اللوائح والقوانين يتم تفصيلها بحسب الأهواء والمصالح ، فعندما انسحب الزمالك من مباراته أمام الأهلي عام 1996 وكان عقاب الانسحاب هو الهبوط للدرجة الأدنى ، عدل اتحاد الكرة اللوائح كي لا يهبط الزمالك .. فكيف يلعب الزمالك في الدرجة الثانية؟
قبل ثلاثة أسابيع ، اعتدى إداري بنادي أسمنت السويس على حكم مباراة فريقه مع حرس الحدود لاحتساب ركلة جزاء ، فماذا فعل اتحاد الكرة؟
لقد تم تغريم النادي 2000 جنيه .. "يا بلاش"!
جوزيه نفسه عوقب في ذات الأسبوع بغرامة 20 ألف جنيه بعد هجوم ضاري شنه البرتغالي على جمال الغندور رئيس لجنة الحكام ، واتحاد الكرة ذاته عاقب حلمي طولان سابقا بالايقاف ست مباريات كاملة لإدلائه بتصريحات مماثلة .. فهل العقوبات مساوية؟
ولا عجب أن يعاقب اتحاد الكرة الآن جوزيه بالإيقاف أربع مباريات ، بينما يتم عقاب نادي الزمالك بالغرامة 5000 جنيه فقط رغم التجاوزات الفجة التي حدثت من جانب الجهاز الفني للفريق واللاعبين تجاه حكم مباراتهم أمام الأوليمبي.
بل إن عقوبة النادي الأوليمبي نفسه جاءت مضحكة ، فالفريق كان على وشك الانسحاب من المباراة التي توقفت نحو عشر دقائق بسبب ركلة جزاء احتسبت عليه .. وتم عقابه بغرامة مالية 5000 جنيه أيضا.
ولا يخفى على أحد أن هذه الغرامات المالية مجرد قرارات تعلن على الإعلام ولا أظن أنه يتم تحصيلها.
إن ما فعله جوزيه كان بذيئا وإحراجا لاسم الأهلي العريق الذي ينتمي إليه المدرب البرتغالي ، والعقوبة أظنها مناسبة لما اقترفه ، ولكن يبرز سؤال ملح .. لماذا لم يتم مساواته قبل ذلك عندما أخطأ بعقوبات أشخاص اقترفوا أخطاء مماثلة؟
المسئولون ينتظرون حتى يتبينوا الاتجاه العام السائد لدى الجماهير ثم يقرروا العقوبة .. والاتجاه الآن هو ذبح المدرب البرتغالي.
الأدهى أن من يهاجموا فعلة جوزيه هم أنصار المنافسين ، فهم يعتبروها إهانة للشعب المصري وتقاليده .. في الوقت الذي يغضوا البصر عن تجاوزات لاعبيهم ضد الحكام باعتبارهم "مظلومون دائما".
ولم يتناول أحد الأزمة بموضوعية ، فأنصار الأبيض اعتبروها "إهانة للشعب المصري" بينما اعتبر أنصار الأحمر أن اعتراض جوزيه بتلك الطريقة وعدم قيامه - على سبيل المثل - بالاعتداء على الحكم شيئا يحسب له!
ولا يوجد من تناول الأمر بموضوعية.
وقد أكون متفقا مع جوزيه في المبررات التي ساقها لتوضيح فعلته المسيئة ، فالمتابعة توضح جيدا وجود تربص من جانب الحكام المصريين تجاه الأهلي لاسيما في مبارياته الأخيرة.
لكن هذا لا يعني أن الرجل البرتغالي محقا في انفعالاته التي تخرجه دائما عن النص.
كما أن هذا التربص - إن كان حقيقيا - فسببه هو جوزيه نفسه الذي استحوذ على كراهية الإعلام المصري بسبب عدم قدرته على التعامل بشكل لائق.
وهذا التعامل أدى إلى وجود تربص دائم وهجوم عنيف من الصحافة على جوزيه بمبرر وبدون مبرر رغم إنجازاته التي حققها مع الأهلي ، وانتقل هذا العداء إلى الحكام الذين نالوا قسطا وافرا من انتقادات جوزيه.
ولا يجب أن يقوم جوزيه بلوم الجميع واتهامهم بالتربص بفريقه ، في حين أنه كان سببا في هذا التربص بشكل مباشر.
وستظل الأزمة قائمة طالما يتعامل المسئولون عن كرة القدم بحسب الأهواء التي تجعلهم يغضون البصر عن تعدي إداري أسمنت السويس على الحكم بطريقة همجية والتعامل بعنف مع تصريحات طولان التي يهاجم فيها التحكيم ومقابلة تصريحات مماثلة من جوزيه برقة ثم الاجهاز عليه عندما انقلب عليه الجميع.