بدا دفاع الأهلي متلعثماً خلال المباراة , وارتكب أفراده أخطاء ساذجة كلفت الفريق الأحمر فوزاً كان بمقدوره تحقيقه بقدر قليل من التماسك الدفاعي.
الثنائي شادي محمد ووائل جمعة ظهرا بمستوى متدني ، فالأول فشل تماماً في الوفاء بواجبات مركزه كظهير حر وهو ما أعطى الفرصة للاعبي أسيك لتسجيل هدفين غاية في السهولة ، والوصول إلى المرمى في أكثر من مناسبة كادت أن تكلف الأهلي الكثير لاسيما في الشوط الثاني.
والثاني واصل ابتعاده عن مستواه وكاد أن يتسبب في أهداف كارثية بمرمى فريقه بتمركزه الخاطيء ورعونته في المواقف الدفاعية المشتركة مع مهاجمي أسيك ، وكان أبرز ثغرات الأهلي خلال المباراة.
وأعاد سيناريو الشوط الثاني لمباراة أسيك والأهلي إلى الأذهان المباراة المأساوية التي خسرها الإسماعيلي أمام أسيك بالذات 1-5 عام 1995 في نفس البطولة بعد أن كان متقدماً حتى الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول ، ولعل الأداء الواثق من الحكم الجزائري جمال حيمودي هو ما أدخل بعض الاطمئنان إلى قلوب الجماهير الحمراء.
في الشوط الأول بدا لاعبو الأهلي عاقدي العزم على تخطي المباراة ، وعلى الرغم من بعض التهديدات من مهاجمي أسيك لمرمى عصام الحضري ، إلا أن الفريق الأحمر ظهر متماسكاً بشكل واضح.
تناقل لاعبو وسط الأهلي الكرة بسلاسة أعطت لهم تفوقاً ملحوظاً في الشوط الأول ، وهو ما جعل الخطورة تقل على مرمى الحضري بسبب وجود الكرة أغلب الوقت بين أقدام لاعبي الأهلي.
كان هدف فلافيو أمادو الذي أعطى الأهلي التقدم في الدقيقة 39 أحد نقاط التحول المهمة في اللقاء ، فمنذ تلك الدقيقة وحتى إحراز أسيك لهدفه الثاني قدم الفريق الأحمر أسوأ أداء له في البطولة.
وكشف هدفا أسيك في الشوط الثاني عن المعاناة التي يمر بها دفاع الأهلي في غياب قائده المحنك عماد النحاس المصاب ، والمدافع الصلب أحمد السيد الذي يغيب للإصابة أيضاً ، كما ساعدت الظروف المناخية على تدهور مستوى الفريق الأحمر لأدنى معدلاته خلال تلك الفترة من المباراة.
كما ساعدت القوة البدنية للاعبي أسيك في إنهاك قوى نظرائهم في الأهلي بالاشتراك مع ارتفاع نسبة رطوبة الجو ، وهو ما أعطى الفريق الإيفواري أفضلية واضحة في الشوط الثاني.
كانت نقطة التحول الثانية في اللقاء بعد إحراز أسيك لهدفه الثاني ، إجراء جوزيه تغييراً صائباً بدخول محمد بركات بدلاً من فلافيو ، ثم دخول الغاني أكوتي منساه بدلاً من إسلام الشاطر الذي خارت قواه تماماً.
دخول اللاعب الغاني القوي جعل التماسك يعود لوسط الأهلي الذي كان على وشك السقوط بسبب الإجهاد ، وكانت عودة بركات للجهة اليمنى عاملاً أساسياً في إيقاف خطورة الجبهة اليسرى لأسيك بقيادة الخطير إيمانويل كوني ، الذي استبدله مدربه السويسري باتريك لويج بعد ذلك.
عودة التماسك للاعبي الأهلي بعد الهدف الثاني نال من عزيمة الفريق الإيفواري في إحراز هدفين آخرين وإدراك التعادل ، وعادت الخطورة للفريق الأحمر مرة أخرى وكاد عماد متعب أن يخرج بالأهلي متعادلاً من تلك الموقعة الصعبة ، لكنه أطاح بكرة سهلة خارج المرمى من مدى قريب.
ولعل من حسن حظ الفريق الأحمر أن لاعبي أسيك لا يتمتعون بثقافة كروية كبيرة في الانتشار الهجومي في الثلث الدفاعي للأهلي ، وهو ما جعل أغلب هجمات الإيفواريين طائشة تماماً في نهايتها ، على الرغم من الأداء السيئ من دفاع الفريق الأحمر.
هزيمة الأهلي 1-2 أمام أسيك تعد نتيجة مقبولة في ظل خوض الفريق الأحمر اللقاء أمام أقوى فرق البطولة بين جماهيره الثائرة ، لكن الأداء الدفاعي يحتاج لعمل شاق خلال الأسبوعين القادمين قبل مواجهة الصفاقسي ، خاصة من أجل تجنب أهداف عكسية في مباراة القاهرة قد يدفع الفريق الأحمر ثمنها باهظاً.