بدأ السويدي زفين جوران إريكسون مدرب إنجلترا المباراة للمرة الأولى في بطولة كأس العالم الحالية بطريقة 4-5-1 ، بالاعتماد على مايكل كاريك كلاعب ارتكاز في وسط الملعب ليمنح حرية التحرك لستيفن جيرارد وفرانك لامبارد لمساندة واين روني الذي يلعب كمهاجم وحيد في المقدمة ، بينما يقود ديفيد بيكام الجبهة اليمنى ويتولى جو كول مسئولية الجبهة اليسرى.
وللمباراة الرابعة على التوالي افتقد الإنجليز للخطورة اللازمة على المرمى في لقاء جاء مملا للغاية ، لأن لامبارد وجيرارد لم يقوما بالواجب الهجومي المطلوب منهما وهو اختراق منطقة الجزاء واكتفيا بتمرير الكرة إلى روني الذي كان وجد نفسه محاصرا بإثنين أو ثلاثة مدافعين في كل هجمة.
أما الإمدادات العرضية من جانب بيكام وجو كول فلم يستفد الفريق منها بسبب التمركز الجيد لرباعي منتخب الإكوادور الدفاعي.
ولم تبدو ملامح الخطورة على الإنجليز إلا من الهجمة التي قاموا بها في الشوط الثاني عندما دخل جيرارد منطقة الجزاء وهيأ الكرة بصدره إلى لامبارد المندفع من الخلف لكن الأخير سدد خارج المرمى ، وهي الهجمة الوحيدة التي حدث فيها مساندة حقيقية لروني.
والمثير للدهشة هو تراجع مستوى الثنائي لامبارد وجيرارد خاصة في التسديد على المرمى ، فلم يستغل أي منهما الفرص التي سنحت لهما والتي منحهما إريكسون الحرية الهجومية من أجلها ، ويمكن تفسير ذلك بتغيير الواجبات المطلوبة منهما في كل مباراة وهو ما يفقد أي لاعب تركيزه وإحساسه بالملعب.
ولا يمكن نسب فضل فوز إنجلترا على الإكوادور إلا لديفيد بيكام الذي سجل الهدف بفضل مهارة فردية نادرة وليس نتيجة لأي تكتيك من أي نوع.
وكان من المتوقع أن تصبح صورة الإنجليز أفضل خلال المباراة إذ أجرى إريكسون تغييرا بالدفع ببيتر كراوتش كمهاجم ثان إلى جوار روني والعودة إلى طريقة 4-4-2 ، لأن ذلك من شأنه منح اختيارات أكثر للاعبي وسط ودفاع إنجلترا عند التمرير داخل منطقة الجزاء إما بارسال كرات عالية لكراوتش أو التمرير البيني الأرضي لروني ، كما سيرهق هذا التنوع المدافعين المنافسين حتى لو كانوا أفضل من رباعي الإكوادور.
ونذكر أن إنجلترا لعبت أفضل أشواطها في المونديال في النصف الأول من مباراة السويد في نهاية الدور الأول عندما لعبت بهذه الطريقة في وجود روني وكراوتش معا.
ولكن الغريب أن المدرب السويدي -المذعور دائما- فضل الإبقاء على خماسي خط الوسط بعد تسجيل هدفه في الإكوادور على اعتبار أنها أفضل طريقة لاحتواء ثورة إكوادورية هجومية متوقعة مما عرض مرماه لخطورة بالغة ، وسحب جو كول ودفع بجيمي كارجر كما لو كان يضيف حجرا جديدا لحائطه الدفاعي .. وكم تمنينا لو سجلت الإكوادور هدفا لنرى ماذا سيفعل إريكسون بعد أن هيأ فريقه للحفاظ على الهدف.
وانتقلت النوايا الدفاعية من المدرب إلى لاعبيه فوجدناهم يضيعون الوقت إلى جوار راية الركنية في مشهد سخيف كما لو كانت إنجلترا تواجه البرازيل مثلا أو ألمانيا صاحبة الأرض والجمهور.
والسؤال الأن هو "إذا كانت إنجلترا تلعب بهذه الطريقة أمام الإكوادور .. فماذا ستفعل أمام هولندا أوالبرتغال في دور الثمانية؟"
الواقع يقول أن إنجلترا هي الفريق صاحب العروض الأسوأ حتى الأن بين المنتخبات التي وصلت إلى دور الثمانية ، ولم تحقق انتصاراتها الثلاثة إلا بشق الأنفس على حساب فرق متواضعة ، ويفتقد الفريق لشخصية مميزة على أرض الملعب من خلال خطة ثابتة تدفعها إلى الفوز .. ولا يحتاج الأمر لبراعة كي نتوقع أن محطة إريكسون الأخيرة مع ذلك الفريق ستكون في دور الثمانية.