نصري عصمت

جوزيه .. وامتحان الشبيبة

بدون أبو تريكه ومتعب وبركات والنحاس .. يبدو البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلي قبل مباراة شبيبة القبائل في دوري أبطال أفريقيا كطالب دخل لجنة الامتحان دون أدوات الكتابة أو حتى ورقة إجابة.
الأربعاء، 26 يوليه 2006 - 05:55
بدون أبو تريكه ومتعب وبركات والنحاس .. يبدو البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلي قبل مباراة شبيبة القبائل في دوري أبطال أفريقيا كطالب دخل لجنة الامتحان دون أدوات الكتابة أو حتى ورقة إجابة.

ولعل الجميع يذكر أن منذ عودة جوزيه لقيادة الأهلي للمرة الثانية والرجل موضع حسد الكثيرين بسبب وفرة نجوم فريقه مما دفع البعض ليقول أن الأهلي بوسعه الفوز دون مدرب وأن أي مدرب يستطيع قيادة هذا "المنتخب" للفوز بالبطولات.

وفي مباراة شبيبة القبائل المقبلة فرصة ذهبية لجوزيه للرد على كل المشككين في قدراته نظرا لصعوبة المهمة.

فالغياب لا يقتصر على رباعي النجوم بل يمتد إلى أخرين مثل الأنجولي جيلبرتو وشادي وأحمد سيد والوافد الجديد طارق السعيد وحتى فلافيو ، أما المنافس فهو أحد أندية الشمال الأفريقي المميزة عن فرق أفريقيا السوداء بوعيها التكتيكي وقدرة المنافس على توزيع الجهد بين الدفاع والهجوم.

وحتى ظروف المجموعة صعبة ، الفريق خسر أولى مبارياته أمام الصفاقسي ، والفوز على شبيبة القبائل أمر مطلوب بشدة باعتباره منافسا مباشرا للأهلي على الصدارة ، وتحقيق أي نتيجة معه بخلاف الفوز تضع ضغطا كبيرا على الفريق في الجولات المتبقية من دور الثمانية ، وبالتالي فهو امتحان يليق بقدرات جوزيه.

وربما تكون الوضعية الصعبة للأهلي حاليا هي ما يخرج جوزيه عن غروره ورفضه الاعتراف بالخطأ في بعض الأحيان مثل تبريره للخسارة أمام الصفاقسي والتي علق عليها قائلا "أن لا أحد يفوز دائما" وهو تعليق يليق بفيلسوف وليس بمدرب كرة قدم.

وحتى تحميل حكم لقاء الصفاقسي مسئولية الهزيمة بدت حجة ساذجة للغاية لأن أي مدرب يعمل في أفريقيا يعرف جيدا أن أخر ما يفكر فيه الحكم الأفريقي هو منح الفريق الضيف ركلات جزاء مثيرة للجدل ، وعلى الأهلي أن يتوقع الأسوأ عندما يلاقي الشبيبة وكوتوكو في ملعبهما ، وعلى من يريد التأكد من مستوى التحكيم أن يشاهد مباراة انيمبا مع هارتس أوف أوك في المجموعة الثانية ويحسب كم القرارات الخاطئة فيها.

وربما لو تقبل لاعبو الأهلي الخسارة بنوع من "الاحترافية" لما تم إيقاف متعب وشادي الذي تعرض للعقوبة على سبيل الخطأ بدلا من أحد زملائه وهو سلوك يحتاج للتقويم من جانب الجهاز الفني.

وليس معنى ذلك أن الهزيمة محرمة على الأهلي ، ولكن تقديم المبررات الساذجة هو ما يشعر الجماهير بوجود حالة من الاستخفاف بعقولها.

وحتى على مستوى تعاقدات الأهلي يشعر كل عشاق الفريق من الموسم الماضي بحاجة النادي إلى رأس حربة جديد دون الاعتماد على متعب وحده ، بينما يصر جوزيه على الاحتفاظ بفلافيو دون سبب منطقي واحد للإبقاء عليه ومنحه كل فرص المشاركة على حساب الأخرين ، وربما كانت إصابة المهاجم الأنجولي بمثابة "فاتحة الخير" لرامي ربيع أو أسامة حسني.

وهناك تساؤلات لدى جمهور الأهلي عن ضرورة وجود لاعب مثل طارق السعيد ضمن صفوف الفريق أو الغياب التام لأسماء مثل محمد عبد الله ووائل رياض ، وعلامات استفهام حول قطاع الناشئين وامكانية إعطاء فرصة كاملة للاعبين مثل عبد الإله جلال وعمرو الحلواني.

كل هذه الانتقادات ستنفجر في وجه جوزيه إذا كان الإخفاق - لا قدر الله - من نصيب الأهلي في دور الثمانية من بطولة أفريقيا ، اما إذا حالفه النجاح وعبر أزمة الإصابات فسيضعه الجمهور الذي وصف نفسه بأنه "لو بطل يكسب يموت" فوق الأعناق.