تضاربت الآراء حول الأزمة التي حدثت بين مانويل جوزيه المدير الفني لفريق النادي الأهلي وأحمد شوبير قائد فريق النادي الأسبق ونائب رئيس اتحاد كرة القدم داخل غرفة ملابس فريق الأهلي عندما تهجم مانويل على شوبير وطرده من داخل الغرفة المخصصة لفريقه.

رفض شوبير تقديم شكوي ضد المدير الفني لإدارة النادي في إشارة واضحة تؤكد ذكاء قائد فريق النادي الأهلي الأسبق, لأنه يعلم أن مثل هذه الشكوى لن تقدم أو تؤخر في شيء خاصة في ظل العلاقة المتوترة بينه وبين الإدارة الأهلاوية في الآونة الأخيرة بسبب الهجوم الذي يشنه علي الفريق من خلال برنامجه اليومي علي قناة دريم - علي حد وجهة نظر مسئولي الاهلي.

ما لم تنشره وسائل الإعلام في هذه الأزمة أن جوزيه رأى شوبيرداخل غرفة خلع الملابس المخصصة للفريق ولم يلتفت إليه وخرج من الغرفة, إلا انه عاد إليه مرة أخرى بعد أن أبلغه مترجمه الخاص بأن شوبير هو الذي يشن عليه هجوما حادا طوال الفترة الماضية وآخرها عندما خلع جاكيت بدلته في مباراة حرس الحدود, مما أثار جوزيه وعاد إليه ليطرده من داخل غرفة خلع الملابس أمام اللاعبين في مشهد أثار إستياء الأغلبية.

هناك عدة أسئلة يجب الإجابة عليها .. هل من حق شوبير التواجد داخل غرفة خلع الملابس لفريق الأهلي؟ وهل من حق جوزيه إهانة قائد الأهلي الأسبق ونائب رئيس اتحاد الكرة؟ ولماذا لم يتخذ اتحاد الكرة موقف يحفظ به كرامة نائبه؟ ولماذا لم تتحرك إدارة النادي الأهلي لوقف تجاوزات مديره الفني التي تخطت كل الخطوط الحمراء؟

بداية ليس من حق أحد سواء شوبير أو غيره دخول غرفة خلع ملابس الفريق دون استئذان الجهاز الفني خاصة وأن هناك لوحة معلقة على باب الغرفة تمنع دخول أحد بخلاف اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية، وهو ما منح جوزيه فرصة توجيه الإهانة له وصبغها بشرعية من وجة نظره, وإذا كان شوبير قد تعرض لإصابة خلال مشاركته في مباراة ودية داخل النادي فهناك عيادة مخصصة داخل النادي لأعضائه كان يجب عليه الذهاب إليها بدلا من التوجه لغرفة ملابس الفريق الأول لكرة القدم خاصة وأن العلاقة بينه وبين المدير الفني متوترة.

أما جوزيه فليس من حقه إهانة أحد سواء شوبير أو غيره لأنه ليس صاحب النادي أو ولي أمره، ويجب عليه أن يعرف حدوده جيدا خاصة وأن لشوبيرتاريخ كبير داخل النادي بصرف النظر عن مواقفه في الآونة الأخيرة، وهي أزمة سيتجاوزها مع إدارة النادي في المستقبل القريب لأن المصالح مشتركة عندما تقترب انتخابات مجلس إدارة النادي وكل منهما سيحتاج الآخر بلا شك حتى لو قال الطرفان غير ذلك حاليا.

اتحاد الكرة لم يتحرك لحماية نائبه من براثن المدير الفني للأهلي لأن الاتحاد أضعف من ذلك ويخشى من الدخول في مواجهة مع النادي الأهلي في ظل العلامات الحمراء العديدة الموجودة على أعضاء الجبلاية, كما أن اتحاد الكرة يعلم جيدا مدى التأثير الإعلامي الواضح للنادي الأهلي وتعاملوا بمنطق "شاهد مشفش حاجة " أو بمنطق المثل الشعبي الدارج "الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح" وهو أمر غير مستغرب من مسئولي الاتحاد.

الموقف الذي اتخذته إدارة النادي الأهلي مريب للغاية لأنهم تعاملوا بنفس المنطق الذي تعامل به اتحاد الكرة وبرروا موقفهم بأنه لم تصل إليهم أي شكوى من أحمد شوبير أوغيره, كما أنه يبدو أن ما فعله جوزيه مع شوبير لم يزعج إدارة الأهلي, بل يري البعض - ومنهم مسئولين داخل النادي - أنه جاء على هوى الإدارة الحمراء في ظل الحملة التي شنها النادي على شوبير طوال الشهور الماضية بسبب هجومه على بعض المسئولين الكبار داخل النادي.

تجاوزات جوزيه التي فعلها في الفترة الأخيرة عديدة، وفي كل مرة تخرج إدارة النادي لتدافع عن مدربها بصرف النظر عن أفعاله حتى جاء قرار الاتحاد الأوروبي الأخير بمعاقبة مارك فان بومل لاعب فريق بايرن ميونيخ الألماني بسبب حركة الذراع التي قام بها عقب هدفه في مرمي ريال مدريد الإسباني في بطولة دوري أبطال أوروبا, وهي نفس الحركة التي قام بها جوزيه في مباراة فريقه أمام أسيك أبيدجان الإيفواري في دوري أبطال أفريقيا الماضية وتجاهلتها إدارة النادي الأهلي بعد أن قال جوزيه إن هذه الحركة في أوروبا ليست معيبة حتى جاء قرار الاتحاد الأوروبي ضد فان بومل ليؤكد أنها غير عادية كما قال جوزيه الذي يتعامل مع الرأي العام المصري بمنطق فيه كثير من التعالي والعنجهية وعدم تقديرالتقاليد التي يتمسك بها النادي الأهلي كما يردد مسئوليه في كل مناسبة.