بعد صدور قرار وزير الشباب بحل مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة مرتضى منصور وتعيين مجلس إدارة جديد برئاسة "المحترم" مرسي عطا الله ، وجب علي أن أتقدم باعتذار رسمي إلى كل جماهير الزمالك في مصر والوطن العربي.

الاعتذار الذي أتقدم به إلى كل جمهور الزمالك بسبب ما بدر مني من قبل من إساءة في حقهم وتوجيه بعض كلمات اللوم والاساءة إليهم في الكثير من مقالاتي السابقة ، ولكن يشهد الله أن كل ما كنت أكتبه وأنتقده من أحوال الزمالك ومجلس إدارته وجمهوره نفسه كان لمصلحة هذا النادي العريق ، وكنت في انتظار ذلك اليوم الذي يعلن فيه الوزير رحيل هذا المجلس الفاشل حتى تعود "مدرسة الفن والهندسة" إلى سابق عهدها ، ولذلك فاليوم فقط أقدم اعتذاري لجمهور الزمالك ، وأرجو أن يتقبلوه مني.

ما كان يحدث في الزمالك طوال الشهور الثمانية الماضية كان يستحق وقفة من كل صاحب قلم ومن كل من له ضمير ويخاف على مصلحة الزمالك ، ولذلك كان يجب علينا أن ننتقد الزمالك بكل قسوة وحزم ، وننتقد جمهوره نفسه حتى يفيق من الوهم الذي كان يعيشه مع صاحب الدرع والسيف ، لأن إصلاح البيت يجب أن يتم من داخله "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

وأنا أعلم أنني قسوت وبشدة على جمهور الزمالك في الفترة السابقة ، ولكن ذلك كان لمصلحتهم ولمصلحة ناديهم العريق ، وكنت قد بدأت في انتقادي لأحوال الزمالك بانتقاد مديره الفني السابق فاروق جعفر من بداية تسلمه للمهمة وقلت إنه مدرب فاشل ، وواجهت هجوما عنيفا في ذلك الوقت بأنني ضد الزمالك وضد مصلحته ، ودافع معظم الزملكاوية عن جعفر ، ولكن بعد فترة سعدت للغاية عندما وجدت من هاجموني من جمهور الزمالك أصبحوا هم من يطالبوا برحيل جعفر بعد أن تأكدوا بأنفسهم أنه لا يصلح للعمل كمدرب في فريق بحجم الزمالك ، واكتشفوه أكثر على حقيقته عندما قام "بنشر غسيل الزمالك السيء" في جميع الفضائيات لمصلحته الشخصية فقط!

وكنت قد انتقدت مجلس إدارة الزمالك أيضا في العديد من المقالات السابقة ، وللأسف أيضا فان جمهور الزمالك في البداية كان مخدوعا بهذا المجلس ، وكان يأمل فيه الكثير ، ولكنه "أفاق" مؤخرا ، وعرف أن هذا المجلس بأكمله هو سبب ضياع الزمالك في الفترة الأخيرة.

وكنت قد بدأت في كتابة مقالة منذ ساعات قليلة أطالب فيها وزير الشباب بحل مجلس الزمالك وتعيين الثلاثي حمادة إمام رئيسا وعبد العزيز قابيل نائبا وممدوح عباس أمينا للصندوق ، ولكن الحمد لله سبقني الوزير ، وسارع بتشكيل مجلس رائع وقريب جدا من تصوراتي ، وأهم ما فيه هو تعيين رجل الاعمال ممدوح عباس أمينا للصندوق لحل مشاكل الزمالك المادية.

أود أن أقول لجمهور الزمالك إن المجلس الجديد لن يأتي ومعه عصا سحرية لحل جميع مشاكل الزمالك المتراكمة ، وربما يستمر فشل فريق الكرة في الزمالك في عهد المجلس الجديد ، ولكن الأهم من فشل فريق الكرة أن الزمالك سيستعيد علاقاته الطيبة مع كل من حوله من أندية أخرى ومجالس إدارات جميع الألعاب ، "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا".

وأتمنى من المجلس الجديد أن يسند مهمة المدير الفني لأحد قيادات النادي من أبنائه المميزين ، وأرى أن الأنسب في الوقت الحالي هو محمود أبو رجيلة ، على أن يتم التسليم أن المنافسة على الدوري باتت مستحيلة ، والأهم هو التركيز على بطولة كأس مصر والمركز الثاني في الدوري ، على أن يتم تقييم الجهاز الفني في نهاية الموسم ، ويتم اتخاذ قرار باستمراره أو الاستعانة بمدير فني أجنبي بداية من الموسم المقبل.

أخيرا أكرر اعتذاري مرة أخرى إلى جمهور الزمالك ، وكما سيبدأ الزمالك صفحة جديدة بيضاء مع رئيسه الجديد مرسي عطا الله ، أتمنى أن يبدأ جمهور الزمالك صفحة جديدة بيضاء معي ، وأن يتناسى أي خلافات سابقة ، لأنني كما قلت من قبل ، كانت جميعها لمصلحة الزمالك ، ويشهد الله على ذلك.