وإذا كان اتحاد الكرة قد وافق على مخالفة مبدأ "عدم التأجيل" من أجل الأهلي رغم علم الجميع بجدول الدوري ومواعيد إقامة اللقاءات الأفريقية مسبقا ، فعليه أن يتحمل عدم انتظام المسابقة المحلية.
ومع الاسماعيلي كل الحق في تقدمه بطلب تأجيل مباراته مع أسمنت السويس يوم 23 نوفمبر بدعوى عودة الفريق من الجزائر يوم 21 بعد مواجهة أهلي البرج الجزائري في دوري أبطال العرب ، كما يحق لإنبي مثلا أن يطالب بتأجيل مباراة غزل المحلة المقبلة حتى يستعد جيدا لمواجهة الفيصلي خاصة بعد النتيجة غير المطمئنة التي حققها في مباراة الذهاب بالفوز 2-1 ، والأمر ذاته ينطبق على مباريات الزمالك التي تسبق أو تلي ارتباطاته العربية.
ولا يمكن لوم أي ناد على مطالبته بالتأجيل سواء كان الأهلي أو إنبي أو الإسماعيلي ، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في قرارات اتحاد الكرة التي دائما ما تأتي بصورة عشوائية وعاطفية دون أي مرجع يمكن الاستناد إليه ، والتعامل مع أي أزمة يتم بالقطعة دون حتى الاستفادة منها في وضع قاعدة يمكن اللجوء إليها فيما بعد.
ويمكن الجزم بأن اتحاد الكرة ، الذي وافق على تأجيل مباراة الأهلي مع إنبي قبل لقاء العودة في رادس ، ما كان ليتخذ هذا القرار في حال فوز الأهلي في لقاء الذهاب بنتيجة 2-صفر مثلا ، لكن صعوبة موقف الفريق الأحمر هو ما دفع أعضاء مجلس الاتحاد لاتخاذ هذا القرار.
وكنا ننتظر بعد تأجيل لقاءات الأهلي أن يعلن اتحاد الكرة عن دراسة وضع لائحة لتنظيم عملية تأجيل المباريات ، فمثلا متى يحق لأي ناد تأجيل مبارياته وهل تتساوى المشاركة في بطولة أفريقيا مع البطولة العربية ، وهل هناك حد أدنى من الأيام التي تفصل بين المشاركة في مباراة خارجية وأخرى محلية ، وهل يمكن تحديد قرار التأجيل من عدمه بناء على قرب البلد الذي يسافر إليه الفريق المصري .. فهل يتساوى اللعب في جنوب أفريقيا مع اللعب في السودان أو ليبيا وهل يتوقف قرار التأجيل على صعوبة موقف الفريق المصري في البطولة الخارجية من عدمه!
إجابات هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن تكون أساسا لقاعدة ثابتة يمكن الرجوع إليها بدلا من أن يخرج علينا أعضاء اتحاد الكرة في الصحف وقنوات التلفزيون لإعلان موافقتهم ولجنة المسابقات على تأجيل أي مباراة للفرق التي تشارك في مسابقات خارجية باعتبارها تمثل مصر.
وجود قاعدة ثابتة لتأجيل المباريات سيعفي اتحاد الكرة من حرج رفض طلب أي فريق تأجيل مبارياته بمبررات غير موضوعية ، كما سيمنع أي عضو في الاتحاد من المزايدة بإعلانه الإذعان لطلب أي ناد له جماهيرية كبيرة لتأجيل مبارياته من أجل اسم مصر.
تأجيل المباريات مجرد إحدى المشكلات التي تحتاج إلى حسم بوضع قاعدة منظمة لها تماما مثل حاجتنا لوضع لائحة تأديبية لمعاقبة المخالفين للسلوك الرياضي مثل أي دولة محترمة تمارس الرياضة في العالم ولكن لهذا حديث أخر.