فلغة الارقام تقول إن فريق الزمالك في آخر 9 مباريات خاضها في كافة البطولات منذ قدوم الجهاز الفني الجديد بقيادة الفرنسي هنري ميشيل نجح في تحقيق الفوز في 8 مباريات منها وتعادل مرة واحدة فقط امام المحلة ، وهي أرقام رائعة للفريق الأبيض خاصة في حالة مقارنتها بالنتائج السيئة للفريق في السنوات الثلاثة الأخيرة ، مما جعل معظم الخبراء والجماهير يؤكدون أن الزمالك قادم بقوة وأن مدرسة الفن والهندسة أعادت فتح أبوابها من جديد.
لغة الأرقام وانتصارات الزمالك الاخيرة أعادت الفريق إلى قائمة تصنيف أفضل أندية العالم بعد غيابه عنها لمدة خمسة أشهر كاملة ، وتقدم الزمالك في التصنيف الأخير إلى المركز 271 بدلا من المركز 383 الذي كان يحتله في الشهر الماضي وهو ما وضعه خارج قائمة أفضل 350 ناديا في الشهر الماضي.
أي أن الزمالك تقدم 112 مركزا كاملا في شهر واحد فقط وهو أكبر تقدم حققه فريق في العالم في تصنيف الشهر الماضي بالكامل ، وهي طفرة جيدة جدا بغض النظر عن مركز الزمالك المتأخر جدا قياسا باسم النادي العريق.
ولكن من الناحية الفنية وبمتابعة المباريات التسعة الأخيرة التي خاضها الزمالك ومتابعة أداء الفرق التي التقى معها فيها وأيضا متابعة أداء فريق الزمالك نفسه في هذه المباريات بدقة سنجد أن الزمالك لم يعد حتى الآن ، وأن مدرسة الفن لم تفتح أبوابها بعد.
ولنبدأ بالدوري ، الزمالك خاض 5 مباريات فاز في 4 منها على إنبي وبتروجيت والجيش والأوليمبي ، وبمراجعة أسماء هذه الفرق سنجد أنها جميعها من فرق الوسط والمؤخرة لذا فإنه ليس من الانجاز أن يحقق الزمالك الفوز على هذه الفرق.
كما أن انتصارين من بين هذه الانتصارات الأربعة جاء بصعوبة وبشق الأنفس وبهدف في الثواني الأخيرة بمساعدة الحظ والحكام أيضا ، وأقصد هنا مباراتي الزمالك أمام بتروجيت ثم الأوليمبي ، ففي الأولى فاز الزمالك بهدف به شبهة تسلل واضحة في الثواني الأخيرة ، وفي المباراة الثانية فاز الزمالك بهدف من ركلة جزاء غير صحيحة وفي الثواني الأخيرة أيضا.
أما الفريق الوحيد الذي قابله الزمالك من أندية القمة فكان فريق المحلة ، وقدم الزمالك مباراة سيئة للغاية وفشل في تحقيق الفوز في مباراة كان أقرب فيها للهزيمة.
وفي دوري ابطال العرب لعب الزمالك مباراة واحدة أمام أهلي جدة بالقاهرة وفاز فيها بصعوبة بهدف نظيف ، وأعتقد أنه أمر طبيعي جدا أن يحقق الزمالك الفوز على ملعبه بالقاهرة على أي فريق عربي ، كما أن المباراة لمن لم يشاهدها شهدت سيطرة ميدانية واضحة من لاعبي أهلي جدة منذ تسجيل الزمالك لهدفه الوحيد في الدقيقة 15 وحتى نهاية المباراة وكاد الفريق السعودي ان يحقق التعادل في اكثر من مناسبة لولا رعونة مهاجميه أمام المرمى.
أما على الصعيد الأفريقي ، فأظن أنه من العيب أن نشيد بفوز الزمالك مرتين على فريق يدعى فيتالو من بوروندي ، بل أنني أرى أنه من العيب فعلا أن ينجح الفريق البوروندي في هز شباك الزمالك في القاهرة ، وإذا كان فوز الزمالك على الفريق البوروندي في ملعبه في دور الـ64 للبطولة الأفريقية يعد انجازا ، فماذا سنسمي فوز الأهلي على الصفاقسي التونسي في ملعبه ووسط جماهيره الغفيرة في المباراة النهائية للبطولة لينتزع الكأس من فم التوانسة.
أما في كأس مصر فقد تخطى الزمالك فريق متواضع للغاية هو اتحاد الشرطة الذي يلعب في الدرجة الثانية ، بل والمؤسف أن الزمالك حقق فوزا صعبا بهدف يتيم فقط وكاد فريق الشرطة أن يحقق التعادل في أكثر من مناسبة.
ما أريد أن أوضحه هنا أن الحكم على فريق الزمالك في الوقت الحالي ليس حكما عادلا بالمرة بل هو حكم متسرع وغير منطقي ، فيجب علينا الانتظار بعض الوقت ومتابعة أداء فريق الزمالك ونتائجه في مباريات أكثر صعوبة لاتخاذ الحكم المناسب ، خاصة وأن هناك العديد من العوامل التي أخشى أن تؤثر على مسيرة الفريق في الفترة المقبلة ، يأتي على رأسها الحكم المنتظر في قضية عودة مرتضى منصور لرئاسة النادي مرة أخرى والذي تحدد له يوم 11 فبراير المقبل ، وهو ما قد يقلب الأمور رأسا على عقب داخل القلعة البيضاء.
كما توجد مشكلة فترة التعاقد القليلة مع هنري ميشيل ، والتي سوف تنتهي بنهاية الموسم ، ويجب على مسئولي الزمالك سرعة تجديد تعاقد المدرب من الآن بدلا من رحيله في نهاية الموسم وتبدأ من جديد رحلة البحث عن مدرب وتعود الأمور لمرحلة التخبط كما كانت من قبل.
خلاصة الكلا