هاجت الغالبية العظمي من سكان الشارع الكروي المصري علي مانويل جوزيه المدير الفني لفريق النادي الاهلي بعد واقعة خلع جاكيت بدلته وتهديده بخلع قميصه خلال الشوط الثاني لمباراة فريقه امام فريق حرس الحدود في اطار مباريات الاسبوع الـ 20 من بطولة الدوري العام اعتراضا منه علي حكم المباراة ناصر عباس الذي وصفه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد المباراة بأنه مثير للخجل .

موقف جوزيه وهياج سكان الشارع الكروي المصري كلاهما مثير للدهشة والاستغراب , جوزيه اقدم علي تصرف عجيب اظن انه لم يحدث من قبل في الملاعب المصرية ولم يعلم احد علي وجه الدقة ماذا كان يريد المدرب البرتغالي بحركاته العجيبة من ناصر عباس , فهل كان جوزيه يقصد بأنه جاهز للاعتداء علي عباس , أم انه كان يعبر عن غضبه من الخشونة التي تمارس ضد لاعبي الاهلي – علي حد قوله خلال المؤتمر الصحفي – والغريب واللافت للنظر ان تصرف جوزيه لم يكن بقدر الفعل الذي حدث في المباراة وكان مبالغا للغاية في رد فعله بأعتراف احد مسئولي النادي الاهلي عقب المباراة , لدرجة ان البعض ذهب الي ان مدرب الاهلي تعمد افتعال مشكلة لعدم تجديد عقده رغم انه ليس في حاجة لذلك لانه يستطيع ابلاغ مسئولي لجنة الكرة بالاهلي برغبته , والان لابد وان يمنح مانويل جوزيه تفسيرا مقنعا لما اقدم عليه لجماهير الكرة المصرية أو لجماهير الاهلي علي الاقل التي ساندته بقوة طوال السنوات الماضية بأعتراف جوزيه نفسه , حتي عندما طرد من لقاء الحرس الاخير هتفت له الجماهير الحمراء .

لا يمكن لأحد - بما فيهم مسئولي الاهلي – ان خرج للدفاع عن مانويل جوزيه بعد ان وضع جميع مسانديه في موقف في غاية الحرج امام الرأي العام بعد التصرف غير المسئول الذي افتعله بحجة الدفاع عن لاعبيه , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الان .. من يتحمل مسئولية تصرف مانويل جوزيه ؟!

الاجابة من اول وهله علي هذا السؤال ستشير الي جوزيه نفسه ,, ولكن هذه الاجابة سيكون فيها الكثير من التجني علي المدرب البرتغالي لان هناك مثل شعبي مصري يقول " اللي يلاقي الدلع وميدلعش يستاهل اللي يجراله " فجوزيه وجد من يمنحه الكثير من الدلع منذ ان وطأت قدماه ارض مصر عام 2001 ,, ووقعته الاخيرة ليست الاولي بل سبقها وقائع اخري كان اخرها عندما هاجم اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام بضراوة بسبب خسارة فريقه امام الاسماعيلي وخرج اتحاد الكرة بقرار تغريمه 20 الف جنية " حوالي 3 الاف دولار " رغم ان الاتحاد سبق له وعاقب مدربين اخرين بالايقاف والغرامة المالية لمجرد انتقادهم بعض قرارات الحكام وهو القرار الذي منح جوزيه المزيد من التجاوز ضد مؤسسة كرة القدم المصرية علي الهواء مباشرة .

الخطأ لم يكن لدي اتحاد الكرة فقط , بل يطول ادارة النادي الاهلي التي ترفع دائما شعارات المباديء والمثل العليا وما الي ذلك من شعارات , فقد تغاضت الادارة الحمراء عن اخطاء مدربها وتفسر للرأي العام اخطائه وتبرر له سقطاته , بل وتخرج لأنتقاد مهاجميه لمجرد انه المدير الفني لفريق الاهلي الذي حقق للفريق اغلب الارقام القياسية وحقق العديد من البطولات , ومن هنا لا يجب ان نلقي باللوم علي جوزيه بمفرده .

أما بالنسبة لموضوع خلع الملابس الذي اقدم علي جوزيه فهو امرلا يستحق كل هذه الضجة الساخنة التي يأججها منتقدي السيد " جوزيه " الذين ينتظرون له أي خطأ لوصفه بأقذع الاوصاف لانه لم يكن صاحب السبق في هذا الفعل بعد ان سبقه أحد اعضاء مجلس ادارة اتحاد الكرة واقتنص منه الرقم القياسي وهو الذي تعود مع الاهلي علي الارقام القياسية , ولا داعي الحديث عن توقيع عقوبات علي جوزيه بسبب واقعة خلع ملابسه لانه ذلك من شأنه فتح جراح الجبلاية التي يسعي مسئوليها لتضميدها ,, ويبدو ان خلع الملابس اصبحت الموضة الجديدة في منطقة الجبلاية التي يقطن فيها النادي الاهلي واتحاد الكرة , ولا تلوموا جوزيه لانه " اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت الرقص " !!! فما حدث من مدرب الاهلي غير مقبول تحت أي بند ولكنه تعبير واضح عن ما أل اليه حال ادارة كرة القدم المصرية من ضعف .