فمباريات الأهلي والزمالك على وجه العموم تعد بطولة خاصة ، ومبارياتهما معا في بطولة كأس مصر تعد أكثر إثارة وتشويقا حيث أن الخاسر منهما يودع البطولة مباشرة ، أما أن تجمع بينهما المباراة النهائية للبطولة فيعد ذلك قمة الاثارة والتشويق ، لأن الخاسر يودع البطولة ، والفائز يتوج بطلا بها.
ولعل الكثير من القراء أصحاب الأعمار الصغيرة لن يدركوا معنى كلامي ، لأنهم ربما لم يروا مباراة نهائي كأس مصر جمعت بين الاهلي والزمالك من قبل ، فآخر المباريات التي جمعت الأهلي مع الزمالك في نهائي كأس مصر كانت في موسم 91-92 أي منذ 14 عاما ، وكانت مباراة قمة في الإثارة والندية ، حيث تقدم الأهلي بهدف عن طريق هدافه وقتها أيمن شوقي ، ثم تعادل الزمالك بهدف رائع لا ينسى لنجم الفريق وقتها أيضا رضا عبد العال ، قبل أن يسجل شوقي نفسه هدف الفوز للأهلي في الثواني الأخيرة من عمر المباراة بعد متابعة جيدة لكرة مرتدة من يد حسين السيد حارس مرمى الزمالك بعد تسديدة صاروخية من مدفعجي الأهلي طاهر أبو زيد من حوالي 30 ياردة.
مباراة القمة يوم الجمعة المقبل سيكون لها أهمية خاصة للغاية ، فالمباراة تأتي في نهاية الموسم ، وجاءت بعد موسمين رائعين للأهلي حقق فيهما معظم البطولات التي شارك فيها ، بينما هما موسمان على العكس تماما للزمالك ، حيث أن الفترة السابقة تعد من أسوأ فترات الزمالك طوال تاريخه.
فإذا تحدثنا عن الأهلي سنجده توج بطلا للدوري مرتين متتاليتين وبفارق كبير من النقاط عن جميع منافسيه ، كما حقق العديد من الارقام القياسية المحلية والعالمية طوال العامين الماضيين ، كما ان الاهلي توج بطلا لبطولة أفريقيا في الموسم الماضي ، وتأهل لبطولة كأس العالم للاندية ، كما يسير بصورة رائعة للغاية في بطولة أفريقيا هذا الموسم سعيا للحفاظ على لقبه للعام الثاني على التوالي ، كما حقق الأهلي في هذا العام بطولتي كأس السوبر المصري وكأس السوبر الأفريقي ، ويسعى الأهلي للتتويج ببطولة كأس مصر الغائبة عن النادي منذ ثلاث سنوات حتى يكون قد حقق جميع البطولات المحلية والأفريقية التي شارك فيها ، ولكي يحقق البطولة الخامسة له على التوالي خلال عام واحد.
أما الزمالك فقد غابت عنه شمس البطولات منذ أكثر من عامين وتحديدا منذ فوزه بلقب الدوري موسم 2003-2004 ، وشارك الزمالك منذ ذلك الوقت في ست بطولات محلية وأفريقية وعربية وخسرها جميعا وفشل في الفوز بأي بطولة منها ، ويسعى الزمالك للتويج بلقب بطل كأس مصر حتى يحسن من صورة الفريق السيئة خلال الفترة الأخيرة ويثبت أنه ما زال فريق بطولات وينهي الموسم نهاية سعيدة لجماهيره.
وكما قلت في البداية أن مباراة الأهلي والزمالك هي بطولة خاصة ، فالأهلي يريد مواصلة مسيرة تفوقه على الزمالك في الفترة الأخيرة حيث أن الأهلي فاز على الزمالك 5 مرات من أصل 6 مباريات أقيمت بين الفريقين في الفترة الأخيرة سواء محليا أو أفريقيا ، مقابل تعادل وحيد ، وبدون أي فوز للفريق الأبيض ، الذي يسعى الى تحقيق الفوز على الأهلي ، وهو الامر الذي لم يتحقق له منذ أكثر من عامين.
وبحساب الأرقام القياسية نجد أن الأهلي يسعى لمواصلة ارقامه القياسية على حساب الزمالك ، بينما يسعى الزمالك الى تحطيم هذه الأرقام ، فالأهلي لم يخسر على مدار 78 مباراة متتالية سواء محليا أو أفريقيا ويسعى الى المحافظة على هذا الرقم وزيادته ، بينما يملك عصام الحضري رقما قياسيا شخصيا حيث لم يدخل في مرماه أي أهداف مع الأهلي طوال 19 مباراة متتالية للأهلي محليا وأفريقيا أي ما يعادل 1710 دقيقة وهو رقم رائع للغاية سيسعى الحضري الى المحافظة عليه.
أخيرا ، فإن هناك نقطة مهمة للغاية في صراع الفريقين يوم الجمعة المقبل ، فالفائز في هذه المباراة ربما - وأقول ربما لأنني لست متأكدا - قد يحصل على لقب أفضل ناد في العالم خلال شهر يونيو وهو لقب شرفي رائع يسعى اليه أي فريق في العالم ، وقد يأتي هذا اللقب في ظل توقف معظم مباريات الأندية في مختلف انحاء العالم في شهر يونيو بسبب نهائيات كأس العالم باستثناء بعض الدول العربية أمثال مصر والمغرب والجزائر.
ولذلك ، فإن فرصة الفريق الفائز ستكون كبيرة جدا للحصول على هذا اللقب ، علما بأن الزمالك كان قد حصل على لقب أفضل فريق في العالم في شهر فبراير عام 2003.