خالد طلعت

ليه تكسب أقل .. لما ممكن تكسب أكتر؟

توج الأهلي بطلا للدوري المصري للعام الثاني على التوالي ، وذلك بعد فوزه على غريمه التقليدي الزمالك بهدفين نظيفين "مع الرأفة" ، ليصبح الأهلي ملكا متوجا على عرش الكرة المصرية بدون منازع.
الإثنين، 15 مايو 2006 - 17:48
توج الأهلي بطلا للدوري المصري للعام الثاني على التوالي ، وذلك بعد فوزه على غريمه التقليدي الزمالك بهدفين نظيفين "مع الرأفة" ، ليصبح الأهلي ملكا متوجا على عرش الكرة المصرية بدون منازع.

وعلى الرغم من فوز الأهلي وتتويجه بالبطولة ، فإنه يجب أن يتم توجيه اللوم والنقد إلى لاعبي الأهلي وجهازهم الفني الذين ارتضوا مبكرا بالفوز بهدفين فقط رغم انهم كانوا قادرين على تكرار مباراة الستة الشهيرة ، أو ربما تحقيق رقما قياسيا جديدا من الأهداف يفوق ذلك الرقم.

فالأهلي بدأ المباراة بداية هجومية ولا أروع ، ونجح في تسجيل هدفين مبكرين في أول 12 دقيقة مما أصاب لاعبي الزمالك بالإحباط وجعلهم يفقدوا التركيز في المباراة ولم يكونوا يفكروا في تعديل النتيجة أو تقليص الفارق ولكن كان كل تفكيرهم هو كيف لا يعيدوا سداسية "بيبو وبشير" الشهيرة ، خاصة وأن عبد المنصف هو الذي يحرس مرمى الزمالك هذه المرة أيضا ، ورغم تأخر الزمالك بهدفين طوال 78 دقيقة كاملة ، فإن لاعبيه لم يلجأوا إلى اللعب بطريقة هجومية بحتة خوفا من أن تستقبل شباكهم المزيد من الأهداف بل كانت كل هجماتهم على استحياء وبدون خطورة حقيقة على المرمى باستثناء فرصة وحيدة طوال الـ 90 دقيقة سنحت لعبد الحليم علي.

وكان يجب على لاعبي الأهلي وجهازه الفني أن يدركوا ذلك ، وأن يدركوا أن شباكهم التي لم تستقبل سوى 4 أهداف فقط طوال 30 مباراة بالكامل هذا الموسم أي ما يعادل 2700 دقيقة من المستحيل أن تستقبل ثلاثة أهداف من الزمالك في 78 دقيقة ليتأجل التتويج بالدوري ، وكان عليهم أن يستغلوا حالة فريق الزمالك الضعيفة ويستغلوا أولا حالتهم الرائعة واكتمال صفوفهم بوجود مثلث الرعب بركات - تريكه - متعب ، حتى يمطروا مرمى الزمالك بمزيد من الأهداف لاسعاد جماهيرهم أكثر وأكثر في فرصة ربما لن تتكرر مستقبلا.

وللأسف فأن حالة الرضا والقناعة بهدف أو اثنين على الأكثر هي عادة قديمة ومتأصلة في اللاعب المصري ، ويجب أن نتخلص منها في الفترة القادمة وأن يكون لدى لاعبينا طموح دائما في تقديم الأفضل واضافة المزيد من الأهداف مهما كان عددها ، ويجب علينا أن نرسخ داخل نفوس اللاعبين مقولة "ليه تكسب أقل .. لما ممكن تكسب أكتر"؟

جوزيه مدرب الأهلي أخطأ تماما في تغييراته الثلاثة في الشوط الثاني ، وأعتقد أنه لو أكمل المباراة بالكامل بالتشكيل الذي بدأ به وبدون أي تغييرات لكان أفضل للفريق ، فلم يكن هناك أي داعي لخروج الثلاثي المتألق الشاطر ومتعب وأبو تريكة وهم كانوا أفضل لاعبي الأهلي في المباراة ، كما انه لم يكن هناك أي داع لنزول الثلاثي فلافيو وعاشور وأكوتي وجميعهم بعيدون تماما عن مستواهم هذا الموسم ، ففلافيو لم يسجل سوى هدف وحيد طوال 30 مباراة وكان من الصعب أن يسجل في مرمى الزمالك ، أما الثنائي عاشور وأكوتي بعيدان عن المشاركة من فترة ، ولهم مهام دفاعية بحتة وكأن جوزيه كان يخشى فريق الزمالك رغم انه لم يقدم ما يستحق به أن يخشاه أحد.

ولعلي أتساءل : أين هم باقي لاعبي الأهلي أصحاب المهام الهجومية ومنهم أسامة حسني وأحمد سمير فرج ومحمد عبد الله وعمرو سماكة وأحمد جلال ، خاصة وأن أربعة منهم لم يكونوا ضمن الاحتياطيين مما يضع علامة استفهام كبيرة أمام جوزيه.

وإذا كان جوزيه لم يغامر "كعادته" ورضي بالهدفين فقط ، فأن جوزيه وحده ليس المسئول عن ذلك ، بل اللاعبين أنفسهم هم المسئولين أولا لأنهم لعبوا بتحفظ شديد طوال 32 دقيقة في الشوط الأول بدون أي تدخل من جوزيه وبدون أي سبب منطقي واضح.

إذا انتقلنا إلى الجانب الآخر وهو الجانب الأبيض ، فأنا أرفض تماما تحميل كاجودا سبب الهزيمة ، فكاجودا لم يخطىء في التشكيل الذي بدأ به المباراة باستثناء خطأ وحيد وهو عدم الدفع باينو المتألق في الفترة الأخيرة من بداية اللقاء ، ولكن ذلك لم يكن هو سبب الهزيمة ، فامكانات لاعبي الأهلي تفوق بكثير امكانات لاعبي الزمالك ، وحتى لو بدأ اينو المباراة مع نفس الفريق ولعب الزمالك بـ 12 لاعب طوال المباراة كان سيخسر أيضا.

وعدم وجود اينو لم يكن هو سبب الهزيمة ، ولكن السبب الأهم هو ظهور طارق السيد بمستوى متواضع بشدة في المباراة رغم تألقه في اغلب مباريات الموسم ، وتواضع مستوى طارق لم يكن ذنب كاجودا ولم يكن يمكن أن يتوقعه ، بل أن كاجودا كان جريئا عندما قرر تبديله مبكرا ، وكان رائعا عندما بدله باينو ووضع ابو العلا كمدافع أيسر ليكسب تبديلين في تبديل واحد ، وكان هذا هو التبديل الأمثل للزمالك ، الا أن كاجودا ربما تأخر بعض الشىء في تبديل جونيور الذي أعتبره من وجهة نظري أفضل لاعبي الزمالك هذا الموسم بل أفضل صفقات الدوري المصري هذا الموسم ، كما ان تبديل علاء عبد الغني لم يكن له ما يبرره في رأيي.

أخيرا يجب أن يعلم مسئولي الزمالك "للمرة الألف" ، أ