بداية وقبل أن نخوض في أسباب مشكلة الزمالك الأخيرة دعونا نقسم عوامل نجاح أي فريق كرة الى عدة عناصر ، وهم تحديدا خمسة عناصر ، الاستقرار الاداري والموارد المالية واللاعبين والجمهور والجهاز الفني ، وفي رأيي الشخصي أن العناصر الخمسة تختلف أهميتهم كل عن الاخر ، وأعتقد أن أهيمتهم تقل تنازليا بحسب الترتيب الذي ذكرته مسبقا.
وحقيقة فإن مشكلة الزمالك في الأعوام الثلاثة الأخيرة كانت ادارية بحتة وكانت تتمثل في المشاكل الكثيرة التي تحدث بين مسئولي النادي بعضهم ببعض ، أو بين مسئولي النادي وجهات أخرى خارجية ، وكان من الصعب أو من المستحيل أن يمتلك الزمالك فريقا قويا في ظل المشاكل الادارية الرهيبة ، حتى ولو كان يملك جميع العناصر الأربعة الأخرى ، لأنه كان يفتقد العنصر الأهم وهو الاستقرار الاداري.
وبالطبع فإننا كنقاد رياضيين ، وأنا شخصيا ، كنا نركز في السنين السابقة على انتقاد مشاكل الزمالك الادارية ، وليس معنى ذلك أن باقي الجوانب كانت سليمة في الفريق الأبيض ، ولكن لأن التركيز كان على المشكلة الأهم والأكبر والتي لا ينصلح حال الزمالك الا اذا تم حلها ، وأعتقد أنه بعد تعيين مجلس ادارة جديد للزمالك برئاسة ممدوح عباس ومعه مجموعة متفاهمة ومنسجمة ومستقرة ، فأن المشكلة الرئيسية قد تم حلها وتم ازالتها تماما ، ولكن ذلك لا يعني أن الأمور أصبحت مستقرة ، فمازال هناك أربعة عناصر أخرى يجب وأن تؤخذ في الاعتبار ، حتى يعود الزمالك مدرسة للفن والهندسة.
أولا : الموارد المالية :
في البداية تفائل الجميع خيرا بتولي ممدوح عباس رئاسة الزمالك لأنه رجل أعمال غني وقادر على توفير موارد مالية للزمالك سواء بأفكاره أو بموارده الشخصية لو تطلب الامر ذلك ، وكانت بداية عباس جيدة بدفع القسط الاول لصفقة عمرو زكي والتعاقد مع التونسي يامن بن ذكري وتجديد التعاقد مع محمد ابو العلا ، الا أنه بعد ذلك عادت ريما الى عادتها القديمة ، ولم يحصل اللاعبين على أخر دفعة من الموسم الماضي بعدما تذمر معظمهم بسبب الخصومات الكبيرة التي وقعت عليهم لعدم المشاركة في المباريات بانتظام ، كما تم تأجيل صرف الدفعة الأولى لهذا الموسم وحصلوا على شيكات مؤجلة الدفع حتى يوم 5 سبتمبر دون سبب منطقي مقبول رغم ان جميع لاعبي الفرق الأخرى حصلوا على الدفعة الاولى من مستحقاتهم قبل انطلاق البطولة.
وفي رأيي أن مشكلة الزمالك المادية تكمن في خيارين لا ثالث لهما ، إما أن يتكفل ممدوح عباس شخصيا بجميع مصاريف فريق الكرة في الوقت الحالي على أن يكون ذلك على هيئة سلفة ترد له بعد تحسن الاوضاع المادية داخل النادي ، وإما أن يوافق فورا على عرض احتراف عمرو زكي في انجلترا مقابل 25 مليون جنيه مصري وسيكون هذا المبلغ كافيا لحل جميع مشاكل الزمالك أما عمرو نفسه فمن الممكن تعويضه بعد ذلك بأي مهاجم آخر مصري أو أجنبي قريب منه في المستوى وأقل منه في السعر ، لأنه من غير الطبيعي أن يحافظ الزمالك على لاعب واحد فقط بينما يخسر 29 لاعب أخرين بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية.
ثانيا : اللاعبون :
لاعبو الزمالك من الناحية الفنية أصبحوا أفضل كثيرا عن ذي قبل خاصة بعدما استعاد الكثير منهم مستواهم الجيد مثل تامر عبد الحميد وطارق السيد ووائل القباني بالاضافة الى انضمام الصفقات الجديدة عمرو زكي وأسامة حسن والصفتي وعطوة وبن ذكري ، وفي رأيي الشخصي أن الزمالك أصبح فريقا متكاملا باستثناء خط الدفاع ، فالزمالك مازال به مشكلة في خط الدفاع ويحتاج إلى التعاقد مع اثنين لاعبين مدافعين في فترة الانتقالات في شهر يناير ويجب أن يكف عن التعاقد مع مهاجمين حيث أصبح عددهم كبيرا جدا ومعظمهم يجلس على مقاعد البدلاء.
ثالثا : الجمهور :
لا أدري تحديدا ماذا يريد جمهور الزمالك ، فرغم عودة الاستقرار للفريق وفوزه في مباراتين متتاليتين ، إلا أن مدرجات الزمالك كانت شبه خاوية في لقاء الجيش بدون سبب حتى أن جماهير الجيش كانت لها اليد العليا ، وأنا أناشد جماهير الزمالك الغفيرة بالحضور الى الملعب ومؤازرة الفريق في جميع مبارياته السهلة والصعبة ، لأن الجماهير عصب كرة القدم وهي سبب رئيسي في تحقيق الانتصارات ، ونادي البطولات هو النادي ا