ما إن ظهر حازم إمام على الباب الخارجي لملعب حلمي زامورا بعد انتهاء مران الزمالك، إلا وكان حشد من الأطفال قد التف حوله بالفعل، بعضهم يحاول التقاط صور معه فيما يريد آخرون توقيعه على كرتهم زهيدة الثمن أو حتى ورقة بيضاء رأوها كافية لتسجيل هذه اللحظة.
وعلى الرغم من مرور إمام بحالة من انعدام الوزن، فإن شعبيته بين الجماهير لم تتأثر كثيرا، خاصة وأن تواضعه الجم وأسلوبه المهذب خارج الملعب يجبر الجميع على احترامه، حتى أن والد أحد الأطفال اعترف له بأن نجله أهلاوي "لكنه يحبك مثلما يحب أبو تريكة".
ويعاني قائد الزمالك الدولي من فترة عدم استقرار مر بها كثير من نجوم اللعبة في العالم في مراحل مختلفة من مشوارهم الكروي لسبب أو لآخر وعلى رأسهم زين الدين زيدان وراؤول جونزاليس وروبرتو باجيو.
وإذا كان هناك من سيعترض على مقارنة إمام بلاعبين من نوعية الثلاثي السابق ذكره، فإن أحدا لا يستطيع إنكار أن مكانة صانع الألعاب المصري عند جماهير ناديه توازي تلك التي يتمتع بها هؤلاء النجوم لدى مشجعيهم.
وقال إمام في حديث خاص لـFilGoal.com إن كل من زيدان وباجيو وراؤول تمكنوا من التغلب على التقدم في السن أو حالة هبوط المستوى التي انتابتهم لفترة واستعادوا بريقهم بسبب المناخ المحيط بهم والثقافة الكروية الموجودة لدى جميع أطراف اللعبة.
حيلة جديدة
ويدرك عشاق زيدان جيدا أن أداء الأسطورة الفرنسي في كأس العالم 2006 الذي وصل فيه الديوك إلى المباراة النهائية كان مختلفا عن أسلوبه في كأس اللأمم الأوروبية 2000 التي حازوا على لقبها .. ولكنهم يقدرون تماما أن زيدان يظل مؤثرا وإن اختلفت طريقته.
ويعلق إمام أثناء تلقيه بعض الحلوى التي أصر طفل جلس بجواره أن يهديها له إن زيدان كان في نهاية التسعينات يعتمد على المراوغة والانطلاقات ولكنه في 2006 - عندما بلغ من العمر 34 عاما - كان يلجأ أكثر إلى خبرته.
ويضيف "حازم في 2008 لا يمكن أن يلعب مثل حازم 1998 ... بعضهم يريدني أن أراوغ خمسة أو ستة لاعبين ثم أضع الكرة في المرمى ولكن ذلك لا يمكن أن يحدث وعمري 32 عاما وهو ما يجب أن يعلمه الجميع".
وتابع ضاحكا بعدما طالبه أحد المشجعين باستعادة مستواه في فترة لعبه في أودينيزي "أعتمد الآن على توصيل التمريرات البينية وصناعة الفرص من لمسات أقل .. في الماضي كنت أكثر من المراوغة، ما كان يؤدي إلى فقدان الكرة كثيرا، ولكن الآن ألعب بشكل مباشر وأكثر فاعلية".
رمز النادي
وإذا كان تفاعل الجماهير مع زيدان أمرا سهلا بسبب نجاحات المنتخب الفرنسي، فإن الوضع لم يكن بالسهولة نفسها على مشجعي ريال مدريد تجاه نجمهم ورمز ناديهم راؤول.
فالمهاجم الإسباني المخضرم فقد كثيرا من خطورته في السنوات الأربع الأخيرة التي لم يحصل فيها الفريق سوى على بطولة الدوري في الموسم الماضي، وبات علامة استفهام كبيرة بسبب عدم قدرته على استعادة مستواه المعروف، إلا أن الجماهير لم ترض في أي وقت أن يكون بعيدا عن التشكيل الأساسي.
ويوضح إمام أن اللاعبين أصحاب التاريخ والإنجازات والذين يصبحون رموزا لفرقهم دائما ما يلقون معاملة مماثلة، لاسيما عندما يشعر الجميع أنهم يبذلون ما في وسعهم سواء في التدريب أو المباريات، وهو ما يجعل المشجعين يطالبون بوجودهم في التشكيل الأساسي دائما.
ويقول بابتسامة تحمل من سعادة بقدر ما تحمل من فخر "أحصل في الزمالك على معاملة مماثلة، فالجماهير تساندني في كل مكان، وفي بعض الأوقات أشعر أنني أحصل على أكثر مما أستحق .. ولكنها عادة جماهير النادي التي لا تنسى اللاعبين الذين ساهموا في صناعة تاريخ الفريق".
ويشدد إمام على أن الاحترام يجب أن يحصل عليه كل اللاعبين الذين يمثلون الفريق وليس الكبار منهم فقط، وهو ما يحدث بالفعل من جماهير النادي التي تساند نجومها على الرغم من الفشل في الحصول على بطولة منذ ثلاث سنوات.
لا للرحيل
أما النموذج الثالث، روبرتو باجيو، فيرى إمام أن أسلوبه في التعامل مع مشكلة هبوط مستواه لا تناسبه أو تناسب معظم اللاعبين المصريين.
وقرر باجيو في منتصف التسعينات الرحيل من يوفنتوس إلى ميلان بعدما واجه بعض المشكلات مع فريق مدينة تورينو.
وعندما لم يشعر بارتياح كبير في "الروسونيري"، انضم إلى نادي بولونيا المتواضع ونجح في تقديم عروض طيبة منحته مكانا في تشكيل منتخب إيطاليا الذي شارك في كأس العالم 1998.
وأشار إمام إلى أن اللعب خارج الزمالك أمرا أقرب إلى المستحيل بسبب طبيعة ارتباط اللاعبين الكبار بجماهيرهم وأنديتهم في مصر، مؤكدا أن الاعتزال سيكون هو القرار في حال الابتعاد عن النادي الأب