نصري عصمت

فوز "الأفيال" على "الأسود" .. في مصلحة "الفراعنة"

على عكس ما يرى الجهاز الفني لمنتخب مصر أن خسارة المغرب أمام كوت ديفوار ستصعب من مهمتنا خلال المباراة المقبلة أمام أسود الأطلسي ، جاء فوز الأفيال متوافقا مع مصلحة منتخبنا الوطني للصعود إلى دور الثمانية.
الأحد، 22 يناير 2006 - 02:25
على عكس ما يرى الجهاز الفني لمنتخب مصر أن خسارة المغرب أمام كوت ديفوار ستصعب من مهمتنا خلال المباراة المقبلة أمام "أسود الأطلسي" ، جاء فوز "الأفيال" متوافقا مع مصلحة منتخبنا الوطني للصعود إلى دور الثمانية.

ربما تدفع خسارة المغرب لاعبيه لخوض مباراة منتخب مصر باعتبارها مواجهة "حياة أو موت" لأن خسارتهم تعني خروجهم من البطولة ، لكن تبقى هذه المباراة فرصة ذهبية "للفراعنة" للحصول على بطاقة التأهل إلى دور الثمانية قبل مواجهة غير مأمونة العواقب مع كوت ديفوار.

المنتخب المغربي سيدخل المباراة ممزقا بين رغبتين ، الأولى أن يهاجم ويسجل حتى يحصد النقاط الثلاث ، والثانية ألا تستقبل شباكه أهدافا بواسطة منتخب مصر المدفوع برغبة كبيرة في حسم تأهله للدور التالي وحماس ألاف الجماهير في المدرجات.

أما أبناء حسن شحاتة فيملكون فرصتين ، الأولى أن يفوزوا على المغرب كما نأمل جميعا ، والثانية أن تنتهي المباراة بالتعادل ليصبح في حوزتنا أربع نقاط مقابل نقطة واحدة للمغرب.

ولا يعني هذا أن التعادل مع المغرب سيكون نتيجة إيجابية لمنتخب مصر الساعي لاحتلال قمة المجموعة ، لكنه سيعني أن لاعبينا ، بكل تأكيد ، سيكونون في وضعية نفسية أفضل من الأشقاء المغاربة.

ولو افترضنا جدلا أن مبارة المغرب وكوت ديفوار كانت انتهت بالتعادل كما كان يأمل البعض ، فكانت هذه النتيجة كفيلة بتشجيع "أسود أطلس" على اللعب معنا من أجل نقطة التعادل الثانية ، ونحن نعرف جيدا كيف تلعب منتخبات الشمال الأفريقي خارج أرضها للوصول بأي مباراة إلى نتيجة التعادل ، وهذا على أمل حصادهم ثلاث نقاط مضمونة من ليبيا في نهاية المشوار تاركين مصر وكوت ديفوار يصطدمان في الجولة الأخيرة.

وليس هذا فقط ، بل كان التعادل كفيلا بترك فرص كوت ديفوار معلقة حتى مباراة مصر الأخيرة في المجموعة ، مما كان سيضع منتخبنا في مواجهة عنيفة مع الفريق الذي هزمه ذهابا وإيابا في تصفيات كأس العالم.

وبعيدا عن لعبة الاحتمالات .. كشفت مباراة المغرب وكوت ديفوار عن الكثير مما ينتظر منتخبنا الوطني خلال الجولتين المقبلتين ، فالفريقان منظمان إلى أقصى حد ولاعبيهم ملتزمون خططيا ويصعب أن يقدموا لنا "أهدافا مجانية" كالتي قدمها لنا المنتخب الليبي في مباراة الافتتاح .

وببساطة ، الفارق الوحيد بين المنتخبين لاعب إسمه "دروجبا" كان متواجدا في الزمان والمكان المناسبين مع كل كرة في منطقة جزاء المغرب ، واستطاع إجبار القادوري مدافع المغرب على جذبه داخل منطقة الجزاء.

ولم يكن دروجبا لينجح في الحصول على ركلة جزاء بهذه الطريقة ، إلا بفضل تمريرات زملائه المتقنة طوال المباراة ، وهو ما يثير تساؤلا منطقيا ، وهو : "هل يمكن لحسن شحاتة الاستفادة من سلاحه الهجومي الملقب بـ"ميدو" المميز جدا في ألعاب الهواء"؟

وإذا كان من المؤكد أن ميدو سيدخل في صراعات عنيفة خلال المبارتين المقبلتين مع مدافعين أشداء أمثال النيبت والقرقوري في المغرب ، وكولو توري وإيبوي في الكوت ديفوار .. فهناك أسئلة تطرح نفسها مثل "كم تمريرة عرضية دقيقة ستذهب إلى المهاجم المصري داخل منطقة الجزاء" .. و"من سيقوم بتمويله بهذه التمريرات؟".. و"هل سيتمتع مدافعونا بالقدر اللازم من التركيز للتعامل مع مهاجمين من نوعية شماخ ودروجبا".

من المؤكد أن الجهاز الفني لمنتخب مصر سيعمل على إيجاد إجابات لهذه التساؤلات ، خاصة وقد خدمتنا نتيجة كوت ديفوار مع المغرب .. والمؤكد أيضا أن المنتخب الوطني إذا استطاع تصدر هذه المجموعة الصعبة فطريقه إلى النهائي سيكون أسهل من الجميع بإذن الله.