خالد طلعت

"ذراعك حصانك" .. يا جوزيه!

انتهت مباراة الذهاب بين الأهلي وأسيك الايفواري بفوز بهدفين نظيفين ليقترب من التأهل لنهائي دوري الأبطال ، لكن بقدر سعادتي بفوز الاهلي كان حزني وضيقي للفعل "الخادش للحياء" الذي قام به مانويل جوزيه مدرب الاهلي عقب تسجيل فريقه للهدف الثاني.
الثلاثاء، 03 أكتوبر 2006 - 11:36
انتهت مباراة الذهاب بين الأهلي وأسيك الايفواري بفوز بهدفين نظيفين ليقترب من التأهل لنهائي دوري الأبطال ، لكن بقدر سعادتي بفوز الاهلي كان حزني وضيقي للفعل "الخادش للحياء" الذي قام به مانويل جوزيه مدرب الاهلي عقب تسجيل فريقه للهدف الثاني.

فجوزيه ورغم كفاءته الفنية والتي لا يختلف عليها الكثير وقيادته لفريق الأهلي لتحقيق ألقاب عديدة وإنجازات كبيرة ومحطما للعديد من الأرقام القياسية والمحلية ، ورغم إشادتي به في مرات كثيرة من قبل في نفس هذا المكان ، فإن كل ذلك لا يشفع له مطلقا أن يكون "فوق الحساب" وأن يفعل ما يريده وما يحلو له ، حتى لو كان ذلك خارجا عن التقاليد والأعراف الدينية والتي نعيشها في مصر ، وخاصة وأننا نعيش في نفحات شهر رمضان الكريم.

وجوزيه له سوابق عديدة في مصر وسقطات كبيرة على المستوى الأخلاقي ومنها اعتراضه الدائم على التحكيم المصري ومهاجمته لمعظم المدربين المصريين ، بالإضافة إلى تهكمه الدائم على نظام الكرة في مصر ، وردوده الفظة على الزملاء النقاد في أغلب المؤتمرات الصحفية عقب مباريات الأهلي ، كما أن جوزيه من قبل وصف لاعبي المحلة بأنهم مصابون بأنفلونزا الطيور ، وفي مرة أخرى ألقى "بالجاكيت" الذي يرتديه على أرضية الملعب في منظر مزري.

واذا كنا قد تغاضينا للمدعو جوزيه عن كل هذه الخطايا السابقة باعتبارها كانت أخطاء أدبية وأخلاقية ولكنها لم تكن تمت للجانب الديني بصلة ، فأن هذه المرة الامر مختلف تماما فقد ارتكب جوزيه فعلا خادشا للحياء ويتعارض مع آداب وتعاليم ديننا الحنيف.

وأتمنى أن أرى من الاعلام الرياضي المصري حملة نقد على هذا المانويل تقارب نصف ما تعرض له ابراهيم سعيد لاعب الزمالك عندما قام بفعلة مشابهة في مباراة الزمالك والمنصورة منذ سنتين تقريبا ، وأتمنى ألا يلقي اللون الأحمر غشاوة على رجال الاعلام فيجعلهم يتغاضون عن الفعل الذي قام به جوزيه وكأنه لم يكن ويتبعوا سياسة "الكيل بمكيالين".

فعندما فعل ابراهيم سعيد فعلة مشابهة قامت الدنيا ولم تقعد ، وأصبحت البرامج الرياضية في الفضائيات لا تتحدث سوى عن بشاعة هذه الفعلة وبدأ البرنامج الرياضي الأشهر في مصر في قيادة حملة مسعورة ضد سعيد ، وطالبوا اتحاد الكرة المصري بتوقيع أقصى العقوبات عليه ، وأتمنى أن يتعامل البرنامج نفسه مع قضية جوزيه بنفس الطريقة حتى يكون برنامجا حياديا كما يدعي القائمين عليه دائما.

وأتمنى أيضا من الناقد الرياضي الكبير صاحب المبادئ والاخلاق والذي قاد حملة إعلامية واسعة النطاق على إبراهيم سعيد استمرت لمدة أسابيع عديدة في صفحته الاسبوعية بأحد الجرائد القومية - وكأن هناك "تار بايت" بينهما - أن ينتقد جوزيه بنفس الطريقة وألا يتوقف عن الكتابة في هذا الموضوع حتى يتم اتخاذ إجراء تأديبي لجوزيه مثلما حدث من قبل مع "هيما" ، وأتمنى أن يكون صاحب حق وقضية بالفعل كما يردد دائما وألا يخشى على نجله الذي يلعب في فريق الناشئين بالاهلي من عدم القيد في الموسم المقبل مع الفريق الأول ، خاصة وأن هذا اللاعب قام بتغيير اسمه إلى اسم حركي - اسم شيكولاته - حتى لا يتضح للجميع العلاقة بينه وبين والده الناقد الكبير.

ومن هنا أناشد المسئولين بالنادي الاهلي نادي القيم والمبادئ ، والذين قالوا إنهم أخرجوا أنفسهم من قضية اللاعب شيكابالا حفاظا على المبادئ وعلى صورة النادي الأهلي العريق التي لا يجب ان تهتز أمام الجميع ، أن يثبتوا ذلك بالفعل وليس بالقول وأن يتخذوا قرارا فوريا بتوقيع غرامة مالية كبيرة على المدرب البرتغالي ولا ينتظروا قرار الاتحاد المصري أو الأفريقي ، والا فإن كل الكلام عن القيم والمبادئ لن يعدو كونه شعارات زائفة ، ووقتها سنتأكد أن خروجهم من قضية شيكابالا كان ضعف منهم ليس إلا.

كما أناشد رجال الاتحاد المصري أيضا توقيع عقوبة على جوزيه مثلما فعلوا من قبل مع ابراهيم سعيد وجونيور ، فرغم أن المباراة ليست تابعة للاتحاد المصري من الناحية الرسمية ، ولكنها كانت تقام على أرض مصر وفعلة جوزيه التي نقلتها كاميرات التليفزيون أثرت بالسلب على صورة مصر بالكامل وليست صورة جوزيه فقط.

وأناشد أيضا رجال الاتحاد الافريقي "الكاف" باتخاذ قرار رادع ضد هذا المدرب المغرور ، وألا يخشوا قوة الاهلي ونفوذه ، وألا يتأثروا بوجود العديد من رجاله داخل الكاف ، لأنهم لو لم يتخذوا قرارا رادعا سيتضح أنهم "بيتشطروا على الغلابة" فقط مثلما أوقفوا محمد حليم وأحمد كمال لاعبي حرس الحدود لمدة عامين كاملين محليا وأفريقيا رغم أنهما لم يفعلا أي شيء.

أخيرا : إذا كان جوزيه قد أخطأ خطئا كبيرا عندما فعل فعلته المشينة ، فإن معلق المباراة مدحت شلبي أخطأ بشكل أكبر عندما اتخذ من الموضوع مأخذ سخرية وأخذ يلقي ببعض الكلمات الفجة على مسامع ملايين المشاهدين ومنهم السي