فحتى الايطالي فابيو كابيللو الذي يعد واحدا من أفضل مدربي العالم وأكثرهم نجاحا لم يسلم من غدر النادي الملكي الاسباني، وأقيل من منصبه بعد 11 يوما فقط من قيادته للفريق للقب الدوري الاسباني بعد غياب دام ثلاث سنوات لم يحصل خلالها "البلانكو" على اي بطولة، ليصبح سابع مدرب يقيله النادي الاسباني خلال أربع سنوات.
وبالنظر لتاريخ ريال مدريد في السنوات العشر الاخيرة، سنجد أن هذا الأمر أصبح عادة عند النادي الإسباني الذي اعتاد إقالة مدربيه بغض النظر عن تحقيق البطولات من عدمه.
فإذا عدنا بالذاكرة لعام 1997 بعد استقالة كابيللو من تدريب الفريق عقب الفوز بالدوري الإسباني وتفضيله العودة لناديه السابق ميلان، استعان ريال مدريد بالمدرب الالماني يوب هينكيس الذي نجح في قيادة الفريق للقب دوري ابطال اوروبا عام 1998 لأول مرة منذ 32 عاما، وصدق او لا تصدق عزيزي القارئ ان هذا الانجاز لم يشفع له بالاستمرار مع الفريق وتعرض للاقالة، ليحل محله المدرب الاسباني خوزيه انطونيو كاماتشو.
ولم يحتمل كاماتشو الاستمرار في هذه المهمة اكثر من 22 يوما، وقرر الاستقالة من تدريب الفريق بسبب خلافاته المستمرة مع رئيس النادي لورينزو سانز.
وجاء الدور على كل من الهولندي جوس هيدينك ليتجرع من نفس الكأس ويتعرض للاقالة بعد اقل من موسم قضاه في تدريب الفريق في موسم 1998-1999، وهو نفس المصير الذي لاقاه خليفته الويلزي جون توشاك موسم 1999-2000 والذي اقيل قبل انتصاف الموسم، مما دفعه لوصف مهمة تدريب الريال بالمهمة المستحيلة !
ثم جاء الدور على صاحب الرقم القياسي في البقاء في منصبه مع ريال مدريد وهو الاسباني فيسينتي ديل بوسكي والذي تولى تدريب الفريق في الفترة من 1999 وحتى 2003، وقاد الفريق للتتويج بدوري ابطال اوروبا عامي 2000 و2002 اضافة الى الفوز بلقب الدوري الاسباني موسمي 2000-2001 ، 2002-2003، الا ان ريال مدريد جازاه كجزاء سنمار وقرر اقالته بعدما رأى رئيس النادي فلورنتينو بيريز انه يقدم كرة غير عصرية ! ، لا تتناسب مع عصر كبار النجوم الذي دخله الفريق في بداية الالفية الجديدة بعد انضمام الانجليزي ديفيد بيكام الى كل من الاسطورة الفرنسية زين الدين زيدان والنجم البرتغالي لويس فيجو والظاهرة البرازيلية رونالدو اضافة الى القناص الاسباني راؤول جونزاليس والمدفعجي البرازيلي روبيرتو كارلوس، والذي سمي بعصر "الجلاكتيكوس".
واستعان ريال مدريد بعدها بالبرتغالي كارلوس كيروش الذي عمل مساعدا للاسكتلندي القدير اليكس فيرجسون في قيادة مانشستر يونايتد الانجليزي ليقود الفريق موسم 2003-2004، ليقرر الاخير التضحية بعناصر مثل الفرنسي كلود ماكليلي والاسباني فيرناندو هييرو لانهما لا يناسبان الاداء الهجومي الكاسح للفريق، ورغم ان الفريق قدم كرة هجومية رائعة في ذلك الوقت، الا ان دفاعه "الكارثي" ادى الى خروج الفريق خالي الوفاض من موسم توقع الجميع فيه حصد جميع البطولات، ليلقى نفس مصير سابقيه ويقال بنهاية الموسم.
وقرر بعدها بيريز الاستعانة بكماتشو مرة اخرى محاولة لدفع "الجلاكتيكوس" الى طريق البطولات مرة اخرى عام 2004، الا انه لم يستمر سوى بضعة شهور، قبل ان يلحق به مواطنه جارسيا ريمون ويقال بعد ثلاثة شهور فقط من توليه مهمة قيادة الفريق.
وابتعد بعدها بيريز عن القارة الاوروبية واتى بالبرازيلي "صاحب الثقة الزائدة" فاندرلي لوكسمبورجو عقب قيادته لنادي سانتوس البرازيلي للقب الدوري المحلي، ونجح لوكسمبورجو في زرع بعض الروح القتالية في اداء الفريق والتي افتقدها في المواسم السابقة، الا ان عدم تقديم الفريق للعروض الجميلة دفع بيريز لضمه لقائمة ضحايا الريال، واقاله قبل نهاية موسم 2004-2005 واتى بالمدرب الاسباني صاحب السجل المتواضع خوان لوبيز كارو الذي قاد الفريق حتى نهاية موسم 2005-2006 دون ان يحقق اي لقب، ليتعرض للاقالة "المنطقية في هذه المناسبة".
واخيرا، جاء الايطالي فابيو كابيللو ليقود الريال للقب الدوري الاسباني بشكل درامي بعد صراع كبير مع برشلونة وسيفيليا استمر حتى اللحظات الاخيرة من المسابقة، الا ان ريال مدريد حافظ على عادته واقال كابيللو، ليواصل النادي العريق اثارته للجدل كونه يقيل مدربيه بغض النظر عن تحقيقهم للانجازات.