وقبل أن أتحدث عن مباراة كوت ديفوار ، والتي أثبت فيها شحاتة أنه مدرب مميز و"معلم بجد" ، سأتحدث عن مباراة المغرب نفسها والتي تسببت في حملة انتقاد واسعة لـ"لمعلم" وطريقة الأداء والتشكيل.
ففي مباراة مصر والمغرب ، لعب منتخب مصر مباراة رائعة وتسيد منتصف الملعب تماما ، واستحوذ على الكرة معظم أوقات المباراة ، كما لاحت له ثلاث فرص مؤكدة بنسبة 100% أضاعها مهاجموه برعونة شديدة ، وليس لشحاتة أي ذنب في ذلك ، فشحاتة هو المسئول عن وصول الكرة إلى المهاجمين ، ولكنه ليس مسئولا عن تسجيل الأهداف ، أما المغرب فلم تسنح لها سوى فرصة وحيدة فقط طوال تسعين دقيقة وتصدى لها الحضري ببراعة يحسد عليها.
أما السبب الثاني والأهم فهو أن مباريات مصر والمغرب ومنذ قديم الأزل تنتهي دائما لمصلحة الفريق المغربي ، وإحصائية تاريخ لقاءات الفريقين تشير إلى إنهما التقيا معا 27 مرة من قبل ، فازت المغرب في عشر مرات ، وتعادلنا 15 مرة ، وفازت مصر في مرتين فقط ، أي أن التعادل مع المغرب ليس كارثة ، فهو شىء معتاد وإيجابي ، لأنه أفضل من الهزيمة.
كما أن ظروف المباراة نفسها كانت تحتم على المغرب ضرورة الفوز لمواصلة المشوار في البطولة ، أما التعادل فكان يصب في مصلحة مصر تماما.
أما من يقارنون بين جوزيه وشحاتة ، فأقول لهم إن الفارق رهيب بين مدرب الأهلي الذي يملك أفضل لاعبين في مصر ويفوز بهم على البلدية والكروم والأسمنت وعلى زمالك "مرتضى منصور" ، وبين مدرب المنتخب الذي يمتلك اللاعبين أنفسهم ولكنه يواجه بهم لاعبين محترفين في أفضل أندية أوروبا.
وظهر جوزيه على حقيقته عندما واجه أندية "منظمة" ولا أقول جيدة عندما التقى الأهلي مع اتحاد جدة السعودي وسيدني الاسترالي وخسر مرتين.
ولو تم إجراء مقارنة منطقية بين المدربين فسنعرف الفارق عندما نري محمد عبد الوهاب الذي يصول ويجول مع المنتخب ونجح شحاتة في توظيفه جيدا لخدمة الفريق ، بينما هو مع الأهلي زبون دائم على مقاعد دكة البدلاء ، وعندما يشارك يظهر بصورة متواضة للغاية.
ولست هنا بصدد التحدث عن مساوئ جوزيه ، لكن أعتقد أن جوزيه هو المسئول الأوحد عن ظهور فلافيو بهذا المظهر السيئ مع الأهلي لأنه لا يجيد توظيفه جيدا ، والدليل ظهوره بمستوى أكثر من رائع مع منتخب أنجولا ، تماما كما كان مع فريقه السابق بيترو أتليتيكو.
ولعل المثال السابق يوضح سبب ظهور أكثر من لاعب بمستوى متواضع مع الأهلي مثل جلبرسون وكاستيلو رغم تميزهما قبل انضمامهما للقلعة الحمراء.
نعود مرة أخرى إلى حسن شحاتة الذي توصل أخيرا إلى التشكيلة السحرية للمنتخب المصري وهي التي خاض بها لقاء كوت ديفوار ، وعذر شحاتة في التأخر للوصول إلى هذا التشكيل هو أنه لم يخض مباريات ودية قوية قبل البطولة بعد إلغاء مبارتي غانا ونيجيريا الوديتين.
ورغم أن شحاتة يقود مجموعة من اللاعبين المحليين في مواجهة محترفين كبار في أندية أوروبا ، الا أنه نجح في توظيفهم جيدا ليستطيعوا مناطحة "عتاولة" أفريقيا ، ليثبت إنه مدرب كفء وما زال أمامه مستقبل كبير في عالم التدريب.