أيضا أن حرس الحدود خسر من الهلال السوداني ، ليس بسبب ضعف الحدود ، ولكن بسبب ارتفاع مستوى الهلال مؤخرا لأنه يتمسك بكل لاعبيه ، فازدادت قوته وأخرج الأهلي من دوري أبطال أفريقيا العام الماضي من الدور الأول ، رغم الضغف الشديد للمنتخب السوداني.
ولست أقصد بذلك التقليل من فوز الأهلي ببطولة أفريقيا ، أو التقليل من انتصارات إنبي العربية الأخيرة ، ولكني أردت أن أحل لوغاريتمات الكرة المصرية ، وأوضح الفارق بين مستوى الأندية المصرية خاصة الأهلي ، ومستوى المنتخب المصري ، فالأهلي هزم النجم الساحلي الذي لا يضم أي لاعب دولي في منتخب تونس سوى شاكر الزواغي ، بينما خسر لاعبو الأهلي أنفسهم بقميص منتخب مصر عندما قابلوا منتخب تونسي من المحترفين أوروبيا ، فالسبب الرئيسي هو اختلاف طبيعة المنافس ، وليس الجهاز الفني كما يدعي البعض.
ولعلي أردت أن أذكر النقاد والجمهور الذي يطالب بتعيين جوزيه مديرا فنيا لمنتخب مصر بالكثير من الأمثلة السابقة التي حققت نجاحا رهيبا مع الأندية وفشلت فشلا ذريعا مع منتخب مصر وعلى رأسهم ديتريش فايتسا الألماني ثم رود كرول الهولندي وبعدهم محسن صالح ، وربما يلحق بهم قريبا حسن شحاتة ، فالعيب ليس في المدرب نفسه ، ولكن في "قماشة" اللاعبين ، وتألقهم مع الأندية ثم إخفاقهم مع منتخب مصر عندما ي