وهذا الترشيح أعتبره شرف للكرة المصرية وللاعبين ، وأتمنى من الله أن يحصل أبو تريكة على اللقب الغائب لفترة طويلة عن الكرة المصرية ، لكن حتى نكون واقعيين فإن هناك صعوبة لكي يحصل النجم المصري على الجائزة ، وسأطرح عليكم تلك الأسباب ، وإن كان ترشيحه يعتبر شرف كبير لالتزامه وإخلاصه.
أبو تريكة :
هو لاعب مخلص ومن النماذج التي يجب أن يحتذى بها ، بالإضافة إلى أنه مجتهد يحب عمله ، فهو ملتزم داخل وخارج الملعب ، كما أنه موهوب ، وأعزائي القراء سأقص عليكم فيما يلي بعض المواقف التي حدثت ولا يعرفها أحد لأنه من أقرب اللاعبين إلى قلبي :
• بعد أول مباراة لمنتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية أمام ليبيا التي أحرز خلالها أبو تريكة الهدف الثاني ، كان أمامنا مباراة المغرب ، ولقد علمت أنه سيكون خارج التشكيل ، فذهبت له للحديث معه حتى لا يتأثر لكن رده كان : "ليس المهم من يلعب ، لكن المهم تحقيق الفوز لكي نسعد كل الجماهير" ، وهذا يدل على نقاء قلبه وروحه الجميلة ، وأعتقد أن كل التوفيق الذي يلازمه ليس من فراغ ، وليس أدل على ذلك من إحراز هدف قاتل في الصفاقسي التونسي بقدمه اليسرى في الوقت القاتل بالطريقة التي دخلت بها الكرة الشباك.
• قبل المباراة الودية أمام جنوب أفريقيا التي أقيمت في إنجلترا ، قمت بمداعبته عن الهدف الذي أحرزه في الصفاقسي فقلت : "من إمتى بتشوط بالشمال" ، فكان رده : "والله معرفشي ، هي جت كدة ، وبتوفيق ربنا ودعوات الناس" ، وما أحب أن أؤكد عليه أن التوفيق يأتي للشخص المجتهد.
أما عن أسباب عدم حصول أبو تريكة من وجهة نظري على جائزة أفضل لاعب في أفريقيا ، فإن ذلك يعود إلى المنافسة مع الثنائي ديديه دروجبا وصامويل إيتو ، ولنبدأ بالتحدث عنهما.
إيتو :
هو لاعب برشلونة الإسباني ، والكل يعلم قوة الدوري الذي يشارك فيه ، وقوة الفرق المنافسة ، وفي اعتقادي أنه ثاني أقوى دوري في العالم بعد الإنجليزي ، ومكون من 20 فريق ، وليس 14 كما كان في مصر في الموسم السابق أو 16 في الموسم الجاري ، أما إنجازات إيتو موسم 2005 – 2006 فتتمثل في الحصول على بطولة الدوري ، وهداف الدوري برصيد 26 هدفا ، وهذا يدل أنه هداف خطير ولاعب على أعلى مستوى ، كما فاز بدوري أبطال أوروبا على حساب أرسنال الإنجليزي في النهائي ، كما لاقى فرق كبيرة خلال مشواره مثل تشيلسي الإنجليزي وبنفيكا البرتغالي وميلان الإيطالي.
وعلى المستوى الدولي ، فحصل على هداف كأس الأمم الأفريقية برصيد خمسة أهداف ، والكل يعلم أن الكاميرون خرجت من قبل النهائي بركلات الترجيح أمام كوت ديفوار ، ولولا ذلك لكان قد بلغ النهائي ، وكاد أيضا أن يصل معهم إلى نهائيات كأس العالم ، لكن تعادلنا معهم تسبب في تأهل كوت ديفوار ، وهذا هو المنافس مع أبو تريكة على لقب الأفضل في أفريقيا.
دروجبا :
إنجازاته كبيرة في موسم 2005 – 2006 فحصل مع تشيلسي على بطولة الدوري الإنجليزي ، الذي في اعتقادي الأقوى في العالم لكثرة الفرق المنافسة على البطولة مثل مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال.
وقد أحرز دروجبا 12 هدفا في الموسم السابق ، فيما أحرز ثمانية أهداف في الدوري في الموسم الجاري ، وخمسة أهداف في دوري أبطال أوروبا في وضعته على صدارة الهدفين مع الثنائي كاكا وفيرناندو مورينتس.
وعلى المستوى الدولي ، فقد تأهل مع كوت ديفوار إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم ، على الرغم من قوة المجموعة التي وقعوا فيها ، وبلغ نهائي كأس الأمم الأفريقية أمامنا في مصر ، وهذا هو ديديه دروجبا المنافس لأبو تريكة.
وأعتقد أن الرؤية قد اتضحت والمنافسة قوية ، لكن أعزائي مهما قلت والله إنه لشرف كبير أن يكون أبو تريكة وسط هؤلاء النجوم ، ويا أعزائي سبب كل هذا الكلام والحوار هو أن نأتي إلى أساس الموضوع ، وهو إذا أردنا أن يفوز أبو تريكة أو أي مصري بهذا اللقب يجب فتح باب الاحتراف للصغار في السن حتى تعود الهيبة المفقودة للاعب المصري ، وكفانا تفكير عقيم في الدوري والكأس.
وإذا أردنا الحصول على لقب أفضل لاعب والوصول إلى كأس العالم ، فيجب أن يكون هناك 100 لاعب على الأقل مثل أقل بلد من البلاد الأفريقية التي لا يتعدى سكانها مليوني نسمة.
فالموقف الحالي هو خوف الجميع في أوروبا من اللاعب المصري على الرغم من موهبته ، نظراً للمغالاة من الأندية المصرية وطبيعة اللاعب نفسه ، ويجب أن نترك اللاعبين