هاني عسل

إحنا "الأشطر" .. و"أوروفوار" كوت ديفوار!

عندما تخلص النيات ، لابد أن يقف معك التوفيق والحظ وكل ما تتخيله .. هذه المقولة التي أؤمن بها تماما انطبقت بالحرف الواحد على فوز منتخب مصر الوطني ببطولة الأمم الأفريقية للمرة الخامسة ، ليثبت معها المصريون ريادتهم للكرة الأفريقية.
الجمعة، 10 فبراير 2006 - 22:27
عندما تخلص النيات ، لابد أن يقف معك التوفيق والحظ وكل ما تتخيله .. هذه المقولة التي أؤمن بها تماما انطبقت بالحرف الواحد على فوز منتخب مصر الوطني ببطولة الأمم الأفريقية للمرة الخامسة ، ليثبت معها المصريون ريادتهم للكرة الأفريقية.

نعم ريادة ، فالفوز ببطولة الأمم خمس مرات لم يحققه سوى مصر ، لا أسود ولا أفيال ولا أرانب ، والبطولة الحالية كانت البطولة الأقوى في تاريخ القارة ، والفوز بها جاء على حساب كوت ديفوار التي تأهلت إلى كأس العالم وتملك لاعبين يتعدى ثمنهم المائة مليون دولار وهم في النهاية صناعة أوروبية ، ولا دخل في تفوقهم أبدا للمحظوظ المغرور هنري ميشيل والواد بلية بتاعه!

نعم ريادة ، لأننا فزنا بدوري أبطال أفريقيا للأندية من قبل ، وبعد أن قالوا إنها بطولة لغير المحترفين ، فها قد فزنا ببطولة الأمم الأفريقية ، ولسة السوبر ، فما هو المطلوب بعد ذلك؟!

نعم ريادة ، لأننا نظمنا بطولة رائعة متحضرة مخطط لها جيدا ولم تشهدها القارة السمراء في تاريخها ، وأقولها بكل ثقة إنها لن تشاهد مثلها أيضا.

نعم ريادة ، لأننا أثبتنا أننا نملك أحسن كرة في أفريقيا ، سواء كان هناك من هو الأفضل منا فنيا أو بدنيا ، لأننا عندما نهزم هؤلاء الأفضل منا فهذا معناه أننا "الأشطر" وبالإمكانيات المحلية مش بالإمكانيات المستوردة من لاعبين ومدربين .. مفهومة دي؟!

نعم ريادة ، لأننا أعطينا المثل والقدوة في مجال الرياضة عندما أصر الجهاز الفني لمنتخب مصر واتحاد الكرة على إيقاف النجم "ميدو" بعد تصرفه في مباراة مصر والسنغال ، ولم تفلح كل المحاولات لإعادته إلى تشكيل الفريق في المباراة النهائية ، وأقولها بصدق : لو حدثت واقعة ميدو هذه في أي فريق أفريقي أو عربي بصفة عامة لعاد ميدو إلى منتخب بلاده من تاني يوم ، ولكن المصريين - وتحديدا الجمهور الجديد الواعي - اتخذوا موقفا لم يتخذوه من قبل وهو : "الأخلاق والالتزام أهم من الكأس" ، ولا أريد أن أقول إن هناك لاعبين بيلعبوا في منتخبات دولهم وهما قرفانين ومتأذيين قوي ، والحمد لله إننا ما عندناش حد زيهم!

وصدقوني أيضا لو قلت إنني لم أكن متفائلا قبل البطولة ، ولكني بدأت أثق في الفوز بالكأس فور أن رأيت "التوفيق" يقف معنا بصورة غير طبيعية في كافة المباريات.

تفاءلت عندما رأيت لاعبي المنتخب المصري يقاتلون في أرض الملعب أمام محترفين جاءوا جاهزين من أنديتهم ، تفاءلت عندما رأيت حسن شحاتة يقف مكانه يدرب ويشجع في الوقت نفسه ، والبعض "اتريقوا عليه" ولكن أحدا لم يعرف أن "المعلم" كان يعيش المباريات وكأنه يلعب ، ومن شاهده لاعبا يدرك تماما أن هذا طبيعي بالنسبة لشحاتة!

تفاءلت عندما رأيت اللاعبين الكبار يتدخلون لإصلاح الأمور بين شحاتة وميدو بصورة رفيعة المستوى لم نشاهدها من قبل.

والأهم من ذلك ، تفاءلت عندما رفع الجمهور المصري "المعدل" لافتات تدعو لمقاطعة المنتجات الدنماركية احتجاجا على الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفاءلت عندما صرح لاعبو الفريق بأنهم يريدون الفوز بالكأس لتعويض الشعب المصري عن أحزانه بسبب كارثة "العبارة" ، وتفاءلت عندما وجدت لاعبي الفريق المصري يدخلون المباراة النهائية وهم يضعون علامات على "تي شيرتات" التدريب مكتوب عليها عبارات الاستهجان للإساءة إلى رسول الله ، وكل هذه مواقف تشير إلى أن اللاعبين عندهم إحساس بقضايا وطنهم وأمتهم.

كلمة خاصة أود أن أوجهها إلى اللجنة المنظمة : كنتم أكثر من رائعين ، ولو لم نكن فزنا بالكأس لكنا قد سعدنا وشعرنا بالفخر لأن من نظم هذه البطولة كانوا "مصريين".

وختاما لي طلب وسؤال وملحوظة :

أما الطلب فهو موجه إلى الاتحاد الأفريقي وربما إلى الفيفا أيضا ، وهو ضرورة معاقبة المدرب المغرور هنري ميشيل على إشارته المهينة التي أشار بها بعد احتساب الحكم التونسي مراد الدعمي ركلة جزاء صحيحة لمنتخب مصر ، حيث ظهر على شاشات التليفزيون بوضوح وهو يشير بما معناه أن الدعمي "قابض"!

والحمد لله أن هذا البني آدم سيغادر القاهرة وقفاه زي وشه لا مؤاخذة .. لأن من ساعة ما شوفته في عالم التدريب وأنا مش طايقه بصراحة ، ومش طايق أنزحته على خلق الله ، ومن ساعة ما جه القاهرة وتصريحاته تعبر عن شخص واهم يعيش في عالم من الخيال والغرور والسخافات ، والحمد لله إنه أخد على قد نيته.

وأما السؤال فهو : أين جوزيف بلاتر أفندي؟ ولماذا لم يكلف نفسه حضور نهائي البطولة؟ وألا هوة بيشتغل بعد الظهر مثلا في سويسرا ومش فاضي؟ طبعا لو البطولة في بلد حلوة وزي العسل زي جنوب أفريقيا كان زمانه طار عليها ، إنما طالما مصر يبقى لا نحضر افتتاح ولا نهائي ولا يحزنون .. وبصراحة يا أخ بلاتر : المصريين مش طايقينك!

أما الملحوظة فهي : يا ريت