كتب : أسامة خيري | الإثنين، 18 ديسمبر 2006 - 14:33
الأهلي مش بيحبك يا "فيفا"!
لا أعلم صراحة ما هي الأسس التي من المفترض أنها استخدمت لاختيار أفضل ثلاثة لاعبين في البطولة ، فبالمنطق ، أو بالأرقام ، أو بكلاهما لا يمكن أبداً أن تخرج تلك القائمة بدون أن نرى على ضمن أسمائها محمد أبو تريكة هداف البطولة ، أو على الأقل زميله الأنجولي المتألق فلافيو أمادو.
قبل استعراض أسماء الفائزين الثلاثة ، ديكو ويارلي ورونالدينيو ، دعونا نشير إلى ما قاله خالد مرتجي عضو مجلس إدارة الأهلي لقناة "المحور" الفضائية وهو أن مدير تنظيم البطولة أكد له بين شوطي المباراة النهائية أن أبو تريكة سيكون صاحب المركز الثالث ، وشدد على ذلك المعنى أيضا لمحمود الخطيب ، إلا أن الرجل "لحس" كلامه تماما ، لدرجة أن أبو تريكة لم يتم تتويجه على فوزه "بالذوق أو بالعافية" بلقب هداف البطولة برصيد ثلاثة أهداف.
وفيما يلي ما ذكره الفيفا عبر موقعه الرسمي عن الجوائز التي أعطاها بشكل غريب ، فقال عن ديكو الفائز الأول إنه قدم مهارات فنية رائعة أمام كلوب أمريكا في قبل النهائي ثم أتبعها بتسجيل هدف ، بالإضافة إلى ظهوره بشكل جيد في النهائي ، أما يارلي فقد تم ذكر بعض انجازاته القديمة ، بالإضافة إلى كونه صاحب التمريرة التي جاء منها هدف فوز إنترناسيونال بالبطولة ، وأخيراً رونالدينيو فقد تم الإشارة إلى إبرازه لمهاراته في قبل النهائي وتسجيله هدف قضى على الآمال المكسيكية ، ثم تبعه ذلك بالتأكيد أنه لم يظهر بمستواه المعروف في النهائي.
إذن ، التبريرات نفسها كانت واهية وغير منطقية ، فحتى إذا كان الفيفا قد قرر وضع اسم لاعب من إنترناسيونال في القائمة ، فإن مسجل الهدف بالطبع سيكون أجدر باللقب من صاحب التمريرة ، وإذا سلمنا جدلا بأن ديكو يستحق التواجد ، فإن التساؤل الذي يفرض نفسه هو عن الشيء الذي قدمه رونالدينيو أكثر من أبو تريكة في تلك البطولة ، فـ"روني" نفسه حاول مرارا وتكرارا تنفيذ حوالي أربع ركلات حرة في النهائي ، وبات الفشل مصيرهم جميعاً ، أو حتى أكثر من فلافيو الذي سجل هدفين وصنع هدف "البرونز" وكان رجل مباراة الأهلي مع إنترناسيونال الأول باعتراف المدرب البرازيلي نفسه.
قبل أن يتهكم البعض على عقد مقارنة "ظالمة" بين رونالدينيو وأبو تريكة ، أود التأكيد بكامل اقتناعي أن اللاعب البرازيلي هو الأكثر سحراً في كافة الجوانب سواء الفنية والبدنية أو حتى الاستعراضية والجمالية ، وكذلك يستحق لقب "الأفضل" على وجه الكرة الأرضية عند مقارنته بمستوى أي لاعب آخر في عام بأكمله ، لكن الجائزة التي نتحدث عليها ليس من المفترض أن تعترف بـ"الرصيد" المتواجد ، بل أن تكون بما تم "شحنه" فقط خلال البطولة.
وإذا كان أبو تريكة قد تم استبعاده من الاختيار ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في بطولة شاهده الجميع في كل مبارياتها ، وقام بعض الخبراء بالتصويت للفائز ، فما بالكم بما سيحدث معه في جائزة الكاف التي تكون عن موسم كامل لمباريات لم تتم مشاهدته في معظمها ، بالإضافة إلى أن التصويت يتم عن طريق الاتحادات المحلية لكل دولة ، وللمرة الثانية فإن هذه الكلمات لا تعني بشكل مطلق أن أبو تريكة يستحق جائزة الأفضل أفريقياً ، لكن فقط تنويه لما سيقابله من ظلم متوقع.
نبتعد قليلاً عن "نظافة" الفيفا ، لنتحول إلى الشيء الذي يتوقعه البعض بقدوم عروض احتراف حقيقية ، ورغم الجدل الكبير بين الجماهير الحمراء حول الاحتفاظ بـ"مجرمها" أو برحيله للاحتراف المستحق في أي فريق أوروبي كبير بداعي الاستفادة المادية والفنية ، إلا أن المؤكد أن استمراره أضاف للأهلي من الناحية المادية أكثر من احترافه لأنه جلب للأهلي ، بمساعدة زملائه ، مليوني دولار في الموسم الماضي (مليون من دوري أبطال أفريقيا + مليون من كأس العالم) ، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار (مليون من دوري أبطال أفريقيا + 2.5 مليون من كأس العالم) جلبها تقريبا بنفسه في الموسم الجاري ، لأنه لولا تسديدة "رادس" لم يكن سيتواجد الشياطين الحمر في اليابان ، أما الناحية الفنية فهي الشيء الذي سيحصل عليه بالطبع عند وجوده في الخارج بدلا من مقابلة فرق من عينة فرق الأسمنت والبترول ، أو حتى الإسماعيلي والزمالك.
ورغم عقد العزم بعد انتهاء مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بتخصيص كل الكلام للكتابة عن روعة أبو تريكة ، إلا أن حفل توزيع الجوائز التي استفز الكثيرين بشدة لن يتسبب في إغفال ذكر ثلاثة مواقف يدل كل منهما عن ما يتحلى به المجرم "الشريف" من أخلاق رفيعة.
• حضر أبو تريكة حفل موقع FilGoal.com لموسم 2003-2004 مع
مقالات أخرى للكاتب
-
عفوا .. إنه مورينيو! الأربعاء، 28 أبريل 2010 - 23:30
-
"افتكاسات" البدري! الجمعة، 26 مارس 2010 - 00:40
-
تشكيلة المعركة! الجمعة، 13 نوفمبر 2009 - 02:29
-
عيب يا أهلي "المبادئ"! الجمعة، 05 يونيو 2009 - 00:34