وتعتبر خسارة المنتخب الإيفواري أمام نظيره الهولندي في المباراة بهدفين مقابل هدف نتيجة منطقية لفارق الخبرة والإمكانات التكتيكية للفريقين ، وجاء تساوي مدربي الفريقين في السقوط في أخطاء فنية خلال سير المباراة ، ليمنع النتيجة من التغير حتى صافرة النهاية.
ورغم البداية الجيدة للمنتخب الإيفواري ، فإن المنتخب الهولندي استطاع تشكيل خطورة بالغة بفعل التمريرات القطرية التي لعبت من أقصى الجهة الدفاعية اليسرى إلى الجهة الهجومية اليمنى وبالعكس ، وهو ما فطن إليه هنري ميشيل مدرب كوت ديفوار فنصب فريقه مصيدة التسلل التي وقع فيها روبن وفان نيستلروي وفان بيرسي.
رد فان باستن على ميشيل ، فطالب روبن وفان بيرسي بالتخلي عن اللعب من الأطراف ودخولهما قلب الملعب على حدود منطقة الجزاء ، وهو ما لم يستطع ميشيل التعامل معه قبل أن تهتز شباك فريقه بهدفين متتاليين ، جاءا باختراق من الأطراف إلى العمق على حدود منطقة الجزاء ، فتعرض فان بيرسي لعرقلة أحرز منها هو نفسه الهدف الأول ، وجاء الثاني باختراق مماثل لروبن وتمريرة بينية إلى فان نيستلروي الذي وضع بصمته الأولى في البطولة.
بعد الهدفين استغرق الأمر كوت ديفوار خمس دقائق للعودة إلى أجواء المباراة ، وعادوا للسيطرة على وسط الملعب في ظل تراجع رهيب لمستوى ثلاثي خط وسط المنتخب الهولندي مارك فان بومل ، ويسلي شنايدر وفيليب كوكو ، وهو ما ظهر بشدة في هدف كوت ديفوار بتسلم بكاري كوني الكرة في منتصف الملعب حتى اخترق منطقة الجزاء دون أن يضايقه أي من هؤلاء الثلاثة ، بل أن الوحيد الذي حاول التدخل معه كان جوني هيتينجا الظهير الأيمن!
في الشوط الثاني حاول فان باستن تعديل أوراق المنتخب الهولندي بإشراك بلحروظ المدافع القوي بدلا من هيتينجا للوقوف أمام بكاري كوني المتألق ، ثم فان دير فارت بدلا من شنايدر لتعويض التراجع في صناعة الهجمات لثلاثي الهجوم ، لكن فان دير فارت تأثر بعودته من الإصابة ولم يستطع مجاراة الإيفواريين بدنيا.
تأخر ميشيل في إجراء التعديلات في فريقه ، وهو شيء يحسب عليه ، لاسيما في تراجع مستوى عبد الله مييت ويايا توري الذي لم يؤد بشكل جيد ، ومع ذلك فضل إخراج رومارتيش الذي أدى مباراة أفضل من توري ، وبكاري كوني أفضل الإيفواريين في المباراة.
تواصلت أخطاء المدربين ، فأجرى فان باستن تغييره الثالث بإخراج مهاجمه الوحيد الصريح فان نيستلروي وأشرك بدلا منه لندزات لاعب الوسط غير المقنع على الإطلاق في مباراتيه بالمونديال ، وهو ما أعطى السيطرة كاملة لكوت ديفوار بعدما حرم فريقه من ميزة الضغط الذي يشكله وجود رأس حربة على الدفاع الإيفواري.
لكن ميشيل المدرب الفرنسي لم يستفد من أخطاء فان باستن ، وإنما شاركه الخطأ بإخراج أرونا كوني المتحرك دوما وأشرك بدلا منه يابي يوبو الذي لم يكن على نفس مستوى كوني ، فكانت أخطر فترات الإيفواريين هي التي لعب فيها ثلاثي الهجوم أرونا دندان وكوني ودروجبا الذي رغم تراجع مستواه كان محطة رئيسية في أخذ كل الكرات المشتركة.
وبالنظر إلى أفضل لاعبي المباراة ، بالطبع كان روبن وفان بيرسي أفضل لاعبي المنتخب الهولندي ، في حين كان بكاري كوني وأرونا كوني ومعهم كولو توري أفضل لاعبي المنتخب الإيفواري ، الذي حرمته الخبرة وقصر النواحي التكتيكية من تحقيق المفاجأة.