محمد سيف

تحليل : هولندا 1-صفر صربيا .. عندما مر روبن من هناك!

برغم الفوارق الفنية والتكتيكية بين المنتخبين الهولندي والصربي ، فإن الفارق في مباراة الفريقين في افتتاح مبارياتهما في المونديال كان لاعبا واحدا .. هو الساحر الهولندي أريين روبن.
الأحد، 11 يونيو 2006 - 18:54
برغم الفوارق الفنية والتكتيكية بين المنتخبين الهولندي والصربي ، فإن الفارق في مباراة الفريقين في افتتاح مبارياتهما في المونديال كان لاعبا واحدا .. هو الساحر الهولندي أريين روبن.

فالنجم الهولندي لعب واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم إن لم تكن أفضلها ، وأثبت أن توليه واجبات دفاعية من قبل مدربه البرتغالي في تشيلسي جوزيه مورينيو يحد كثيرا من قدراته ، والأفضل أن يتركه يلعب بحرية لنرى ساحرا مثل ذلك الذي رأيناه أمام صربيا.

المدرب الهولندي ماركو فان باستن بدأ المباراة بطريقته المعهودة 4-3-3 والتي تتحول إلى 4-3-2-1 ، فلعب الثنائي الشاب روبن فان بيرسي وأريين روبن خلف رود فان نيستلروي الذي لعب كرأس حربة صريح.

وعلى الجهة المقابلة لعب إيليا بيتكوفيتش مدرب منتخب صربيا بطريقته المعهودة ، فلعب المثلث الهجومي بالثنائي ماتيا كيزمان وسافو ميلوسوفيتش من خلفهما صانع الألعاب ديان ستانكوفيتش الذي راهن عليه بيتكوفيتش كثيرا كصانع ألعاب يستطيع أن يخترق الدفاع الهولندي الحديدي بقيادة جيوفاني برونكهورست الظهير الأيسر.

ظهر الفارق منذ الدقيقة الأولى للمباراة لصالح المثلث الهجوم الهولندي ، وخاصة روبن الذي شكل خطورة بالغة على المرمى الصربي وسدد ما يزيد عن عشر تسديدات على مرمى منافسه ، وأحرز هدف المباراة الوحيد من تمريرة بينية لزميله فان بيرسي كسر بها مصيدة التسلل.

ومع روبن جاء فان برونكهورست ليعطيه مساندة رائعة على الجبهة اليسرى جعلتها الجبهة الأخطر في المباراة بالنسبة للفريقين سويا ، في حين لم يشكل فان بيرسي ومعه هييتنجا الخطورة المتوقعة منهما على الجبهة اليمنى ، أما فان نيستلروي فقد وضح تأثره الشديد بعدم مشاركته بشكل أساسي في الآونة الأخيرة مع ناديه مانشستر يونايتد ، وطغت على محاولاته الناحية الاستعراضية التي قضت تماما على خطورته كمهاجم قناص ، فاستحق أن يخرج في الشوط الثاني.

وجاءت تغييرات بيتكوفيتش لتثير الكثير من التساؤلات ، فقد أشرك الجناح الأيمن أوجنيين كورومان بدلا من الظهير نيناد ديوردوفيتش الذي انهار تماما أمام سحر روبن ، وتألق الجناح الصربي بشدة أثارت التساؤلات حول لماذا لم يلعب من بداية المباراة ، كما أنه استبدل مهاجميه كيزمان وميلوسوفيتش بالثنائي ليوبيا ونيكولا زيجيتش ، رغم أنه كان في حاجة إلى صانع ألعاب بدلا من ميلوسوفيتش الذي لم يفعل أي شيء.

وعلى الناحية الأخرى ، لم يظهر مارك فان بومل بمستواه المعهود وخرج في الشوط الثاني وشارك بدلا منه لاندزات ، كما استحق أيضا فان نيستلروي الخروج من المباراة واشترك بدلا منه ديرك كويت ، وجاء نزول خالد بلحروظ بدلا من ماتياسن الذي أصيب بشد عضلي.

وبالنسبة لنجوم المباراة ، فلا ينافس أحد النجم الأول أريين روبن الذي كان أبرز لاعبي المباراة ، بل وربما أفضل لاعبي البطولة حتى هذه اللحظة ، وبالفعل لأول مرة يأتي اختيار لجنة التحكيم مماثلا لاختيارات الجماهير والنقاد.

ومن المنتخب الهولندي تألق أيضا فان برونكهورست ، فان دير سار ، ومعهما ويسلي شنايدر ، أما أفضل لاعبي المنتخب الصربي فكان نجمه الأول وثاني أفضل اللاعبين في المباراة بردراج ديورديوفيتش ، ومعه كورومان الذي تألق بشدة فور نزوله أواخر الشوط الأول.