خالد طلعت

لا تذبحوا الزمالك

خسر الزمالك أمام الهلال السوداني بهدفين نظيفين مع الرأفة لتتضاءل حظوظه بشدة في التأهل لدور الـ16 لبطولة دوري الأبطال الأفريقي وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الخروج مبكرا من البطولة.
الثلاثاء، 06 مارس 2007 - 20:53
خسر الزمالك أمام الهلال السوداني بهدفين نظيفين مع الرأفة لتتضاءل حظوظه بشدة في التأهل لدور الـ16 لبطولة دوري الأبطال الأفريقي وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الخروج مبكرا من البطولة.

وإذا كانت هزيمة الزمالك في المباراة وأدائه المتواضع خلالها يعد مفاجأة بعد المستوى الجيد الذي ظهر به في مبارياته الأخيرة وتحديدا منذ قدوم الفرنسي هنري ميشيل، لكن المفاجأة الأغرب والأكبر كانت في رد الفعل العنيف من وسائل الإعلام المختلفة ضد الزمالك وكأنهم كانوا ينتظرون هذه الكبوة للإجهاز على الفريق الذي مازال يعيش في مرحلة النقاهة.

في البداية يجب ان نتفق جميعا أن الزمالك مازال في خطواته الأولى للخروج من كبوته الطويلة والتي استغرقت ثلاث سنوات متتالية، ولن يستطع الزمالك الخروج من هذه الكبوة سريعا ولكن الأمر يحتاج للمزيد من الوقت والمزيد من الصبر على الزمالك سواء من جماهيره أو من وسائل الإعلام لأن هنري ميشيل ليس ساحرا ولا يمتلك عصا سحرية.

يجب أيضا على جماهير الزمالك أن تدرك هذا الأمر وألا تستعجل الإنتصارات والبطولات لأن الزمالك لن يكون قادرا على حصد كافة البطولات مرة واحدة ولن يستطع الحصول على كأس مصر ودوري أبطال العرب ودوري أبطال أفريقيا في موسم واحد، فالحصول على بطولة واحدة فقط من الثلاثة يعد أمرا جيدا وسيكون بمثابة إستعادة الثقة في الفريق، وفي رأيي أن الحصول على إحدى بطولتي كأس مصر أو دوري أبطال العرب يعد أمرا ممكنا، أما الحصول على دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم يعد من المستحيلات الكروية حتى لو تخطى الزمالك عقبة الهلال.

فبطولة دوري الأبطال الأفريقي بطولة صعبة للغاية لما تضمه من فرق عريقة تعد أقوى الفرق في القارة السمراء، ولنفترض أن الزمالك نجح في تخطي عقبة الهلال فإنه لن يستطع بأي حال من الأحوال تخطي فرق عتيدة أمثال الترجي والنجم الساحلي التونسيين وأسيك ميموزاس الإيفواري وشبيبة القبائل الجزائري والوداد البيضاوي والجيش الملكي المغربيين وأخيرا وليس اخرا الأهلي المصري.

وإذا عدنا مرة أخرى إلى هزيمة الزمالك من الهلال فسنجدها هزيمة طبيعية ومنطقية، فالزمالك خاض المباراة في ظل نقص عددي كبير خاصة في خطي الدفاع والهجوم، حيث إفتقد لخدمات ليبرو الفريق وائل القباني للإصابة والتونسي الدولي وسام العابدي لعدم القيد أفريقيا وهم عنصري الخبرة في خط دفاع الفريق الأبيض، وشارك الثلاثي يامن بن ذكري وعمرو الصفتي وتامر عبد الوهاب وجميعهم يفتقدون لعامل الخبرة خاصة في المباريات الصعبة والتي تكون خارج ملعبهم وإمام حشد جماهيري غفير، وغاب أيضا عن الفريق نجمي خط الهجوم عمرو زكي للإصابة وجمال حمزة للإيقاف من قبل الجهاز الفني وهم عنصرين هامين للغاية في خط الهجوم ويتفوقان فنيا كثيرا على الثنائي عبد الحليم علي ومصطفى جعفر.

أما الهلال نفسه فهو فريق كبير ويضم مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين الدوليين كما أن الكرة السودانية تعيش في طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، ولا يمكن مثلا مقارنة مستوى فريق الهلال بمستوى فريقي هايلاندرز الزيمبابوي أو أجيسايا المالاجاشي اللذين لعب معهما الأهلي والإسماعيلي، فالهلال هو بطل الدوري السوداني في المواسم الثلاثة الماضية، كما أنه متصدر البطولة في الموسم الحالي، ولم يخسر الهلال أي مباراة محلية على ملعبه سواء في الدوري أو الكأس طوال السنوات الثلاثة الأخيرة أي طوال 42 مباراة متتالية.

وعلى الصعيدين العربي والأفريقي قدم الهلال نتائج رائعة في البطولتين الأفريقية والعربية خلال السنوات الثلاث الأخيرة وخاصة على ملعبه، حيث هزم الترجي التونسي مرتين 2-صفر و3-1، وهزم حرس الحدود 1-صفر وأطاح به من دوري ابطال العرب بعد التعادل سلبيا في مصر وهزم الوداد البيضاوي المغربي 1-صفر وأطاح به من البطولة ذاتها بعد الهزيمة 2-3 في الدار البيضاء ووصل للدور قبل النهائي في هذه البطولة في الموسم الماضي، كما فاز على أشانتي كوتوكو الغاني 2-صفر وعلى رينجرز النيجيري مرتين 2-1 و4-صفر وعلى بترو أتلتيكو الأنجولي 1-صفر وعلى أورلاندو الجنوب أفريقي 3-1 وكل هذه النتائج تحققت في الثلاث سنوات الأخيرة فقط.

أي أن الهلال على الصعيدين المحلي والعربي في السنوات الثلاثة الأخيرة خاض 20 مباراة على ملعبه فاز في 15 منها وتعادل خمس مرات فقط ولم ينجح أي فريق عربي أو أفريقي في هزيمته على ملعبه ليصبح عدد المباريات الإجمالية المتتالية التي خاضها الهلال على ملعبه بدون هزيمة هو 65 مباراة بالتمام والكمال.

خلاصة الكلام : أعتقد أن لغة الأرقام والنتائج لا تكذب وأثبتت أن الهلال أصبح بالفعل فريقا كبيرا وليس بنفس مستواه المتواضع في فترة الثمانينات والتسعينات، وأثبتت أن هزيمة الزمالك لم تكن مفاجأة أو كارثة أو مصيبة م