احتاج المنتخب الفرنسي إلى خمس مباريات كاملة بعد فوزه بمونديال 1998 حتى يحقق فوزه الأول ، وكان ذلك على حساب منتخب توجو "المليء بالمشاكل" بهدفين نظيفين بسهولة كبيرة.

يوم المباراة يتوافق مع بلوغ زيدان لعامه الرابع والثلاثين ، وقد كانت هدية عيد ميلاد قائد فرنسا من زملائه في الفريق هي بلوغ دور الـ16 ، إذ أن عدم فوز فرنسا على منتخب توجو كان معناه أن الحياة الكروية لزيدان قد انتهت بشكل رسمي ، وذلك لأنه أعلن اعتزاله الرسمي وهذه البطولة ستكون الأخيرة له مع الساحرة المستديرة.

*المباراة في مجملها جاءت متوسطة المستوى في شوطها الأول ، فلم يظهر المنتخب الفرنسي رغبة حقيقية في الفوز ، لكن الحال تغير كثيرا في الشوط الثاني على الرغم من عدم حدوث أي تغيير في صفوف الفريق ، وبدأ التفاهم بين تييري هنري وديفيد تريزيجيه يظهر بشكل أكبر ، والشيء الذي ظهر بوضوح هو تقدم باتريك فييرا لمساندة ثنائي الهجوم بصورة كبيرة ، فيما تفرغ كلود مكاليلي للجانب الدفاعي بمفرده.

*المباراة شهدة عودة "عقل" ريمون دومينيك المدير الفني لمنتخب فرنسا مرة أخرى بعد غيابه في أول لقاءين لـ"الديوك" في كأس العالم ، فقد أشرك مهاجم الفريق الخطير تريزيجيه في التشكيلة الأساسية بعدما أجلسه على مقاعد البدلاء بغرابة قبل ذلك.

وقد يكون الدفع بـ"تريزيجول" جاء بسبب غياب زيدان عن اللقاء بسبب الإيقاف بعد حصولة على الإنذار الثاني أمام منتخب كوريا الجنوبية ، لكن مهاجم يوفنتوس - رغم أنه لم يسجل أي هدف في اللقاء - أثبت أنه يستحق مكانا رئيسيا في تشكيل المنتخب الفرنسي في المباريات المقبلة.

*المنتخب الفرنسي لم يلعب بنفس الطريقة التي لعب بها في المباراتين السابقتين ، فخلال مباراتيه أمام سويسرا وكوريا الجنوبية لعب بمهاجم وحيد هو هنري ، ومن تحته خمسة لاعبين في منتصف الملعب ، فيما كانت الخطة أمام توجو هي اللعب بأربعة لاعبين في منتصف الملعب ومهاجمين هما هنري وتريزيجيه.

*أفضل لاعب في المباراة بدون منازع هو فييرا ، فقد قام بالدور الهجومي على أكمل وجه ، ونجح في سد فراغ زيدان بشكل رائع ، وسجل الهدف الأول بعدما استدار بالكرة بشكل جيد ووضع المدافع في ظهره ، ثم سددها مباشرة في المرمى ، كما نجح في صناعة الهدف الثاني بضربة رأس موجهة إلى زميله هنري الذي لم يتوان في إيداعها في الشباب التوجولية.

كلمة لأوتو بفيستر مدرب توجو : لا تستمر مع منتخب توجو ، فهو فريق بدون نجوم ، والاتحاد التوجولي لكرة القدم لم يصدق بعد أن فريقه نجح في الوصول إلى كأس العالم ، ولم يحترم لاعبيه ولا مدربه ، فلم يقم بصرف مستحقاتهم ، وهو ما كان سببا لأن يدفع الفيفا المستحقات لهم ثم قرر خصمها بعد ذلك من مستحقات توجو لدى الفيفا نظير مشاركته في كأس العالم.

كلمة لدوموينيك : "عقلك" عاد إليك مرة أخرى ، فلا تفرط فيه ، ويجب الاعتماد على تريزيجيه وهنري في الهجوم معا ومن خلفهما زيدان ، فهو الأقدر على فك شفرات الدفاع الإسباني في مباراة دور الـ16 المقبلة بين المنتخبين.