وإذا كنا نتقبل هذا الكلام من مجموعة من المشجعين المتعصبين وجمهور الدرجة الثالثة الذي "يغيظ" بعضه بصفقة ضم لاعب معين ، فإننا لا يمكن أن نقبل ذلك من بعض الصحفيين والنقاد المفترض أنهم محايدين ويتابعون كرة القدم بشكل يومي ولهم رأي أكثر خبرة وشمولية من رأي الجمهور العادي.
فما قرأته من مقالات لبعض النقاد الرياضيين في الفترة الأخيرة سواء عبر الصحف أو مواقع الإنترنت جلعني أندهش بشدة من هجومهم الشديد على النادي الأهلي ومسئوليه وتحديدا المهندس عدلي القيعي مسئول الصفقات بالنادي واشادتهم بالزمالك ومسئوليه لمجرد التعاقد مع لاعب جديد أو أكثر حتى وإن كان مستواهم الفني متميز.
فانجازات أي نادي في العالم تتوقف على أمرين رئيسين ، الأول هو مدى تحقيقه للبطولات المحلية والقارية ، والثاني هو تحقيقه للأرباح المادية بعدما تحولت كرة القدم وإدارات الأندية إلى أمر اقتصادي بحت ، وربما انتقد البعض اتحاد كرة القدم في الفترة الأخيرة لاهتمامه بالعامل الثاني على حساب الأول وأنا شخصيا اتفق معهم في هذا الانتقاد.
أما أن يكون هناك ناديا في مصر اسمه الأهلي يحقق نجاحات غير مسبوقة على المستويين الفني والمادي بتحقيق كافة البطولات خلال عامين متتاليين وتحقيق أرباح مادية ضخمة ، ونادي أخر هو الزمالك يفشل على مدار 3 أعوام في تحقيق أي بطولة كما يعاني من تحقيق أي أرباح مادية ، بل ويحقق خسائر مادية كبيرة ويعتمد على جهود شخصية لتسيير الأمور داخل النادي ، ثم بعد كل ذلك ينتقد البعض مسئولي الأهلي ويشيدوا بمسئولي الزمالك لمجرد أن الزمالك ضم لاعب أو أكثر كان الأهلي يرغب في ضمهم فهو أمر غير منطقي وغير مقبول اطلاقا.
فالأهلي ورغم اعترافي شخصيا بفشله في إبرام العديد من الصفقات في المواسم الثلاثة الأخيرة إلا أنه استحوذ على جميع البطولات المحلية والأفريقية في الفترة الأخيرة ، وحقق رقما قياسيا عالميا بالتتويج بجميع البطولات المحلية والقارية التي شارك فيها في العامين الماضيين بعدما توج بعشر بطولات متتالية ، كما انه في طريقه لتحقيق البطولة الحادية عشرة قريبا وهي كأس السوبر المصري ، كما أنه في رأيي الشخصي الأقرب لتحقيق اللقب الأفريقي الثالث على التوالي ، ومن ثم المشاركة في كأس العالم للاندية للمرة الثالثة على التوالي أيضا في انجاز عالمي غير مسبوق وذلك في ظل الفارق الفني الكبير الواضح بينه وبين الفرق السبعة الأخرى المشاركة في البطولة.
أما على المستوى المادي فإن تحقيق الأهلي للبطولات وخاصة القارية منها ومشاركته في كأس العالم للأندية يمنح النادي مكافأت مادية ضخمة تصل إلى ملايين الدولارات وهي قادرة على تعويض الخسائر البسيطة التي تكبدها الأهلي في بعض الصفقات التي لم يكتب لها النجاح مع الفريق وعلى رأسهم الغاني أكوتي مانساه ، كما أن نجاحات الأهلي المتتالية تمنح الفريق عوائد مادية ضخمة من حقوق الرعاية التي تمنحها له الشركات الراعية للفريق وأيضا الإعلانات التي يقوم بها لاعبي الفريق للدعاية لبعض الشركات والتي يحصل منها النادي على نسبة.
أما إذا انتقلنا للزمالك والإسماعيلي فسنجد أنهم ورغم نجاحهم في إبرام العديد من الصفقات الناجحة في السنوات الثلاثة الأخيرة ، إلا أن هذه الصفقات لم تعود على الناديين بأي نفع ، ولم يحقق أي منهما أي بطولة تذكر طوال السنوات الثلاث الأخيرة سواء محلية أو قارية أو ودية أو حتى دورة رمضانية ، وبالتالي لم يحقق الناديين أي أرباح مادية بسبب ذلك ، بل على العكس تكبدا خسائر مادية فادحة بسبب التعاقد مع نجوم بمبالغ مالية ضخمة دون استفادة من ذلك.
وأود أن أذكر أن تجميع النجوم في فريق واحد ليس معناه أن هذا الفريق سيحصد جميع البطولات ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومن أشهرها ريال مدريد الاسباني الذي كان يضم كوكبة من النجوم ورغم ذلك فشل في تحقيق أي بطولة لمدة 3 أعوام متتالية ولم يحقق لقب الدوري الإسباني مؤخرا إلا بعد أن استغنى عن هؤلاء النجوم ، وأيضا فريق الأحلام الزملكاوي والذي تكون في منتصف التسعينات وكان يضم معظم نجوم الكرة المصرية وقتها ورغم ذلك فشل في تحقيق أي بطولة.
وعلى العكس من ذلك فإن مانويل جوزيه قاد الأهلي لتحقيق دوري أبطال أفريقيا وكأس السوبر الأفريقي عام 2001 بفريق لم يكن يضم أي نجوم بل مجموعة من اللاعبين المجتهدين وكان قريب أيضا وقتها من التتويج بدرع الدوري لولا الهدف الذي حققه الإسماعيلي في مرمى الأهلي من ركلة جزاء في الثواني