أولا : يجب غلق باب الحديث نهائيا عن مشكلة ميدو الآن ، ولمدة 72 ساعة فقط ، أي حتى موعد انتهاء مباراة كوت ديفوار في النهائي ، وحسنا فعل شوقي غريب مدرب المنتخب بعد انتهاء مباراة مصر والسنغال عندما سئل عن رأيه في موضوع ميدو فقال إنها ستحل بشكل داخلي في إطار الأسرة الواحدة.
ثانيا : ينبغي التركيز فنيا وبدنيا وذهنيا في كيفية مواجهة "الأفيال" ، لأننا لا يجب أن ننسى أن الفارق البدني والفني بيننا وبينهم كبير ، ولكي نعوض هذا الفارق ونفوز فنحن نحتاج إلى الروح القتالية التي لعبنا بها منذ الدقيقة 78 من مباراة السنغال ، وقلت من قبل إن هذه الروح هي نقطة القوة الوحيدة التي تعوض فارق النواحي الفنية والبدنية مع منافسينا.
ثالثا : إذا كان الله قد "سترها" معانا في مباراة السنغال ، وإذا كان الحكم الكاميروني قد رفض احتساب ركلة جزاء صحيحة للسنغال ، فلا يجب أن ننى أيضا أننا أضعنا عدة فرص محققة في المباراة نفسها ، وهذا يعني أنه على الرغم من الأخطاء التي نرتكبها ، فإننا قادرون على إنهاء أي مباراة ، فالأمر في النهاية يتوقف على حجم "التوفيق" ، والتوفيق لا يقف إلا مع المجتهدين ، ولا تنسوا الأغنية التي تقول : "إتعب وها تلقى".
رابعا : دروجبا ليس بعبعا ، ورقابته ليست سهلة ، ولكنها ليست مستحيلة ، فهو كدة كدة لعيب "مقرف" سواء في المساحات أو في الكرات العرضية ، أو في الكرات الثابتة ، أو في التحرك بدون كرة ، كما أننا لا يجب أن نغفل أن الفريق ليس دروجبا وحده بل يوجد غيره كثيرون ، ولكننا يجب أن ندرك أن الفريق الإيفواري أيضا به نقاط ضعف واضحة متمثلة في ظهيري الجنب وحارس مرماه جاك تيزيه.
خامسا : المباراة ستكون "معجنة" ، وإللي خايف على رجله أو على وشه يقول للكابتن حسن شحاتة ما يلاعبوش أساسا ، ونريد أن نرى لاعبينا بياكلوا نجيلة الملعب مثلما كان يفعل أحمد حسن ووائل جمعة وبركات في مباراة السنغال.
سادسا : الجمهور مطالب بالتشجيع ، وليس بالنوم في منتصف الشوط الأول كما حدث أمام السنغال ، والبنات الكتير الموجودين في المدرجات مطلوب حد يفهمهم إنهم مش بيتفرجوا على مسلسل 8 وربع ، لأ لازم يقوموا على حيلهم ويتبعوا شوية في التشجيع ، التشجيع وقت الضيق ، مش بس عند إحراز الأهداف!
سابعا : يجب على لاعبي المنتخب أن يدركوا أنهم الآن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالفوز بالكأس ، فالمباراة على أرضنا ، والناس لا يجب أن تروح زعلانة في يوم كهذا ، والرئيس مبارك سيحضر ، والعالم كله سيشاهدنا ، يجب أن يشاهدنا ونحن نفوز ، لا ونحن نخسر على أرضنا ، كما أذكر اللاعبين بتصريحهم الرائع الذي أدلوا به قبل مباراة السنغال والتي قالوا فيها إننا عازمون على أن تكون كأس أفريقيا هي هديتنا ومواساتنا إلى أرواح ضحايا العبارة "السلام 98" ، فهذا التصريح معناه أن اللاعبين مصريون وبيحسوا ببلدهم وباللي بيحصل حواليهم.
ثامنا : بالنسبة لميدو بقى ، وبعد ما اتكلمنا عن العقلانية ، نتكلم بقى عن الحزم والشدة ، فأعتقد أنك يا ميدو تلقيت لطمة عنيفة على وجهك ولم تعد في حاجة إلى سماع مزيد من الكلام ، فقد توهمت أنك أفضل من في الملعب ، فرفضت الخروج ، وأردت أن تقلب الطاولة على مدربك حسن شحاتة ، فانقلبت الطاولة على رأسك وخرجت من الملعب تصحبك صفافير وصيحات الاستهجان وعبارات الاستياء من ملايين المشاهدين في مصر والعالم ، وأول من سيقرص أذنك على ما فعلته هو مارتن يول مدربك في توتنهام ، وليس مقبولا أو صحيحا ما قلته في برنامج البيت بيتك بعد انتهاء المباراة بأن مارتن يول لا يخرجك من الملعب ، وليس مقبولا أيضا أن ترفض كلمة "الاعتذار" وأن تكابر وتقول لمصطفى عبده إنك لم تخطيء!
لن أقول يا ميدو إنها لحظة النهاية لك كلاعب كرة ، ولكني سأذكر لك شيئا واحدا وفكر فيه جيدا:أنا شخصيا كنت من سعداء الحظ الذين عاصروا جيل السبعينيات وشاهدوا حسن شحاتة كلاعب ، وأقول لك : لو كنت شاهدت مباراة واحدة من مباريات حسن شحاتة لما فكرت - مجرد التفكير - في أن ترفع رأسك في وجهه أصلا ، لا أن تفعل ما فعلت .. فهذا الرجل كانوا يطلقون عليه "المعلم" ، هل تعرف لماذا؟ لأنه كان "بيمرمط"نفسه و"يهين" نفسه في أرض الملعب من أجل أن يفوز فريقه ومن أجل أن يمتع الجماهير ، ستقول لي : ماذا حقق حسن شحاتة؟ سأقول لك : وماذا فعلت أنت؟ تاريخك ما زال خاويا إلا من صفقة انتقال من هنا إلى هناك ، ولكنك لم تفعل شيئا له قيمة حتى الآن ، لا للزمالك ، ولا لسيلتا فيجو ، ولا لمارسيليا ،