فمع كل هدف أو حتى فرصة خطيرة هلت على مرمى الأهلي في أي من مبارياته منذ بداية الموسم وحتى هذه اللحظة ، كان المدافع الدولي قاسم مشترك فيها جميعا ، حتى وإن كانت حالة خط الدفاع بأكمله تسر العدو دون الحبيب ، فهو في هدف يشترك مع محمد صديق في المسئولية ، وهدف آخر يشترك مع شادي محمد ، وهدف ثالث يفضل أن يلعب دور البطولة المطلقة في مسئوليته عنه.
وأخيرا ومع تدني مستوى معظم لاعبي الأهلي أمام الصفاقسي ، فإن جمعة كان نجم الشباك بلا منازع ، فشارك بنسبة هائلة - تدخله كلية طب عين شمس مستريح - في مسئولية هدف ابتعاد اللقب عن الأهلي ، ومن بعدها كرة أخرى تسبب "بزحاليقه" في أخطر فرص الصفاقسي عقب الهدف مباشرة ، لكن الحضري استطاع التصدي للكرة بأعجوبة ، بالإضافة إلى كم هائل من التداخلات الفاشلة ، والتحركات التائهة ، والتمريرات الخاطئة التي لا ينافسه فيها سوى زميله محمد شوقي!
ولا أصدق حتى الآن أن يحدث كل هذا الانهيار في المستوى لأفضل مدافعي مصر في كأس الأمم ، في وقت كان دفاع الأهلي يحتاجه بشدة بصفته النجم الأوحد المتبقي منه بعد إصابة الثنائي عماد النحاس وأحمد السيد ، بسبب عرض ضائع من نادي بلاكبرن أحد الأندية العقيمة في الدوري الإنجليزي ، ما جعل سؤالا يلح على ذهني بشدة : ماذا لو كان هذا العرض من ريال مدريد أو برشلونة؟؟ لقد أصبحت كلما رأيته يلعب أتذكر سليمان نجيب في فيلم "الآنسة حنفي" بجملته الشهيرة "يا ريتني أخدت الوصل"!
لكن بالطبع مباراة "طويلة عريضة" مثل هذه لا يتحمل مسئوليتها جمعة وحده مهما كانت أخطاؤه ، فخط وسط الأهلي كان يلعب في مباراة أخرى وأمام منافس آخر ، محمد شوقي كان مثالا لدور "العميل المزدوج" ، فنال إنذارا أكثر سذاجة من إنذار مباراة أسيك ، تلاه بكم لا يحصى من التمريرات الخاطئة ، ثم تسديدات طائشة كانت أقربها إلى المرمى التونسي على بعد أمتار عديدة وبسبب ارتطامها بأحد مدافعي الصفاقسي التي لولاه لذهب الكرة عند الراية الركنية!
"عميل مزدوج" آخر كان ضمن كتيبة الشياطين الحمر التي لم تكن شياطين اليوم ، هو المهاجم المختفي عماد متعب ، الذي يواصل وبنجاح منقطع الأهداف إنهاء هجمات فريقه على أسوأ شكل ممكن ، فتسبب في ضياع العديد من الهجمات الجادة على فريقه بسبب الرعونة و"الفذلكة" في التعامل مع الكرة لدرجة أن فلافيو نفسه صرخ له غاضبا في أكثر من كرة.. هي حصلت؟!
أما حجج الجهاز الفني للأهلي فقد نضبت تماما ، فكل مرة يتهم الإعلام الفريق بكونه فريق الشوط الأول ، يغضب جوزيه ويثور ويحمل أي مار في الطريق مسئولية تراجع لاعبيه ، فتارة تكون "الخباثة" التكتيكية ، وتارة أخرى يكون ارتفاع ملعب المباراة عن سطح الأرض ، وأخيرا كانت الحجة في الرطوبة الخانقة خلال مباراة أسيك في كوت ديفوار ، والآن ما هي حجة هذه المباراة وقد لعب الأهلي على أرضه وبين جماهيره وفي أجواء القاهرة وفي طقس أكثر من رائع للاعب الكرة؟!
إن مشكلة الأهلي الأساسية هذا الموسم هي انعدام - ليس حتى نقص - اللياقة البدنية لجميع لاعبيه ، حتى أبو تريكة اختفى تماما في الشوط الثاني ، ولهذا تعددت الإصابات داخل صفوف الفريق وانخفض مستوى البقية الباقية من اللاعبين ، خاصة الدوليين منهم ، ما ينبئ بأن الأهلي في حاجة إلى معجزة حقيقية للحفاظ على الألقاب التاريخية التي حصدها جميعا الموسم الماضي.
ويدفع الأهلي الآن ثمن المجهود الكبير الذي بذله الأهلي الموسم الماضي للوصول إلى كافة ألقابه ، فلم يحصل لاعبوه إلا على راحة سلبية عشرة أيام فقط ، كما أنه لم يتدرج بحمله التدريبي مع بداية الموسم مبكرا بالنسبة له ببطولة أفريقيا وكأس السوبر المصرية ، ويؤكد أن الأسوأ لم يأت بعد أمام القافلة الحمراء في ظل المباريات المتعددة المؤجلة له ومعظمها خارج ملعبه ، ما يزيد من صعوبة موقفه محليا.
لكن خلافا للكثيرين ، فإنني أعتقد أن جوزيه لم يكن لديه الكثير من الأوراق ليلعب بها أمام الصفاقسي ، وأبرز دليل على ذلك هو مشاركة أحمد شديد قناوي الذي انتقدته الجماهير كثيرا من قبل ، وإن ظهر بشكل طيب في المباراة ، ولم يجد المدرب البرتغالي من يشركه لتعديل النتيجة من بين بدلائه سوى الناشئ الأبدي وائل رياض وأحمد حسن ، وطريقة لعب غريبة تماما على لاعبي الأهلي وجماهيره!
كنت أتمنى أن أكتب مقالا غارق في التفاؤل من أجل