كتب : نصري عصمت | الإثنين، 04 سبتمبر 2006 - 17:22

"ترزي" المنتخب

لماذا حرم الكاف مصر من اللقب الخامس في بطولة كأس الأمم الأفريقية ، ومتى احترف الحارس الإسباني كانيزاريس في الزمالك ، ولماذا زار أبو تريكة وأمير عزمي "ترزي المنتخب" قبل أداء مباراة بوروندي.

هذه الأسئلة فرضت نفسها عقب مباراة بوروندي الأخيرة ومن السهل طرحها بواسطة أي متابع لملابس أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية في كل المناسبات.

في الوقت الذي تتباهى فيه منتخبات العالم بعدد الألقاب التي جمعتها بإبرازها على هيئة نجوم على قمصان اللاعبين ، ارتدي لاعبو المنتخب الوطني في مباراة بوروندي قمصانا بأربعة نجوم فقط وكأنما البطولة الخامسة التي فزنا بها منذ سبعة أشهر لم تحتسب في رصيد مصر ، وهو الزي ذاته الذي ارتداه اللاعبون في مباراة إسبانيا الودية قبل المونديال دون مبرر واضح على أساس أنه "ماتش حبي" و"محدش هيعد ورانا".

وليت الأمر توقف على النجوم بل زادت الحالة المزرية للملابس الطين بله ، وعلى رأسها قميص أمير عزمي وشورت أبو تريكة الذان وضحت أثار حياكة الأرقام عليهما بطريقة ساذجة وكأنما قام اللاعبان بزيارة عم خليل الترزي في طريقهما للاستاد ، ولم يكنا في طريقهما لأداء مباراة دولية معروفة منذ فترة زمنية طويلة.

وربما يتعامل البعض مع مشكلة الملابس باستخفاف باعتبار أن المسائل الفنية أهم ، لكن للأسف هذه المشكلة تعكس احترامنا لأنفسنا واحترام اتحاد الكرة لمظهر المنتخب الذي يمثل مصر ويحمل لقب بطل أفريقيا ، في وقت ترتدي فيه أصغر المنتخبات الافريقية أطقم ملابس شركات رياضية دولية.

المؤسف أن اتحاد الكرة تعاقد مع شركة بوما العالمية العام الماضي لتوفير زي المنتخب الوطني وتم تقديم القمصان الجديدة في احتفال عند سفح الأهرامات بحضور جوتشن زيتس رئيس مجلس إدارة الشركة بعد سنوات طويلة من التعاقد مع وكلاء محليين ورغم ذلك مازال منتخب مصر دونما منتخبات العالم كلها يعاني من هذه المشكلة.

وتتردد أقاويل أن الاتحاد رغم تعاقده مع الشركة العالمية مازال يتعامل مع وكيلها المحلي الذي لم تصله الموديلات الجديدة بعد على اعتبار أن الموضوع "مش ذنب" صاحب التوكيل و"حرام يخسر القمصان اللي عنده".

وفي ظل الحالة التي كانت عليها ملابس المنتخب لا يمكن توجيه اللوم إلى محمد عبد المنصف حارس مرمى الزمالك الذي يحرص على ارتداء قميص الحارس الإسباني سانتياجو كانيزاريس في مباريات فريقه في الدوري المصري رغم أنها تحمل شعار الاتحاد الإسباني لكرة القدم وتنقل عدسات التلفزيون الإسم المطبوع على القميص أسبوعيا.

ويقال إن عبد المنصف حصل على هذا القميص من كانيزاريس عقب لقاء إسبانيا الودي كنوع من الروح الرياضية ، لكن كانيزاريس لم يتمتع بذات "النفس الحلوة" ولم يرتد قميص عبد المنصف في مباراة فالنسيا مع ريال بيتيس في افتتاح الليجا.

وعبد المنصف "كانيزاريس" نفسه سار على نهج زميله في المنتخب عصام الحضري الذي طالما ارتدى قميص حراس مرمى مانشستر يونايتد لفترة غير قصيرة وكأنما قميص الحارس لا علاقة له بملابس باقي أفراد الفريق لاعتبارات عديدة من بينها أن الشركة او "المحل" الموفر للملابس لا يضع في حساباته قمصان الحراس ، ولتفضيل غالبية الحراس المصريين ارتداء "الكلسون الستريتش" الشهير.

ولا يختلف الحال في غالبية أندية الدوري الممتاز التي تعتمد على شركات محلية في توفير الملابس والتي تكون من مسئوليات الجهاز الإداري ، وفي حالة وجود راعي للفريق في بعض اللقاءات يتم لصق شعار الرعاة على القميص.

مشكلة الملابس تعكس ببساطة ضعف التسويق الرياضي في مصر والذي يرجع لغياب الإداريين الأكفاء ، ففي العالم كله تتعاقد المنتخبات مع شركات الملابس الرياضية بملايين الدولارات و تتضمن العقود بنودا تمنح الفرق الرياضية عوائد مالية أكبر في حال فوزها ببطولات دولية ، وهو ما يدعونا لنسأل "هل استفادت مصر ماديا من فوزها بكأس الأمم الأخيرة؟"

وفي عالم الأندية قمصان اللاعبين هي أحد أهم مصادر الدخل ويحصل اللاعبون على نسبة من عوائد بيع القمصان التي تحمل أسمائهم ، لدرجة أن الأندية الأوروبية تغير زيها الاحتياطي سنويا لتبيع قمصان جديدة ، وتجتهد في الوصول إلى تصميمات تتماشى مع الموضة.

أما في مصر فمن السهل أن تجد 80 ألف متفرج في استاد القاهرة يرتدون قمصان الأهلي أو الزمالك دون أن يستفيد الفريقان بقرش واحد من عائد بيع هذه الملابس ، ويذهب المكسب كله إلى مصانع محلية.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات