كتب : خالد طلعت | الإثنين، 19 يونيو 2006 - 15:07

يرفع علم إسرائيل .. ونحن نشجع إسبانيا وأوكرانيا!

أثار مشاعر جميع العرب مشهد للاعب غاني يرفع العلم الإسرائيلي في مباراة منتخب غانا أمام التشيك والتي فازت فيها غانا بهدفين نظيفين ، وبدأت التساؤلات تدور بين الجماهير العربية حول أسباب إقدام هذا اللاعب على هذا الفعل الغريب.

وقال البعض إن اللاعب الغاني ربما أقدم على هذا الفعل بسبب زواجه من إسرائيلية ، وهو أمر غير منطقي لأنه ليس من الممكن أن يرفع هاني رمزي نجم منتخب مصر الأسبق علم ايطاليا عقب فوز مصر بأي مباراة بسبب زواجه من إيطالية مثلا ، أما البعض الآخر فقال إن سبب ذلك هو لعبه لنادي إسرائيلي هو هابويل تل أبيب ، وهذه الحركة هي تحية منه لهذا النادي ، وهذا الكلام أيضا غير مقبول وغير منطقي ، لأنه من غير المقبول أن يرفع زين الدين زيدان مثلا علم إسبانيا تقديرا لريال مدريد الذي يلعب له!

بل إن اللاعبين أصحاب الجنسيتين لا يرفعون عادة علم بلادهم الأصلي في حالة فوز المنتخب الذي يلعبون له حفاظا على مشاعر جماهيرهم.

وأيا كان السبب الذي جعل هذا اللاعب يقوم بمثل هذه الفعلة الغريبة ، فأنا شخصيا لم أتوقف كثيرا أمام هذه الفعلة ، بل ولا يهمني مطلقا أن أعرف السبب الذي كان وراءها ، فهي في النهاية حادثة شخصية ولا تستحق أن نتوقف أمامها كثيرا ، كما أننا لن نستطيع أن نغير منها أي شيء.

ولكن حقيقة ، فإن ما استوقفني من خلال مباريات المونديال ، هو الموقف السلبي للجماهير العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة تجاه مساندة المنتخبين السعودي والتونسي في المونديال ، فللأسف الشديد ومن خلال لقاءاتي بالكثير من جمهور الكرة المصرية ، وجدت عداءً غير عادي للجماهير العربية تجاه منتخبي تونس والسعودية ، ورأيت أن معظم الجماهير العربية تساند منتخبي إسبانيا وأوكرانيا في المونديال وتتمنى تأهلهما للدور الثاني وتتمنى خروج منتخبي تونس والسعودية من الدور الأول.

وعداء الجماهير العربية لبعضها البعض أصبح ظاهرة خطيرة تستحق وقفة جادة حتى لا تستشرى وتستفحل أكثر من ذلك ، وحتى لا أكون ظالما لأحد فأن هذا العداء ليس للمنتخبين التونسي والسعودي فقط ، ولكنه لجميع المنتخبات العربية ، فالمنتخب المصري مثلا يلقى عداءً وكراهية كبيرة من الجماهير السعودية والتونسية أيضا ، بل ومن معظم الجماهير العربية الأخرى ، وهكذا الحال بالنسبة لكل المنتخبات العربية الأخرى.

وقد اندهشت بشدة من كثير من العرب الذين قالوا إنهم سعدوا كثيرا بسبب تعادل تونس مع السعودية حتى يودعا البطولة معا ، ولعل ما زاد من اندهاشي أن وصلت إلي معلومات من أحد أصدقائي المصريين المقيمين في ألمانيا أن عددا من الجماهير العرب ينوون الذهاب إلى الملاعب في مباراتي تونس والسعودية القادمتين لمساندة المنتخبين الإسباني والاوكراني ، وهو أمر عجيب للغاية ولا يمكن السكوت عليه.

وإذا كان الكثيرون من العرب قد استوقفهم مشهد اللاعب الغاني وهو يرفع علم إسرائيل وتضايقوا منه بشدة رغم أنه تصرف شخصي بحت ، فما هو رأيهم في عدم مساندة العرب لبعضهم البعض في محفل عالمي كبير ، رغم أن الكثيرين مما انتقدوا موقف اللاعب الغاني هم أنفسهم من يساندون إسبانيا وأوكرانيا ضد تونس والسعودية ، رغم أن أي نتيجة جيدة سيحققها أي من المنتخبين العربيين سيكون إنجازا كبيرا لكافة البلدان العربية وليس لتونس أو السعودية فقط.

في النهاية أتمنى أن نستفيد من موقف اللاعب الغاني الذي رفع علم إسرائيل ويكون رد فعلنا على هذا التصرف هو فتح صفحة جديدة بين جميع الجماهير العربية ، ولنبدأها من الآن ومن مباريات المونديال ، وأتمنى من جميع المشجعين العرب مساندة منتخبي تونس والسعودية ولو بالدعاء فقط وبتمني الفوز لهم من القلب.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات