وبالطبع وسط هذه الفرحة بعد التتويج بالبطولة الغالية والصعبة ، لن أتحدث بالمرة عن النواحي الفنية للمباراة النهائية لأنها لا تهمنا الآن على الأقل. فهذا وقت للفرح والرقص والغناء ، ولكنني عقب المباراة الدرامية أود أن أسجل مجموعة من النقاط الهامة.
أولا : مانويل جوزيه أثبت أنه مدرب أكثر من رائع ، وأثبت أنه يمتلك فكرا كرويا رائعا ، ويجب منذ هذه اللحظة وحتى يرحل هذا الرجل من مصر بسلام الله ألا يتعرض له أي شخص ، سواء ناقد أو محلل أو حتى متفرج ، بالنقد لأن ما فعله هذا الرجل خلال سنتين لم يفعله غيره طوال تاريخ الكرة المصرية ولن أتحدث بالأرقام عن إنجازات المدرب البرتغالي لأنها تحتاج إلى مقال كامل.
ثانيا : حصول الأهلي على البطولة في الموسم الماضي كان شيئا متوقعا وعاديا ، أما الحصول على البطولة هذا العام فيعد إنجازا وربما إعجازا في ظل الإصابات العديدة التي لازمت الفريق طوال مشوار البطولة بدءا من أكوتي مانساه ومرورا بعماد النحاس وأحمد السيد وجلبرتو ومحمد بركات وأسامة حسني وأخيرا طارق السعيد بالإضافة إلى رحيل النجم الخلوق محمد عبد الوهاب - والذي يجب أن تهدى هذه البطولة الى روحه الطاهرة – إلى جانب حالة الإجهاد التي لازمت معظم لاعبي الفريق ، وهو ما يستحق الجميع عليه التهنئة بدءا من حسن حمدي رئيس النادي الأهلي وحتى حمدي مكرونة مدلك الفريق.
ثالثا : أعتقد أن النجم محمد أبو تريكة يستحق أن يقام له تمثالا داخل النادي الاهلي لما ساهم فيه من إنجازات طوال الأعوام الثلاثة الماضية والتي اختتمها بهدفه الأسطوري في مرمى الصفاقسي والذي منح الاهلي أصعب وأغلى بطولة في تاريخه.
وبخلاف الكأس ، فقد منح أبو تريكة نفسه لقب هداف البطولة متساويا مع الإيفواري ديديه ياكونان هداف أسيك ميموزا الإيفواري صاحب الرصيد نفسه ، وأحب أن أشير للقراء أن مقالي السابق الخاصة بهداف البطولة لم يكن مطلقا انتقاصا من نجومية أبو تريكة فاللاعب أكبر كثيرا من لقب هداف البطولة ، ولكنها كانت لإعطاء الحق لأصحابه وتصحيح معلومة خاطئة وقد نجح ابو تريكة والحمد لله في التتويج بلقب هداف البطولة مناصفة مع ياكونان كما انه دخل في قائمة أفضل عشرة هدافين في العالم في عام 2006 بعدما رفع رصيده من الأهداف الدولية في عام 2006 إلى 11 هدفا منهم ثمانية مع الاهلي وثلاثة مع منتخب مصر.
رابعا : عصام الحضري أيضا يستحق إشادة خاصة جدا لما قدمه من مستويات رائعة طوال مشوار البطولة وكان حصنا منيعا في كثير من المواقف التي كادت أن تطيح بالأهلي من البطولة.
خامسا : يجب على جماهير بورسعيد والإسماعيلي والزمالك أن تقدم اعتذارا رسميا لفريق الأهلي وجماهيره لما بدر منها في الأيام الأخيرة ضد النادي العريق ، وأنا لا أعلم لماذا اندهش البعض من معاداة جماهير هذه الفرق للنادي الاهلي ، فأنا أرى أنه شىء طبيعي جدا ، فالشجرة المثمرة دائما ما تقذف بالحجارة ، وما فعلته جماهير هذه الأندية ضد الاهلي هو قدر الكبار دائما ، ومن الطبيعي ألا تحب هذه الجماهير الاهلي وأن تكرهه لأن الاهلي دائما وأبدا ما يفوز على هذه الفرق وبنتائج كبيرة ودائما ما يحرمهم من البطولات ودائما يكشف مستواهم الحقيقي يثبت أنه هو الكبير وأن باقي الفرق "نص نص" فكيف بالله عليكم لا يكرهوه؟
سادسا : يجب على الجهاز الفني للأهلي وعلى لاعبي الفريق أن يعدوا العدة من الآن لبطولة كأس العالم للأندية وأن يمحوا الصورة السيئة التي تركها الاهلي في البطولة السابقة خاصة وأن المشوار هذه المرة أسهل كثيرا إذ يستهل الاهلي لقاءاته مع اوكلاند سيتي النيوزيلندي يوم 11 ديسمبر المقبل وأعتقد أن الاهلي قادر على اقل تقدير على الوصول للمركز الثالث في البطولة بإذن الله تعالى.
سابعا : بعيدا عن انتصار الاهلي فأني أود أن أدق جرس الإنذار من الآن للجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم المصري وأيضا للجهاز الفني للأهلي لأن الفترة المقبلة ستكون صعبة للغاية على مستوى الأهلي في مباريات الدوري خاصة بعد تأهل الفريق لكاس العالم للأندية وأيضا لمباراة السوبر الأفريقي ما يزيد من عدد م