أن تصل الأمور داخل نادي الزمالك أن يصرح حازم بأنه لن يرتدي الفانلة البيضاء مرة أخرى ، حتى لو كان تصريحا انفعاليا ، فهو أمر يدعو إلى التحرك سريعا لانقاذ النادي من الكارثة التي يتعرض لها ، والتي يقودها بنجاح منقطع النظير مرتضى منصور رئيس القلعة البيضاء.
مر نادي الزمالك منذ تولي منصور الرئاسة بما لم يمر به طوال تاريخه ، واستطاع هذا الرجل أن يفعل بالنادي ما لم يفعله ألد أعدائه ، وها هو الزمالك وقد وصل به الأمر الآن أن ينهزم بالثلاثة من فريق يتذيل ترتيب الدوري ، ويعلن حازم إمام نيته عدم اللعب بين صفوفه مرة أخرى ، وهو يعتبر أحد نجوم النادي الكبار على مر العصور.
تولى منصور رئاسة الزمالك في أبريل من العام الحالي ، ولم يترك أحدا منذ أن فاز بالرئاسة دون أن يعاديه ، حتى أصبح الزمالك عدوا للجميع ، وأصبح الفريق "ملطشة" لفرق الدوري.
ظن منصور أن سياسة "الصوت العالي" ستؤتي ثمارها ، وأقنع بعض المتعصبين من جمهور الفريق الأبيض بأنه "الفارس المغوار الذي سيعيد للقلعة البيضاء هيبتها ويقضي على الوحش الأحمر المفتري" ، فكانت النتيجة ما وصل إليه النادي الآن من مشاحنات وصراعات وأحوال مخجلة.
خسر منصور معركته أمام سيد متولي رئيس النادي المصري الموسم الماضي ، ثم دخل في معركة مؤسفة مع اتحاد كرة اليد ورئيسه حسن مصطفى وأخذ يكيل له الاتهامات ، فكانت النتيجة خسارة الزمالك لبطولة سهلة أمام غريمه التقليدي ، وإيقاف النادي عن ممارسة اللعبة ، وسقطت هيبة الزمالك العريق أمام الجميع ، إضافة إلى فضيحة نزوله الملعب في نهائي كأس مصر وتسليمه لكأس صنعها بمعرفته إلى لاعبيه رغم فوز الأهلي باللقب!
ولم يتعظ منصور ، ودخل في صراع مؤسف مع النادي الأهلي على ضم بعض اللاعبين ، رغم إعلانهم رفض اللعب في صفوف الزمالك ، إلا أنه واصل تهديد الجميع ، وتجاهل مكانة الزمالك الكبيرة ، وسعى وراء لاعبين يرفضون ارتداء القميص الأبيض ، فكانت النتيجة أن انضم هؤلاء إلى الغريم التقليدي ، ولم يجن الزمالك من وراء ذلك سوى "قلة القيمة"!
وواصل منصور مسلسل استعداء الجميع بنجاح كبير ، وسب النادي الأهلي وجماهيره على الهواء مباشرة في برنامج تليفزيوني ، ليصب المزيد من الوقود على نار التعصب المشتعلة حاليا بين جماهير القطبين الكبيرين.
ولا ينسى الجميع تهديده الدائم بـ"فتح الملفات" الذي يكيله للجميع دون تمييز ، وكأن جميع المصريين أصبحوا "حرامية" ، وهو حامي حمى الوطن ومحارب الفساد الأول!
وأما على المستوى الفني ، تعاقد منصور مع مجموعة من اللاعبين لا يصلحون لارتداء القميص الأبيض باستثناء إثنين على أقصى تقدير ، ودأب على التدخل في عمل الأجهزة الفنية عن جهل ، كما أقدم على إقالة الألماني تيو بوكير لتعادل الفريق أمام الاتحاد السكندري في افتتاح الدوري ، رغم تحقيقه نتائج مميزة في دوري أبطال أفريقيا وتصدره للمجموعة ، وعين فاروق جعفر ، صاحب التاريخ التدريبي الفاشل مع كل الأندية التي دربها ، مديرا فنيا.
ورغم أن الزمالك تلقى على يدي جعفر هزائم لم يشهدها طوال تاريخه ، بداية من الخماسية التاريخية أمام حرس الحدود ، مرورا بالهزيمة أمام الأهلي "رايح جاي" في دوري أبطال أفريقيا ، نهاية بثلاثيات الرجاء والمصري ، إلا أن منصور لم يتخذ أي اجراء ضده سوى قبل أيام ، ربما بسبب فروض الولاء والطاعة التي يقدمها المدرب - الذي كان من أكبر المؤيدين لكمال درويش في انتخابات الزمالك أمام منصور - ويبدو أن هذا هو الأمر الذي يقيس به رئيس القلعة البيضاء مدى صلاحية المدير الفني.
ولم تتوقف الأمور عند إقالة جعفر ، فبدأت مهازل أكثر قسوة على جماهير الزمالك برفض المدرب - الذي انقلب أخيرا على "هذا الرجل" - قرار الإقالة ، وإعلانه أنه لايزال المدير الفني للفريق بحجة عدم وجود قرار رسمي من مجلس الإدارة باقالته ، في الوقت الذي تناسى فيه أنه تم تعيينه في الأصل بقرار فردي .. ورد عليه رئيس النادي بتصريح "مضحك" بأنه يعذره لأنه يعاني من صدمة إقالته ، في الوقت الذي قدم معظم أعضاء مجلس الإدارة استقالتهم احتجاجا على تصرفات منصور ، ولا أدري أين كانوا منذ بدأ "هذا الرجل" ممارساته من اللحظة التي تولى فيها رئاسة النادي.
وانعكست تلك الأحداث بالطبع على اللاعبين ، فرأينا حازم إمام لأول مرة ينفعل ويخرج عن شعوره في مباراة المصري ، بالاضافة إلى رفضه هو وخمسة لاعبين آخرين التدريب قبل اللقاء بسبب تصريحات منصور ضدهم ، إضافة إلى "تطفيش" جمال حمزة وأمور أخرى كثيرة لا مجال لذكرها