عبدالعزيز أبو حمر

الكرة مع لاعبي الزمالك!

كانت 2006 سنة كبيسة على القلعة البيضاء إذ حلت الإخفاقات محل البطولات والخراب والدمار مكان الهدوء والاستقرار. وبفضل رجالاته المخلصين لأنفسهم، تحول الزمالك من نادي لحصد البطولات إلى مؤسسة عالمية لتصدير المشاكل المُستعصية وأصبح الصرح الرياضي العظيم في أحيان كثيرة ساحة تناحر لبنانية مفتوحة..
الإثنين، 22 يناير 2007 - 13:59
كانت 2006 سنة كبيسة على القلعة البيضاء إذ حلت الإخفاقات محل البطولات والخراب والدمار مكان الهدوء والاستقرار. وبفضل رجالاته المخلصين لأنفسهم، تحول الزمالك من نادي لحصد البطولات إلى مؤسسة عالمية لتصدير المشاكل المُستعصية وأصبح الصرح الرياضي العظيم في أحيان كثيرة ساحة تناحر لبنانية مفتوحة يُخوّن فيها رفاق الأمس بعضهم البعض ويستبدلون تهاني العيد باتهامات بالفساد والعِمالة ومحاولة الانقلاب على المجالس تحت الطلب والحالية والسابقة والموجودة أمام المحاكم.

هذه الأجواء المحمومة انعكست بالسلب على فريق الكرة وخلفت نتائج كارثية أبعدت عن منصات التتويج النادي الكبير الذي طالما تباهى بحقيقة تحقيقه عدد من الألقاب القارية أكبر من تلك التي حققها نادي القرن. ويبدو انه كُتب على نادي الزمالك أن لا يخرج من مولد 2006 بلا حمص حيث أجبر على تحقيق رقماً قياسيا عالمياً في عدد مجالس الإدارة المتعاقبة خلال عام واحد، وهو الرقم الذي يفوق عدد مرات تغيير نادي المصري لأجهزته الفنية كل شهر.

وعلى طريقة التخوين العربية-العربية، أوجد الكثير من رجالات البيت الأبيض المخلصين – بقصد أو بدون قصد - لمصالح منافسي نادي الزمالك، مناخاً يعتبر أن السمو بمصلحة ناديهم على ما سواها من مصالح هو في واقع الأمر "خيانة" كبيرة للوجاهة الاجتماعية، ولذلك فإن البعض منهم بعون الله ماضون ومتشبثون ومستميتون في الدفاع عن مواقفهم وأماكنهم التي لن يتزحزحوا عنها إلا بعد تخليص ناديهم العريق من بقايا الفاسدين والمتآمرين حتى لو كلف تحقيق هذه المهمة الوطنية المُقدسة التخليص على نادي الزمالك.

وما يبعث على الأمل أن غالبية الجماهير البيضاء اختارت الوقوف بجانب ناديها فقط ولم تميل كل الميل لطرف على حساب آخر في الصراع الزملكاوي-الزملكاوي المتجدد ، لكن هذه الجماهير المخلصة أصابها اليأس من حال فريق الكرة فاندفع بعض المتحمسين لاتهام أطراف محسوبة على التيار الأحمر بالوقوف ضد مصلحة نادي الزمالك والسعي عمداً لتخريب فريق الكرة فيما اعتبر آخرون أن التخريب لم يكن مقصوداً لكنه وقع على أية حال.

ويستشهد هؤلاء بالبرامج الرياضية التي تحول بعضها إلى "الكورة مع لاعبي الزمالك". فنجوم شباك هذه البرامج هم لاعبوا الفريق الأبيض الذين منحوا مساحات كبيرة على الهواء يتحدثون خلالها بشفافية وديمقراطية عن مشاكلهم وهمومهم ويكشفون أسرار ناديهم أمام القاصى والداني. وكلما ازداد الكلام وكثرت الشكوى هبطت النتائج واسألوا المثل (اللي شبابنا يمكن يسمعوه لأول مرة): كل شئ في الدنيا تقلب فيه يقل، إلا الكلام تقلب فيه يزيد!!.. ومع تقليب البرامج التلفزيونية في كلام النجوم تفاقمت وتعقدت مشاكل فريق الزمالك.

ويعتبر البعض أنه لولا الديمقراطية البيضاء لتعثرت هذه البرامج. فكم من السهل استضافة نجوم الزمالك في أي وقت وعلى مدار الساعة: في الملعب وفي التدريب وفي الاستوديو وعلى الإنترنت وعلى الهاتف وعلى كوبري 6 أكتوبر. وفي المقابل فإن إجراء مكالمة هاتفية تلفزيونية مع لاعب أحمر حبوب مثل وائل شيتوس ربما يحتاج إذن من بدري خالص من البدري الذي يتحدث إلى جوزيه وإذا أومأ جوزيه برأسه موافقاً قد يتطلب الأمر "ميسد كول" من البدري للخطيب.. والله أعلم إن كان الخطيب لازم يكلم حسن حمدي.. أما استضافة لاعب أهلاوي بالإستوديو فربما تحتاج وساطة "كونداليزا رايس"!!.

وربما يبدو هذا الطرح مبالغ فيه بعض الشئ لكنه يكشف جانب من "مآسي" النادي الأبيض موديل 2006، ويوضح أيضاً كيف سيكون حال هذه البرامج لو لم تكن "الكورة دايماً مع لاعبي الزمالك"!!..