في مباراة أسيك قدم الأهلي شوطا واحدا أمام جماهيره في استاد القاهرة فأحرز هدفين ، وأهدر لاعبوه فرصا أخرى لمضاعفة النتيجة أمام دفاع ساذج يهدي الكرة إلى منافسيه فلم يتمكن من حسم الموقعة مبكرا ، وسمح لأسيك في الشوط الثاني باستعراض عضلاته كما لو كان يلعب في كوت ديفوار وهي بروفة حقيقية لما يمكن أن يسير عليه شكل مباراة العودة في أبيدجان.
كان الشوط الأول هو شوط أبو تريكه ، يسدد .. ويمرر .. ويسحب الفريق بانطلاقاته في كافة أرجاء الملعب ويسجل الأهداف وهو ما يجعل الجميع يكره تساؤل من نوعية "ماذا سيحدث لو اختفى تريكه؟"
كان لنزول سماكه الاضطراري جانبا إيجابيا إذ منح لاعبي الأهلي خيارات أوسع في الانطلاق الهجومي لأن سماكه يأتي من الخلف في خط الوسط إلى الأمام ، بينما كان أسامة حسني يفعل العكس للهرب من الرقابة الصريحة ضده باعتباره رأس حربة ، وكان هذا واضحا في اللعبة التي جاء منها الهدف الأول.
وعانى لاعبو الأهلي قبل تسجيل الهدف الثاني من الكثير من العصبية - ربما هي عدوى من الجالسين على الدكة- بسبب الحرص الشديد على الفوز فنالوا بطاقات صفراء لا داعي لها ، والواقع يقول أن المباراة كانت تحتاج لأعصاب أهدأ لأن الأهلي أقوى من أسيك بكل المقاييس وأخطاء المنافس تحتاج لمن يستغلها.
الفريق الإيفواري كشف خلال مباراة الذهاب أن مهارات لاعبيه ضعيفة للغاية مقارنة بنظيرتها لدى لاعبي الأهلي ، فرغم التمركز الدفاعي الجيد للاعبيه داخل منطقة جزاء ، لا يملك لاعبيه القدرة على تفادي الأخطاء وبالتالي السماح لمنافسيهم بالتسجيل ، وبالمثل كان مستوى المهاجمين لا يرق لاستغلال الفرص التي سنحت لهم.
لكن في المقابل يتمتع لاعبو أسيك بالقوة البدنية التي تمكنهم من التفوق في الالتحامات والتعامل مع التمريرات القصيرة وهي ما يسميه بعض المدربون بالـ"مباراة البدنية" أو ال ولعل هذا ما يطرح التساؤلات حول سبب استبعاد حسن مصطفى من التشكيلة الأساسية باعتباره من أفضل لاعبي الأهلي تمتعا بالروح القتالية، رغم الاعتراض على اسلوب اللاعب في التعبير عن استيائه.
وفي الشوط الثاني ظهرت أهم مميزات أسيك وهي الانتشار الهجومي للاعبيه في ملعب المنافس الذي يسمح لهم بالاحتفاظ بالكرة ، ورغم عدم تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الحضري ، إلا أن السيطرة على منطقة الوسط تبقى مثيرة للقلق خاصة في لقاء العودة.
وخلال الشوط الثاني أيضا بدا تلعثم خط الدفاع الأهلي واضحا وهي ظاهرة متكررة كلما لعب الفريق ضد منافس يجيد الضغط في كافة أرجاء الملعب ، ولا علاج لها طالما مدافعو الأهلي لا يتعرضون لضغط حقيقي إلا في خمس مباريات على الأكثر كل موسم ، من بينهم مبارتين في كأس العالم للأندية!
مستوى طاقم التحكيم يثير الدهشة ويدفع مسئولي الكاف للشعور بالحرج ، لأن حكم اللقاء لم يظلم الأهلي وحده بل تم إحباط عدة هجمات لأسيك بداعي التسلل في وقت كان لاعبي الأهلي أقرب لخط مرماهم بكيلومترات!
وأطرف القرارات التحكيمية كانت احتساب ركلة مرمى لأسيك بدلا من ركنية للأهلي بعدما ارتطمت كرة طارق السعيد بجسد المدافع الإيفواري والتي لم تظهر الإعادة التلفزيونية صحتها فقط ، بل كشفت أن الحكم اتخذ القرار رغم أن ظهره كان للعبة ولم يشاهدها من الأصل.
نتيجة المباراة مقبولة في الظروف العادية ، وجيدة بحق في ظل الغيابات العديدة في صفوف الفريق ، لكن الشوطين الثالث والرابع في أبيدجان يحتاجان لأفكار أخرى.
ملحوظة أخيرة : البعض طرح تساؤلات في القنوات الفضائية عن أسلوب جوزيه في الاحتفال بالهدف الثاني وحول موقف النادي الأهلي منه؟
والإجابة بسيطة : الجميع يعلم أن جوزيه "خارج السيطرة" لكن لا أحد يستطيع مراجعته لأنه "بيكسب".